لعلنا نفهم …

* في حين صرح الرئيس الأمريكي بايدن ( إن أمريكا ستغادر بعد أن حققت أهدافها. لقد تضاءل تنظيم القاعدة بشكل كبير ومات بن لادن . أمريكا لم تعد بحاجة إلى جنود على الأرض لمحاربة التهديدات الإرهابية التي قد تنطلق من أفغانستان )

يرد الرئيس السابق حامد كارازاي بالقول ..

* جاء المجتمع الدولي إلى هنا قبل عشرين عاما بهدف محاربة التطرف وتحقيق الاستقرار ، لكن التطرف بات في أعلى مستوياته اليوم . لذلك فقد فشلوا، إن إرثهم أمة مزقتها الحرب ، هذا عار وكارثة .

* سنكون أفضل حالا بدون وجودهم العسكري . أعتقد أننا يجب أن ندافع عن بلدنا ونعتني بحياتنا . لا نريد أن نستمر في هذا البؤس ، والإهانة . الأفضل لأفغانستان أن يرحلوا .

* لم تكن حملة الجيش الأمريكي / الناتو ضد التطرف أو الإرهاب ، كانت الحملة أكثر ضد القرى الأفغانية وآمالها ؛ وضع الأفغان في السجون وإنشاء السجون في بلادنا ... وقصف كل القرى .

...

* حامد كارزاي أبن ولاية قندهار من قبائل البشتون ، وأحد المنضمين للمجاهدين الأفغان المدعومين من المخابرات الأمريكية في القتال ضد الأتحاد السوفيتي ، وكان مكلف بدور ضابط اتصال بين من يسمون المجاهدين من جهة و السي آي إيه ، وهو من يقوم بإيصال الأموال إليهم . ثم أنضم إلى أحمد شاه مسعود لمواجهة طالبان التي أتهمها بقتل والده في باكستان ، وأستجدى الغرب التدخل لقتال طالبان والقاعدة . وأصبح لاحقا مستشار لشركة "أونوكال" النفطية الأمريكية .

وفي 2001 بعد التدخل الأمريكي أصيب بإنفجار نقلته أمريكا للعلاج في واشنطن ، وأعيد ليتم تنصيبه حاكما في أنتخابات تحت أشراف أمريكي في 2004 . ليكون وكيل لمصالح الشركات الأمريكية .

...

بالخلاصة .. جاءت أمريكا 2001 بذريعة الإطاحة بحركة طالبان .. وأنتهت في 2021 بالتفاوض مع حركة طالبان والإنسحاب .. بفاتورة باهضة من الدمار والخراب والموت الجماعي .. غادرت أمريكا وعادت طالبان للسيطرة على الكثير من المقاطعات الأفغانية .. كذبت أمريكا لأجل مصلحتها ، وتأمر كارازاي كعميل رخيص باع نفسه وبلده ، وضاعت 20 عاما من حياة الأفغانيين .

والرسالة واضحة بدون شرح ، لتدخلات أمريكا في كل البلدان ، وغلمانها الذين قدموا أنفسهم ثوار وخبراء ومعارضين ، ونصبتهم حكام وقادة جيوش ، وحتما المحصلة واحدة .. متى نستفيق ؟ ...ي