رموز تباوية من ذاكرة التاريخ التباوى فى ليبيا 

سيرة رجل من فزان: الملازم سيدا إبراهيم مطر قلمه 

--------------------------------------------

المجتمع الذي ينسى رموزه الوطنية والاجتماعية هو مجتمع مصابة بحالة– فقدان الذاكرة وهى حالة مرضية تنتهى بصاحبها أما الى الموت البطىء او الى  فقدان الذاكرة المجتمعية والتي سوف تؤدي بالضرورة الى فقدان  الهوية الثقافية   و ذوبان الكيان الاجتماعي خاصتها – في كيانات  اجتماعية أخرى  ؟ وكلا الأمرين مر وتأبى المجتمعات الحية القبول بهما  والخضوع لها  وتكافح  من اجل ابراز خصوصيتها وتاريخها ومساهمتها الوطنية  ...

هذا ما يسعى إليه المجتمع التباوي  والذي يأبى  أن ينسى  تاريخه أو تزور  هويته أو يطمس نضاله  ويسعى جاهدا  الى  ابراز ثقافته وكيانه الاجتماعي في محاولة منه لتعريف الأمة الليبية بأن التبو جزء لا يتجزء من هذا الشعب , وأنه قدم و ناضل وضحى بأبنائه  من اجل ليبيا —مند إنشاء الدولة الليبية  الحديثة فى خمسينيات القرن الماضى حتى الساعة —-

من خلال صفحتنا المتواضعة -{ تبوناشن } –ومن خلال موقعنا الالكترونى{ تبوبوست }- نحاول كل ما امكن ابراز احدى الشخصيات الاجتماعية– او السياسية —او الثقافية التباوية  من الماضي او حتى الحاضر للتعريف به ؟

ونذكر بأن الذاكرة التاريخية للمجتمع التباوي لم تصاب بحالة فقدان الذاكرة  ورديلة نكران الجميل بعد– وأن ذاكرتها  حية –تذكر الأجيال الحالية والقادمة  انها لم –ولن –تنسى رموزها الاجتماعية والوطنية ..
سيرة رجل من فزان: الملازم سيدا إبراهيم مطر قلمه 

في قلب الصحراء الكبرى، حيث الرمال والجبال وقسوة الطبيعة , وفى إحدى واحاتها فى وادي الحكمة  حيث  يمتزج رمل الصحراء  بنقاء سريرة الإنسان ، ولد الملازم سيدا ابراهيم  عام 1926 من القرن الماضى بقرية البُخي– بوادي الحكمة في جنوب ليبيا، رجل سيغدو لاحقًا من ركائز النظام والأمن في قلب فزان.؟

لم يكن المجتمع التباوي  حينئذ يملك من الكوادر العلمية والعسكرية والأمنية ما يكفي ليساهم في بناء دولة ليبيا والتى نالت استقلالها حديثا, وذلك بعد عهود من الاستعمار التركي والايطالي -وكبقية مكونات الشعب الليبي لم ينال أفراده  حقهم من التعليم, بما يمكنهم من المساهمة فى بناء بلادهم –ليبيا ؟

ورغم شح العناصر وفقر الكوادر في المجتمع التباوي  تمكن الملازم سيدا ابراهيم سنة 1956م من الالتحاق بقوة بوليس فزان   .حين كانت الدولة الليبية  تسعى لبناء مؤسساتها بعد الاستقلال لتكون دولة عصرية .

،  التحق الملازم  -سيدا بقوة بوليس فزان، وقد حمل الرقم العسكري {451. ومنذ أول خطوة  خطاها ، كان  مثالا للرجل العسكري المنضبط   والحازمً،  وتكيف سريعا مع الحياة العسكرية ؟.

بعد تخرجه ادى الخدمة العسكرية والمهنية  في مدينة سبها لعقدٍ كامل، من عام 1956 حتى 1966، ثم نُقل إلى متصرفية مرزق ، ثم تنقّل بين مراكز الأمن والبوليس فى حوض مرزق   حيث استدعته واجبات العمل في كل من :  وادي عتبة وأم الأرانب والقطرون وغات ومرزق.-- في كل منطقة، وفي كل مركز بوليس   عمل به ترك  الملازم سيدا ابراهيم أثرا طيبا وسيرة حسنة لا زالت سيرته تذكر بين معارفه،–عندما تذكر الأمن فى فزان فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى –لا يمكن أن تنسى اسم – الملازم سيدا ابراهيم ؟ .

