—-القط الذي ظن نفسه أسد—- منقول


هل قرأت عن ذلك القط الذي رأى صورة ظله الكبيرة فظن أنه أسد فبدأ بالمواء لإعتقاده أنه زئير يخيف الغابة ، فأنتهى به الحال للفرار بحثأ عن مأوى من الوحوش الجائعة .

أليك القصة ..

جاء قادة أوروبا بلباس ( الحرب ) وخطاب ( الإنتقام ) ونظرة ( الإنتصار ) .

أغلقوا القاعة وبدأ الإجتماع واللعاب يسيل على مئات المليارات الروسية المجمدة .

بوتين قال ( المساس بالأرصدة له عواقب وخيمة ) وأشار بأصبعه على طريقة القرموطي ( أظن كده الرسالة وصلت ) .

قال الوزير البلجيكي الذي تتواجد الأرصدة لديه ( هل تعطوني ضمانات وتتحملون عواقب رد الفعل الروسي ؟ )

ساد الصمت وكادت حتي الأنفاس تتوقف ( لا صوت !! لا جواب !! لا ضمانات !! ولا حتى نفس !! ) .

فقال البلجيكي ( نحن لانريد حربا مع روسيا ، سرقة مصرف مركزي مثل سرقة سفارة ) .

زلينسكي لإثارة الحضور قدم لهم تقرير خطير عن أوكرانيا ( الجيش يتراجع ، الإقتصاد يترنح ، العملة تنهار ، وقلاع أوروبا ستدك بعد كييف ) .

نظر الجميع إلى بعضهم وأيديهم ( أخماس في أسداس ) ولسان حالهم يقول : أرصدة روسيا تعني ( نار الجحيم ) ، وعدم إقراض أوكرانيا تعني ( هزيمة أوروبا ) !!

أمام خيارين ( أحلاهما مر ) أقروا قرض ( 90 ) مليار من جيوب أوروبا التي أصلا تعاني ( الديون والركود ) .

على قول الأمين ( ما زاد الطين بلة ) ، البعض ( المجر ، التشيك ، سلوفاكيا ) قالوا لن ندفع ولن نشارك ، وقد يلحق بهم أخرين !!

قبل أن ينتهي الإجتماع ، عادت الذاكرة للقط أنه ليس أسد ، والغابة مليئة بالوحوش والدببة ، فنزع ماكرون لباس ( الحرب ) وبح صوته وكأنه تذكر ( صفعة بريجييت ) وتلمس خده الذي مازال ( يوزوز ) .. ووسط دهشة الجميع قال ماكرون ( لابد لنا من حوار بوتين ) !!

وتحول صوت الوعيد والحرب إلى رسائل طلب الحوار والتفاوض .. وتغير الصوت الخشن ( زئير الأسد ) إلى كلام ناعم ( مواء القط ) !!

كان الدب يتابع وهو يبتسم من قلب موسكو ، فهو أكد للجميع أنه متمرس وفنان في ترويض الحيوانات البرية وجعلها أليفة ومطيعة وهادئة .

وقال بوتين بلهجة شماتة لا يخطئها العقل ( فشلت عملية السرقة لأن العواقب ستكون قاسية على اللصوص ) .

بقت الأرصدة الروسية محفوظة في قلب أوروبا ، والبلجيكي قبل أن يشرب قهوته ينظفها من الغبار كل صباح ، وظل صدى صوت الصواريخ الروسية التي تمطر كييف تسمع في قاعات بروكسل ، وأستمرت القارة العجوز في الدفع وإستنزاف مذخراتها المسروقه من قارات العالم ، بينما ناقوس الخطر يدق بين ( الإتفاق المذل أم الإنهيار المخزي ) .

وأعتقد أنكم فهمتم من تصريح ماكرون إلى أين تسير أوروبا ، بين دب روسي أحرق سفن العودة ، و راعي بقر أمريكي لايتقن سوى سياسة الحرابة .

وبينما تابعت المسرحية خطر ببالي أن أبعث لأوروبا برسالة قصيرة فيها مثل أفريقي يقول ( القط الذي يحلم بأن يصبح أسدًا، يجب أن يتوقف أولا عن مطارد