هل قتل الحداد — ام مات؟
📰 بقلم: سيركان يلدز / صحيفة ينيتشاغ (Yeniçag) اغتيال الفريق محمد الحداد الورفلي و الوفد العسكرى المرافق له
"داسو فالكون 50"... التابوت الطائر
في لغة الطيران، يُطلق على هذه الطائرة اسم "الدبابة الطائرة". إن تعرض طائرة بمحرك ثلاثي (Honeywell TFE 731) لـ "فقدان كامل للطاقة" عند ارتفاع 20 ألف قدم هو بمثابة استهزاء بالإحصائيات.
• 🔴 إذا توقف محرك واحد، تستمر في الصعود؛ إذا توقف محركان، فإنها تنزلق. لكن هذا "الطائر" لم يسقط، بل مُحي من السماء.
• أثر الرادار (SSR) انقطع فوق منطقة "هايمانا" كحد السكين. ذلك "الوميض" الذي تحدث عنه شهود العيان ليس عطلاً في المحرك، بل هو بصمة "تفكك هيكلي".
• بينما تضيع فرق التحقيق وقتها في تقارير "مقاومة الطقس"، فإن قوانين الفيزياء لا تكذب.
الشيطان يكمن في الإجراءات 😈
⚠️ إذا تفتت جسد ما في الهواء، فإنه إما تعرض لضغط داخلي (انفجار) أو أُجبر على القيام بمناورات تتجاوز حدوده الهيكلية. هذا ليس حادثاً، إنه تدخل حركي (Kinetic Intervention). ولكن من ضغط على الزناد؟
الشيطان لا يكمن في التفاصيل فحسب، بل في "خطأ الإجراءات":
⚠️ عندما تسمح لشخصية بوضع "هدف عالي القيمة" مثل رئيس أركان ليبيا باستقلال طائرة مدنية مستأجرة (9H-DFJ) مسجلة في مالطا، فأنت تقوده مباشرة إلى فوهة البندقية.
• في الطيران المدني، مفهوم "المنطقة المطهرة" مرن وقابل للاختراق. أثناء انتظار الطائرة، تدخل شركة التموين، وعامل الوقود، وعامل النظافة. عامل الميدان الذي لا يمكنه الاقتراب من طائرة نقل عسكرية، يمكنه الوصول إلى حجرة عجلات الهبوط في طائرة مدنية خلال 15 ثانية.
• أجهزة الاستخبارات الأجنبية تراهن دائماً على الحلقة الأضعف في سلسلة الخدمات اللوجستية.
• ❗️ الطائرة الحكومية هي "هدف صلب"، أما الطائرة المستأجرة فهي "هدف سهل".
• 🔴 الدرس الأول: السيادة تبدأ من الطائرة التي تحمل العلم. إذا نقلت شركاءك الاستراتيجيين بـ "لوحات مستأجرة" لا تملك السيطرة عليها، فسيدفعون حياتهم ثمناً لذلك، وستدفع أنت سمعتك.
غادرت الطائرة صماء وعمياء 🕶️
لنقرأ الآثار في الميدان: بعد 40 دقيقة من الإقلاع، وصلت الطائرة إلى أقصى ارتفاع (FL280+). هذا التوقيت ليس صدفة.
• القنبلة الموقوتة مخاطرة؛ فقد تنفجر على الأرض بسبب تأخير الرحلة. لكن نظام "المشغل البارومتري" (الحساس للضغط) ليس مستغرباً. عندما ينخفض الضغط داخل الكابينة أو الضغط الخارجي لمستوى معين (عندما ترتفع الطائرة فوق السحاب وتختفي عن الأنظار)، تكتمل الدائرة الكهربائية.
• هذا الأسلوب يضمن انتشار الحطام على مساحة واسعة وضياع الأدلة. المادة المتفجرة وُضعت على الأرجح في مقصورة الإلكترونيات أو حجرة العجلات. موجة الصدمة هنا قطعت الخطوط الهيدروليكية بدقة جراحية؛ فأصبحت الطائرة صماء وعمياء.
• 🔴 الهدف لم يكن التدمير فقط، بل تخريب العملية الجنائية عبر تشتيت الأدلة على مساحة كيلومترات مربعة.
• بلاغ الطيار الأخير عن "عطل فني" يشير إلى أن الفوضى بدأت في قمرة القيادة قبل ثوانٍ من الانفجار.