في عام 1968، تُوجت مسيرته بالترقية إلى رتبة اعلى ، وتم تكليفه برئاسة مركز شرطة القطرون، المدينة التي عرفته لاحقًا بوقاره ومحبته لأهلها. لكن في العام 1972، وضمن تنظيم الدولة وبناء الإدارات و مع قرار نقل بعض قيادات الشرطة إلى العمل المدني، انتدب المرحوم – سيدا إبراهيم إلى ميادين أخرى للعمل ، حيث  أصبح موظفًا في الفرع البلدي القطرون حتى تقاعده في عام 1988.

المرحوم –سيدا ابراهيم –الضابط السابق فى جهاز البوليس والشرطة –شخصية اجتماعية معروفة وسط المجتمع التباوي –عرف عنه الحكمة والهدوء وبشاشة الوجه عند الاستقبال والكرم –ورغم مهمته الأمنية المكلف بها على مدى اربع عقود فى حوض مرزق –والتى تتطلب الحزم والشدة احيانا الا ان مسيرة عمله لم تشهد الا الامتنان والرضى والقبول من سكان المنطقة - ورغم تغير بدلته العسكرية–و الامنية الى بدلة مدنية –الا ان المرحوم –سيدا ابراهيم  لم يتغير قلبه وظل وفيا لعادات وتقاليد مجتمعه  وبقي كما عرفه الناس: رجل قانون وعدالة وحكمة ,ووجاهة اجتماعية ،.

خلّد اسمه لاحقًا في كتاب "الحيشان – ترجمة لشخصيات من فزان"، الجزء الثاني، الصادر في بيروت. هناك، بين سطور الكتاب، وُثق أثره، كما وُثق في ذاكرة من عاصروه.

في عام 2007، أسلم سيدا إبراهيم روحه لبارئها، بعد مسيرة طويلة عنوانها الإخلاص، والتفاني، والصبر. رحل جسده، لكن بقيت سيرته تروى على أرائك المجالس الفزانية، وتُتداول بخشوع على صفحات "الحيشان".

رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون



دوريي-----أو بوديي؟

دوريي-----أو بوديي؟

============

لا اجد لها ترجمة صحيحة ودقيقة فى اى لغة من لغات العالم , " دوريي او بدووايي "...كلمات تباوية ذات مدلول استحقاقي يحفظ كرامة وشرف وقيمة واحترام الانسان , هذه القيمة هى قيمة رمزية وهو نوع من انواع رد الاعتبار نتيجة خطأ يتم ارتكابه فى حق انسان تباوى ...

عندما يخطىء انسان تباوى رجل او أمرأة فى حق انسان تباوى آخر كان رجل او امرأة فان العرف التباوى يلزم المخطئ بدفع قيمة مادية لمن اخطأ فى حقه ؟ ورد الاعتبار لا يحصل الا فى وجود وسيط وشهود يشهدون بهذا الخطأ ويلزمون المخطىء بدفع ..." دوريي او بدووايي"؟

وهو اشهار واعلان بعدم تكراره فى المستقبل , وهى عقوبة مادية الا انها تحمل فى طياتها النيل من معنويات المخطىء؟

عدم الاعتراف بالخطأ او عدم دفع بدووايي يقود الى الخصومة والانتقام , مما يندر الى تفكك المجتمه بسبب الكراهية والاحقاد ؟ لذلك شرع المشرع التباوى الى معالجتها قبل تفاقم الامور ...

فى العرف التباوى الذى ثوارته الاجيال قبل ما يزيد عن الف سنة , بيان خاص ببدووايي , وكيفية دفعه وما هى القيمة المادية التى تدفع فى كل حالة ,والتى تتدرج من ماعز حتى الجمل او من نخله الى الارض ؟

لقد بنى هذا المجتمع اعرافه مند القدم وحافظ على كيانه من الفتنة والانقسام , لذلك تجده متجانسا ومتعايشا بفضل شرعه الذى تم صكه مند القدم ؟

كيف يحتفل التبو بعاشوراء ..؟

في بعض مكونات المجتمع الليبي تحتفل بعض المناطق بعاشوراء على طريقتها الخاصة "شيشبانى يابانى ...بمناسبة عاشوراء ---"وهو صناعة خيال مخيف من الصوف أو ليف النخل لانسان والتجول به في الأزقة والشوارع وترديد بعض الجمل على قول مثلا " شيشباني ياباني"-- وهذا حال الشيباني"

لا أعلم هده الطقوس كيف دخلت هذه المجتمعات ومن سوق لها ، وما اهميت الترهيب بالنار في عاشوراء لاخافة الشيشباني؟

في المجتمع التباوي في بعض مناطق الجنوب الغربي كانوا يحتفلون باللعاب نارية بدائية ---تسمى ولولو كوتيي-- وهو إشعال النار فى عرجون نخل قديم والطوفان به بين البيوت. لا أعلم من أين اتت هذه العادة..ولكنها كانت تمارس في الماضي..

