ليبيا بلد الدلاع والياقوت والغباء ايضا

في صيف 1510، رست عدة سفن اسبانية في ميناء طرابلس، قادمة من جنوة الايطالية، التي كانت تخضع لحكم مملكة اراغون الاسبانية (اقيلم كتالونيا حاليا)، موسوقة بأنواع البضاعة، وفيها من كل نوع كثير؛ فتقدم إليهم تاجر طرابلسي من تجار المدينة، فاشترى جميع ما فيها من سلع، قهوة، نحاس، فواكه، تبغ، نبيذ، ونقد لهم ثمنها فورا. لم يكن في ذلك الوقت اعتمادات وهمية من البنك المركزي، ادفع كاش ولا روح.

في حقيقة الامر، لم يكن اصحاب السفن الاسبانية تجارا، بل كانوا جواسيس انتحلوا صفة رجال اعمال. بعد ان عرضوا على التجار الليبيين ما يمكن ان تحمله سفنهم لهم في الشحنات القادمة، سال لعاب احد تجار العملة وقام باستضافهم في بيته لعقد صفقات كبيرة، من اجل الاستحواذ على السوق، صنع لهم طعاما فاخرا وأخرج ياقوتة ثمينة فدقها دقا ناعما بمرأى منهم وذرها على وليمة الكسكسي؛ فبهت الاسبان الجواسيس من ذلك.

فلما فرغوا من اكل الكسكسي، قدم إليهم دلاعا عظيما من جنزور، حجم الواحدة بحجم خروف، فطلبوا سكينا لقطعه فلم يوجد في داره سكين وكذا دار جاره. اضطر تاجر العملة مع ضيوفه إلى الخروج إلى السوق، للحصول على سكين. ضرب السكين في بطن الدلاعة وقصها لهم ابراجا، اكلوا حتى شبعوا، ثم قدم لهم شايا مربربا بالكشكوشة واللوز.

فلما رجعوا إلى جنوة، سألهم ملكهم عن حال طرابلس، فقالوا: ما رأينا أكثر من أهلها مالا وأقل سلاحا ، وأعجز أهلا عن دفاع جيش.

في صباح يوم 25 يوليو 1510 ، يوم القديس جيمس ، هاجمت قوات الجنرال بيدرو نافارو المدينة وقلعتها، وتم الاستيلاء عليها خلال ساعتين فقط.

مصدر القصة :

-ابن غلبون

منقول…