بصمة الاغتيال السيبراني 💻
إذا لم يتم العثور على قنبلة مادية، فأين ننظر؟
• إن "نظام التحكم الرقمي في الطيران" في الطائرات الحديثة يُعتبر صندوقاً مغلقاً، وهذا خطأ.
• برمجية خبيثة (Malware) تتسلل عبر منافذ الصيانة يمكنها الانتظار في وضع السكون. السيناريو المخيف: ماذا لو تفعيلت البرمجية عندما أظهرت إحداثيات (GPS) موقع "هايمانا" (Geofencing) وأعطت أمراً بكسر موجه الذيل لأقصى حد؟ الطائرة لا يمكنها تحمل هذا الحمل الديناميكي الهوائي بهذه السرعة، فتتمزق كالورق في الهواء.
• هذه هي بصمة الاغتيال السيبراني. يجب أن يحتوي "مسجل بيانات الرحلة" على ذلك الأمر الأخير الذي لم يصدره الطيار ولكن نفذته الطائرة.
⚠️ لنكشف خرافة: الموساد أو الأجهزة الأخرى لن يخاطروا بضابط ميداني داخل تركيا. هم يتركون العمل للشبكات المحلية التي نسميها "مترون" (Metron)؛ سائق تاكسي، سمسار عقارات، أو موظف خدمات أرضية.
احذروا من الاتفاقية التركية الليبية ⚠️
🔴 برنامج "الحداد" السري في أنقرة وموعد الرحلة لم يُسرب من غرفة الاجتماعات في الأركان. تلك المعلومات جاءت على الأرجح من هاتف في جيب "راصد" (Spotter) أو سائق نقل كبار الشخصيات الذي كان يراقب صالة الطيران العام في مطار "إيسنبوغا".
هذا الحادث ليس اعتداءً شخصياً، بل هو "تنفيذ عقيدة".
• من كان الحداد؟ اتفاقية الصلاحية البحرية بين تركيا وليبيا هي "سيف" في الميدان.
• ❗️ الطرف المعارض (الدول المهيمنة) أدرك أن تركيا لن تغير خططها، فاستهدف "المورد البشري" المنفذ لتلك الخطط.
• الاستراتيجية بسيطة: جيش بلا قائد ينقسم إلى فصائل. اضطراب داخلي في طرابلس سيعيد ميزان الطاقة التركي في البحر المتوسط 10 سنوات للوراء.
• ⚠️ الرسالة الموجهة لأنقرة واضحة جداً: "يمكنكم توسيع الطاولة، ويمكنكم البقاء على الورق، لكنكم لن تجدوا شريكاً لتنفيذ ذلك في الميدان."
التركيز على الصورة الكبيرة
الأخبار التي ضُخت قبل الحادث حول "هجوم حماس في أوروبا" وتلك المسيرة الأجنبية الغريبة التي سقطت في "إلما داغ"... في أدبيات الاستخبارات، يسمى هذا "توليد الضجيج" (Noise Generation).
• المسيرة التي سقطت في "إلما داغ" كانت "بيدقاً" مخصصاً لقياس سرعة رد فعل الدفاع الجوي لأنقرة ورسم خرائط النقاط العمياء للرادار.
• 🔴 بينما انشغل الجمهور والبيروقراطية الأمنية بالتساؤل عن المسيرة، نُفذت العملية الحقيقية بهدوء على طائرة "فالكون 50".
• إنه مثل خدعة سحرية؛ يد تثير الضجيج في الهواء، واليد الأخرى تفرغ جيبك.
الخاتمة والتوصيات
حطام "هايمانا" ليس مجرد كومة معدن، إنه الجبهة الساخنة لـ "الحرب الهجينة". كلمة "حادث" يجب أن تُحظر فوراً، ويجب تصنيف ما حدث كـ "اختراق للأمن القومي".
1. تغيير البروتوكول: يجب نقل طلبات الدول الحليفة عبر ممرات القوات الجوية التركية وبطائرات وطنية.
2. مكافحة التجسس: يجب مطابقة حركة العملات الرقمية مع إشارات محطات البث (Dump Data) حول مطار إيسنبوغا في تلك الليلة.
3. الإدراك: إذا استيقظت الخلايا النائمة، يجب أن ينتهي "وضع السكون" للدولة.
🔴 تذكروا؛ العدو يملأ الفراغ في الميدان. والفرق التي تكتفي بجمع الحطام هي من ستدفع الثمن.
📰 بقلم: سيركان يلدز / صحيفة ينيتشاغ (Yeniçag)