عاشوراء تبقى ذكرى ومناسبة للاحتفال بطرق شتى في المجتمعات المسلمة ..ولكن الجميع متفق على قدسية هذا اليوم وصيامه اقتداء بسنة رسولنا الكريم...

كل عاشوراء وانتم طيبين ...

مهماي يسلم عليكم ....



في مكان ما من واحات الصحراء الكبرى ، حيث قسوة الطبيعة ، شمس حارة ، ورياح شديدة، وماء قليل ، وأكل فقير ، يطل عليكم " مهماي "بأبتسامته الجادة وعيناه الثاقبتان، وتعويدته البارزة على صدره ؟..هو لا يعلم باننا الطقتنا له صورة بريئة وسننشرها على وسائل التواصل في عالمنا الافتراضى؟

مهماي اسم علم يطلق على المذكر ، وأشتق مصدر الاسم من اسم " محمد " اسم رسولنا الكريم . في الثقافة التباوية ، التبو يتيمنون باسم الرسول محبتا واعتزازا فيطلقون اسمه على أبنائهم كما هو الحال في بقية المجتمعات المسلمة ، ولكن لا تنطق كما ننطقها في اللغة العربية؟

فى اللغة التباوية تنطق اما " مهما " بتشديد الهاء أو تنطق " مهماي" وهو للتصغير وتقابل في اللغة العربية " حميدة"...

سألت احد شيوخنا لماذا تحرفون اسم محمد وتنطقونها " مهماي"...كانت اجابته صادمه ...قال لي السبب هو احتراما لرسولنا الكريم ؟

قال ليس من الأذب أن تسب أو تشتم انسان يحمل اسم محمد لان هذا الاسم شرف به رسولنا الكريم ...فعندما تصف انسان كذاب وتضع اسمه وصفة الكذب تلازمة...تقول محمد الكذاب..انت تقصد محمد الانسان وليس محمد الرسول بطبيعة الحال ...لكن صفة الكذب علقت من حيث لا تدري بأسم نبينا الكريم ؟

لذلك نحرف الاسم إلى مهماي أو مهما حتى عندما ينعت بصفة معيبة لا تمس اسم نبينا الكريم ؟

كيف يقول القرآن "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾

[ القلم: 4]..ونحن ننعته بصفات رذيلة ...وكيف يوصف القرآن محمد وصحبه بالتقوى والايمان ونحن نصفهم بصفات بشرية ناقصة ..."﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ"

هذه هى ثقافة شعب التبو المسلم ، الذي يحب دينه ورسوله ...

على أنر ...باحث في الثقافة والتراث التباوي



تسمية الاعوام والسنوات زمان (( تسمية ))---عام الفكريس ؟


تسمية الاعوام والسنوات زمان

(( تسمية ))---عام الفكريس ؟

يؤرخ ألاهالي زمان لمواليدهم بأحداث مرت بهم خلال الفترة ولا تزال هذه الأحداث ماثلة في الذاكرة الشعبية حتى الآن والغريب في الآمر هذه الخصوصية في بعض التسميات .

وهذه بعض الامثلة منها عام الزلزلة وعام الهجة عام الثلج . وهناك بعض التسميات للسنوات التي عرفت بالمناطق وسأحاول إيجاد بعض التسميات الأخرى .

1-عام الفارينة :الفارينة ( الدقيق الأبيض) يؤرخ عام 1905م بعام الفارينة ويبدو إن السلطات العثمانية قامت بتوزيع الفارينة لأول مرة على السكان فأطلق عليه عام الفارينة.

2-عام المغاربة :يطلق أسم المغاربة على كل من كان يأتي من ناحية الغرب وفي عام 1908م كثر عدد المغاربة بالمنطقة بشكل ملفت للنظر بعد إعلان الدستور العثماني في عهد السلطان عبدالحميد الثاني وكانوا يعملون بحصاد القمح والشعير .

3-عام الهجة : في هذا العام 1920م سيطرة القوات الإيطالية على المناطق الساحلية فهاجر عدد كبير من السكان إلى منطقة الجبل الغربي وترهونة ومسلاته ولم يبقى في المنطقة إلا عدد قليل جداً من السكان.

