================
حلف الفضول لمن لا يعرفه هو حلف عقد في الجاهلية بين مجموعة من العشائر من قريش تعاهدوا فيه "أن لا يظلم أحد في مكة إلا ردوا ظلامته".
و قد كان ذلك بعد أن قام أحد كبار قريش و هو العاص بن وائل بظلم رجل غريب عن مكّة و عدم سداده حقّ بضاعته، فلمّا إستنجد هذا الغريب بالشرفاء من أهل قريش عقدوا حلفا أن لا يظلم عندهم أحد مهما كان مستضعفا و أن لا يبقى فيها ظالم مهما كانت مكانته رفيعة عندهم و أعادوا له حقه و نصروه.
و قد قال صلى الله عليه و سلّم عن هذا الحلف الذي حضره قبل النبوة و هو في العشرين من العمر:" لو دعيت به في الإسلام لأجبت"
و قد لخّص الزبير بن عبد المطلب مبادئ هذا الحلف الذي كان من قياداته في هذه الأبيات البديعة:
"إنّ الفضول تحالفوا و تعاقدوا
ألّا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاهدوا و تواثقوا
فالجار و المعتّر فيهم سالم"
فهو إذا قائم على فكرة أساسية هي ردّ الظلم مهما علا شأن الظالم و مهما كان المظلوم معتّرا فقيرا و مستضعفا أو غريبا..
نعم هكذا كان العرب العظماء في الجاهليّة سبّاقون لحوار وطني يضمن السلم الإجتماعي و يردّ الحقوق لأصحابها و يعاقب الفاسدين.
هكذا يكون "الحوار الوطني" أو لا يكون..
أما ما خالف ذلك من "حوار" قائم على المساومات بإطلاق سراح فلان و التجاوز عن فساد البعض الآخر و العفو عن الهارب الآخر و السكوت عن عربدة الآخرين و إضراباتهم و مؤسستهم العتيدة و السماح بتغوّل الآخرين و شركاتهم و رؤوس أموالهم الكبرى و غير ذلك ممّا حصل في الحوار الفارط فلا يمكن أن يكون إلّا "إستحمارا" وطنيا
ر