4-عام الفكريس .الفكريس مادة صلبة تستخرج من جذوع النخيل وأثناء المجاعة أصبحت وجبة رئيسية لسكان المنطقة فأطلق على سنة المجاعة عام الفكريس لكثرة ما تناول الناس هذه المادة الغذائية .

5-عام الزلزلة .عام 1935م شهدت المنطقة حركة في الأرض مما يدل على حدوث زلزال غير إنه لم يسجل أي إصابات تذكر لعدم وجود مباني بالمنطقة لكن أثاره لازالت باقية في تواريخ مواليد عام 1935م فيقال مولود عام الزلزلة .

6-عام موسيليني .عام 1937م قام بنيتو موسيليني رئيس الحزب الفاشي في إيطاليا الفاشستية والذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء قام بزيارة ليبيا وقد تجول في كل المناطق وقد مر بمنطقة تليل عند ذهابه إلى زوارة وقد أستقبل في المنطقة من قبل أهالي العجيلات حيث نصبت الخيام وعلقت الأعلام وفرشت المراقيم والحمول.

7- عام الكاماطا .عام 1939م يسمى عام الكاماطا حيث تم استدعاء الشباب من قبل السلطات الإيطالية لتدريبهم على السلاح وضمهم للقوات الإيطالية استعداداً للحرب العالمية الثانية .

8-عام الجرمانية.عام 1943م يطلق عليه عام الجرمانية وهو العام الذي خسرت فيه المانيا الحرب العالمية الثانية حيث طورد الجيش الألماني من قبل جيوش الحلفاء وقد توقفت القوات الألمانية بمنطقة العجيلات حيث أقامت بعض التحصينات لمقاومة الحلفاء ولكنها سرعان ما حملت أسلحتها وأمتعتها ورحلت باتجاه الغرب وسلمت عند خط مارث في تونس .

9-عام الأسرى ( اليسرى)بعد هزيمة إيطاليا عام 1943م وقع في الأسر عند قوات الحلفاء عدد من المجندين الليبيين في صفوف القوات الإيطالية وفي عام 1945م أطلق سراحهم وعادوا إلى مناطقهم وبيوتهم وفي هذا العام شهدت منطقة ترهونة عودة عدد كبير من الأسرى وأقيمت الأفراح والمآدب احتفالاً بعودتهم ، يقول الشاعر على بن أرحيم الذي يبدوا إنه سمع بأحد المآدب التي لم يدعى إليها .

الأيام تموا والزرادي فاتوا وحيين حسبونا مع اللي ماتوا .

10-عام الجراد .في هذا العام 1946م وصلت جحافل الجراد من الجنوب الغربي وأتت على الأخضر واليابس ولم تترك شيئاً إلا ودمرته غير إن السكان قاموا بجمع الجراد وتحميسه وتخزينه واستخدامه كوجبة غذائية كما قاموا بحفر الخنادق لغرض جمع الجراد ( الدبنون) الذي لا يقدر على الطيران ويقفز على الأرض .

12- عام الجدري .عام 1942م أصيبت المنطقة بداء الجذري وقد أصيب عدد من أهالي المنطقة بهذا المرض وتوفى نتيجته عدد كبير من الأهالي ومن نجا منه لازالت أثاره باقية عليهم حتى الآن.

13- عام التيفود. ( عام العبيد)عام 1945م أصيب بعض أهالي المنطقة بهذا المرض الخطير وقد أقيم مركز للحجر الصحي ( كرانتينة ) بمنطقة الأفران، ويطلق على عام 1945 أيضا عام العبيد الذين استخدمتهم فرنسا في حربها ضد المحور .

14- عام سرت .عام 1947م رحل عدد كبير من ألاهالي ممن يملكون الأبل والأغنام إلى سرت جرياً وراء الكلاء حيث كان العام جدب بالنسبة للمنطقة وكانت منطقة سرت قد شهدت موسم مزدهر

15- عام الثلج . سقطت الثلوج على المنطقة عام 1948م فأصبح الناس يؤرخون بعام الثلج لمن ولد في العام نفسه مع إن بعض شهود عيان قالوا إن الثلج سقط يوم واحد ولم يستمر لأكثر من ساعات قليلة .

16- عام الزينقو .عام 1949م والزينقو هو الصفيح وهذا لم يكن معروف قبل سنة 1814م ففي هذا العام قام الإيطاليون بدفن موتاهم في قبور غطت بالزينقو " الصفيح " فسمي العام بعام الزينقو نسبة لذلك .

( منقول )


خالد وردكو--------وايناس شهاي؟ عندما لا تستوعب ثقافتنا اسماءنا التباوية ؟ ===============

=====

التغيير الطوعي للاسماء التباوية , هي ثقافة استلاب طوعية لقد باتت اسمائنا التباوية ممزوجة ما بين اسماء عربية واسماء تباوية حيث تجد صديقك التباوي في الكلية او المدرسة او العمل اسمه اسم عربي واسم والده اسم غير عربي مثلا (خالد وردقو/ او تهاني سوغي) ؟

فهل هدا التغيير اجباري أم هو اختياري ---؟الكثير من ابناء التبو يتهمون النظام السابق في ليبيا ,بانه كان وراء عدم تسمية ابنائهم بالاسماء التباوية ؟--ولكن مادا الآن وقد سقط النظام من مدة 14 سنة---لمادا اسماء معظم مواليد ابناء التبو بجميع سجلات مصلحة الاحوال المدنية , تقريبا ليست اسماء تباوية بل تجاوزت حتى العربية الى اسماء مثل نرجس , وايناس ,مروان , بسام؟

الاسماء في حاجة الى تربة خصبه للنمو والتقبل فى أي المجتمع ,-- ثقافة المجتمع هى من تحدد نوع الاسم , وليس شىء آخر ؟التماهي بالثقافة المنتصرة هى من تحدد انتشار الاسماء , وليست الثقافة المهزومة ؟

والدليل على دلك انتشار الاسماء الاجنبية في الثقافة العربية , وهو تماهي بالغرب المنتصر ثقافيا ؟

لا اعتقد ان احدا من ابناء التبو في وقتنا الحاضر سيسمي ابنه باسماء مثل ---ورضكو, أو شهاي, أو كورا كاليي....من اسماء الدكور ؟--ولاهرداه ---أو ايدو---او بيشي---او ضقدوا ---من اسماء الاناث؟--ودلك لسبب بسيط وهو أن الزمن الثقافي لثقافة التبو قد ولى , وحلت محله ثقافة بديلة عنه ؟

اتوقع تعليقات من المتعصبين قوميا من كلا الطرفين الدين يهمهم الامر ؟ ولكنها فى واقع الحال ---لا تغير من واقع الحال شيئا ؟

تدكر دائما ان حضارات انتهت , وامم هلكت , وثقافات اندثرت , وحلت محلها اقوام وحضارات وثقافات بديلة ---

على أنر باحث في الثقافة التباوية

شاهي اللاهركاه---شاهي العصرية؟

====================

اللاهر --وقت العصر باللغة التباوية--وهو وقت ذا قداسة ليس من الناخية الدينية فقط لانها وقت الصلاة ؟-بل وقت اللتقاط الانفاس للحديث عن الماضى والحاضر ---

شاهي اللاهركاه --هو ميعاد الشاهي بتوقيت الانسان التباوي--الباحث عن الاخبار ؟

·

==============

فى عصر ذلك اليوم من ايام فصل الصيف , جلس وكالعادة امام بيته المتواضع والذى نصفه من طوب الارض البلدى ونصفه الاخر من جريد النخيل اليبس , وقد اشعل موقده من حطب اشجار الرسوا التى تنبت فى الجوار بدون أى تدخل لارادة الانسان , لم يستعمل موقد الغاز فى حياته ولا يعرف حتى طريقة استعماله ؟

وكز موقده فى الارض , وجمع حطبه , واشعل ناره فاللتهمت اللسنة النار الحطب حتى اصبح جمرا وهنا كان لابد ان يضع براده عليها بعدما يكون وضع اوراق الشاهى الاخضر بها بما يتناسب مع كمية الماء والذى جلبه من بئره...

شاهى العصرية ...لها قصة ليست ككل القصص... فهو دار للندوة ومكان للتسامر, وتجمع لتناقل الاخبارالتى ليس لها مصدر؟ عليه لا تشغل بالك كثيرا عن مدى مصداقيتها وما عليك الا التعليق لكى تكون فاعلا فى هذه الندوة .

صاحب شاهى العصرية بالرغوة ...لا يتكلم كثيرا فى دار الندوة وتنحصر مهمته فى صناعة الشاهى بالرغوة وتقديمها للحضور , ويكتفى بالتعليق الذى لا يغيض احدا من الجلوس ؟

دار الندوة هو دار عناد , وكبر وخصومة ربما لهذا السبب آثر صاحبنا الصمت وقلة الكلام ووضف صمته فى صناعة الشاهى بالرغوة ...فالرغوة هى فقاعات هوائية لا تلبث ان تتلاشى حتى وان لم يشربها احد ؟؟

اما المعنى فكأن صاحبنا يقول للحضور ..ان حديثكم عن حال الوطن مثل فقاعات هذا الشاهى لا تلبث ان تختفى سواء شربتم الشاهى ام لم تشربوه؟

الكاتب : محمد طاهر

صاحب سيارة الافيكو --وشريط فن { الكدي} --

؟

==========================

يعمل على سيارة اجرة--افيكو 24 راكب-- ، شاد خط طرابلس - سبها والعكس، ...يوقف سيارته امام جامع بورقيبة-- في طرابلس --بعد صلاة المغرب، وامام وكالة الركوب كان المنادي --وهو شاب لم يبلغ ربيعه الثاني بعد كان ينادي ---....سبها ...سبها ...سبها مازال 2-- ركاب ، الحنينة تنادي؟

استكمل عدد ركابة كنت الرقم الاخير اخد مني الشنطة وحملها ضمن الامتعة فوق سطح السيارة --وطلب مني الركوب--حشرت نفسي بصعوبة فى الكرسي الخلفي--الركاب يبدوا انهم من جنسيات مختلفة ولكن الليبيون اغلبية ، انطلق بنا السائق بعد ان صلينا صلاة المغرب فى جامع بورقيبة--السائق اسمر البشرة --ضعيف البنية -لا يتكلم كثيرا ...--وعندما تحركت السيارة وقبل ان يضع هذا الشريط المسموع فى مسجل الافيكوا...قال السائق سنصل سبها انشالله مع صلاة الفجر ---صباحا--العشاء فى القريات انشالله --رحلة سعيدة للجميع

ما كاد السائق ينتهي كلامة حتى امتدت يده الى مسجل السيارة ووضع هدا الشريط المسموع --انها موسيقة وغناء { الكدي التباوية }--عندها عرفت ان السائق تباوي وبدأت اراقب رد فعل الركاب ...

بعضهم غير مكثرت، وبعضهم يبتسم لهذه الموسيقى الغريبة، وبعضهم ساخط ويقول حطنا اغنية حلوة الله يربحك؟

اما هو فكان يهز برأسه ويستمتع بغناء فن الكدي التباوي

في بيتنا مطلقة...؟


في بيتنا مطلقة...؟

كنت في الخامسة عشرة من عمري ، عندما كانت اختي المتزوجة ( شاتراه )....(اسم شاتراه بلغتنا التباوية هي للكناية عن الستر) والتى هى أم لطفلين تأتي دائما غاضبة إلى بيت العائلة هذه الحالة تسمى بلغتنا (تبراه كاداه )...وهى كناية عن زعل الزوجة من زوجها عندما تأتي لبيت ابيها و تشتكي من ظلم زوجها . كان ابي دائم القلق على أختى “شاتراه”.. ولا يدخر جهدا في الحديث معها ونصحها ، الا ان امي غالبا ما كانت تلتزم الصمت بوجود ابي، ولكنها تسر إليها الحديث دائما على انفراد وكأنها تتوجس خيفة من ان يسمعها احد ؟ و غالبا ما كانت أمي تنهرني عندما احاول ان استرق السمع خلسة بشقاوة الاطفال وهى تحدث أختي ؟ فهم عقلي الصغير حينها ان أمرا جلل سيقع لاختي ، وان نصائح ابى كانت اضعف من ان تجد الطريق إلى عقل اختي “شاتراه “ او تشوش على همسات وغمزات امي ورسائلها المبطنة لاختي، شعرت حينها أن الحديث النصح فى العلن غير حديث التحريض في السر ، وان النصح والإرشاد قد لا يجد طريقا الى القلب عندما يكون ذلك القلب عامرا بالكراهية, وقد فاض بغضا بحياة كلها مشاكل ؟

لم أنم مبكرا كالعادة تلك الليلة , وانتظرت حتى عاد أبي من أداء صلاة العشاء وساعدت امي في تقديم وجبة العشاء له, كانت نظرات ابي وكأنها توحي بالسؤال عن أختي " شاتراه "...(ما ان كانت رجعت الى بيتها ام لازالت بالبيت ؟)... وصدق ظني عندما سئل أبي عن اختي فقالت أمي انها بالداخل , فرأيت نظرات الانزعاج على وجه أبي حيث دفع بصفرة العشاء جانبا بقوة ونهض غاضبا وانطلق نحو الداخل , ثواني قليلة حتى سمعت صوته يجلجل فى أنحاء البيت معاتبا اختي "شاتراه"...على عدم حرصها على حياتها الزوجية , وعدم اهتمامها بمستقبل أطفالها , أثناء ذلك اتخذ الجميع الوضع الصامت فى احدى اركان الغرف المجاورة.

أمي هى الأخرى اتخذت الوضع الصامت ولكن بدت عليها علامات عدم الرضى ولكنها , لم تعلق على شيء في حضرة أبي ؟

لازلت فى غرفتي اراقب الوضع عن كثب وقد تركت باب غرفتي مشرعا , عن قصد لأسمع كل ما يدور,خرج أبي مسرعا نحو المربوعة " غرفة استقبال الضيوف ".... و نظراته توحي وكانه يبحث عن شىء ما…. لحظات قليلة حتى سمعت صوته بقوة وهو يتكلم مع أحد ما , وكعادتي حاولت ان استرق السمع حتى فهمت حديث أبي ,حيث فهمت أنه كان يكلم زوج اختي " شاتراه"...؟

وبعد إنهاء مكالمته , قدم بقوة نحو غرفة اختي" شاتراه"... وطلب منها ان تنهض ليوصلها الى بيتها , علامات عدم الرضى كانت ظاهره على امي واختي "شاتراه"... ولكن لا أحد منهما اعترض ؟ لم يمضي وقت طويل حتى اصطحب اختى و أطفالها وكانت غاضبة و رافقها الى بيتها؟

مضى أسبوع على الحادثة , وانا كلما دق جرس البيت اهرع لفتحه وانا اتخيل ان اختي شاتراه واطفالها بالباب, حتى جاء ذلك اليوم المشؤم عندما عدت من المدرسة , لاجد كل قريباتي وصديقات اختي " شاتراه " بالبيت حيث بدأ على الجميع علامات الفرح والابتهاج , وسألت إحداهن قبل ان اسأل امي , فقالت لي... " زغرتي كانك تعرفي ...اختك أطلقت"...وانطلقت نحو اختي ابحث عنها في ثنايا الغرف حتى اجدها محاطة بكومة من صاحباتها وصديقاتها , ونظرت اليها خلسة بنظرات شفقة واسف وعدم رضى ,قبل ان تبادلني هى بنظرات تبدو مليئة بفرحة , ولكني لم اصدقها؟

لم يتحمل قلبي الصغير هذا الموقف , فأسرعت لاحظن واضم اطفال اختى وانا ابكي ,في محاولة يائسة للمواساة بفقدهم لحياة اسرية مثالية؟

انطلق الجميع بالبيت بما فيهم أمي لاقامة وليمة بالمناسبة . بينما كان جرس البيت لا ينقطع عن النداء ,والضيوف من النسوة لا ينقطعن من الزيارة , وصوت اسطوانة الموسيقى هى الأخرى تعلو صوت الجميع , البعض يغنين والبعض يرقصن, والبعض يتهامزنا بالكلام , كنت أراقب الوضع عن قرب, وبنظرة الى الحضور لاحظت ان اغلب الحضور كان من العوانس اللاتي تأخرن في الزواج , أو من المطلقات القدامى حيث انضمت أختي " شاتراه"...الى ناديهن , او من تلك النسوة اللائي فقدن الأمل فى الزواج فاتخذنا الحجاب وسيلة صبر على ما حمله الزمن عليهن من مصائب الزمن , أما القلة المتبقية من النسوة الحضور فكانن من المتزوجات القدامى من أقاربنا واللاتي يعانين من حالة لامبالاة مزمنة فى كل ما يتعلق بأمور الزواج والطلاق؟

لحظات وقد شرفت الحظور " هاتيمي داصواه " ...اسم هاتيمي داصواه , اسم معروف وهي مغنية مشهورة تغني في أفراح الزواج والطلاق , ولها قدرة غريبة على إيجاد الكلمات المناسبة لأي مناسبة ؟ وبعد الانتهاء من وليمة الغداء توسطت " هاتيمي داصواه " دائرة نسائية من الحضور وبدأت غناء "الهميي".. "وغناء الهيمي هو غناء نسوي من تراث التبو يجمع مجموعة من النساء فى حلقة دائرية , وتقوم احداهن بغناء بكلمات ثمتل جمل قصيرة ويقمنا البقية بترديدها, وتقوم احداهن من حين الى اخر بالقفز وسطهن واصدار صوت غريب من اعماق حنجرتها لزمن لا يتجاوز الدقيقتين ثم تعود للصفوف " لتخرج اخرى لتقوم بنفس الدور؟" تم تطبيق هذا السيناريو في بيتنا فى غرفة أختى في دائرة قطرها لا يتجاوز المتران والجمع من حولها من النساء يرددن فى حماس منقطع النظير كل ما تقوله " هاتيمي داصواه ؟

اختي " شاتراه" كانت من اكثر المتحمسات للغناء وترديد العبارات المتواليه والتى فهمت من بعضها كلماتها مترجمة للعربية " ان الراجل اللي سيبك ...سيببه " ..وانت تستاهلي خير منه"...لا اعلم ان كانت اختى " شاتراه " وهي تردد هذه العبارات وراء المغنية " هاتيمي داصواه " مقتنعة بما تقول ام لا؟

الكل كان خارج وعيه , وكأن الشيطان كان يغويهم بالمزيد من الضلال, فالمشهد لا تستطيع الكلمات والجمل وصفه ,عبثا حاولت الفرار الى غرفتي لانال قسطا من الراحة , فصوت المسجل , وصوت " هاتيمي داصواه " وصوت الهيمي و القفز , كان اقوى من اي سكون قد يجلب الراحة...

يسكوه...



يسكواه

.

اسم أو لقب بلغتنا التباوي...كناية عن السواد؟

.هل اللون الأسود له قيمة في ثقافتنا التباوية...؟

============

في سنوات طفولتنا؛ كانت عقولنا ساذجة وأرواحنا غضة وقلوبنا بريئة، وكان أهالينا متفرغين تماما لحشو تلك الأوعية الفارغة بكل حمولاتهم من "الموروث الثقافي" وحكايات ما قبل النوم، وتحديد رموز الخير والشر .. ومن ضمن ما ترسب فيها في تلك السنوات المبكرة: "الخوف" من اللون الأسود، والتعامل معه كرمز "للشر والعدوان".

كان مجيء الليل محفزا لأخيلتنا المحلقة والمرتبكة لاستحضار قوى الشر؛ فتظهر العفاريت، وتبدأ الكلاب في نُواحها الحزين محملا برائحة الموت. وإذا أرادت أمهاتنا أن نكف عن القفز واللعب ما عليها إلا أن تذكر قصص الغولة، وأبو رجل مسلوخة وغيرهم من الشياطين ( موشاه)... الذي يتأهبون لالتهامنا، وطبعا كل هؤلاء الأوغاد كائنات سوداء شريرة، لا تظهر إلا في الليل، لأنها تخشى بياض النهار.

الغراب...(وآيي )...يجلب النحس لأنه أسود، والقطة...( أنغام)...السوداء هي جنّية شريرة، والكلب...(الكدي).. الأسود هو شيطان خارج من حفلة تنكرية، والقلب ( أور يسكوا).. الحاقد لونه أسود، واليوم المتعثر المشؤوم هو يوم أسود، والحزن على الميت باللون الأسود ...وهكذا صار الأسود رمزا للشر بينما الأبيض هو لون الخير .. فالقرش الأبيض هو المنجاة في اليوم الأسود.

(2)

الألوان جميعها من "خلق" الله سبحانه، وهي سمات الطبيعة وعناوين جمالها و"ليس لها علاقة بالخير والشر"، وهي ليست مكلفة بأي دور أخلاقي، إلا بمقدار ما تخزنه ذاكرتنا ونسقطه على واقعنا بعملية تلقائية تتم بدون تفكير وتخلو من المنطق.

الألوان هي مجرد رؤية ظاهرة امتصاص وانعكاس طيف الضوء الطبيعي، وعلينا أن "نحبها" أو "لا نحبها" كمسألة "ذوق" إنساني واختيار يخضع لمقاييس الجمال النسبية المتحركة والمتغيرة، وبمعزل عن التوظيف الفلسفي لها.

ولو نظفنا ذاكرتنا من هذه النظرة الأخلاقية للألوان؛ سنجد أن لكل لون مكانته المميزة في قلب كل إنسان، بل أن الأسود يعتبره البعض "ملك الألوان"؛ فالسيدة الأنيقة ستختار الأسود لفستان المساء الحالم، ورجل الأعمال سيشتري سيارة سوداء "رمزا للفخامة"، والشاعر سيرتدي المعطف الأسود ليقرأ قصيدته.

ولو نظرنا بتأمل لوجدنا أن الأسود كان سببا في جمال الكثير من الأشياء التي حولنا؛ فالغراب بالنسبة لشعوب كثيرة من أجمل الطيور، والحصان الأسود من أرقى الخيول، والكلاب والقطط السوداء قد تكون من أندر السلالات، والزنبقة السوداء ما زالت حلما للمشتغلين بجمال الأزهار، والليل بدون قصص العفاريت، هو للسهر والعشق والاغتسال بضوء النجوم.

السؤال ..هل اللون الأسود له قيمة في ثقافتنا التباوية...؟

علي أنر -باحث فى الثقافة التباوية