خطفها البشر --- وحررتها الأسود؟

في يونيو 2005 وفي قلب الريف الإثيوبي، كانت هناك فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها اثني عشر عامًا، تحلم فقط بأن تُكمل تعليمها، وتعيش طفولتها كبقية الأطفال. لكن أحلامها تلك لم تكن تعلم أنها ستُختطف في لحظة، وتُقذف إلى كا*بوس حيّ لا يشبه إلا القصص المظلمة.

ذات صباح، وبينما كانت الفتاة في طريق عودتها من المدرسة، اقتربت منها مجموعة من الرجال، اقتادوها بالقوة إلى مكان مجهول. كانوا أربعة رجال، أرادوا فرض أمر واقع قا*سٍ عليها: أن تصبح زوجة لأحدهم، رغمًا عنها، وفق تقليد قديم يسمى "الزواج بالاخت*طاف"، لا يزال يُمارَس في بعض المناطق النائية من إثيوبيا.

حبسوها في كوخ مهجور بعيد عن القرية، ضر*بوها، وأر*هبوها، وقط*عوا صلتها بأي أمل. كانت تبكي ليلًا ونهارًا، تصر*خ في صمت، تنتظر أحدًا يسمع صوت روحها المنك*سرة. لكن لم يكن أحد يسمع...

إلا البرية.

في اليوم السابع من احتجازها، ومع أنفاسها المتعبة، وفي وقت كانت فيه الشرطة تبحث عنها دون جدوى، وقعت المعجزة التي لم يتوقعها بشر.

من أعماق الغابة خرجت ثلاثة أسود برية…

نعم، أسود حقيقية.

اقتربت من الكوخ… ومن الرجال الذين كانوا يحيطون بالفتاة.

وبلحظة واحدة، تحول الخا*طفون من وحوش بشرية إلى فرائس مذعورة، وهربوا وهم يصر*خون من الرعب، معتقدين أن الأسود ستنه*شهم.

لكن المفاجأة الكبرى كانت فيما حدث بعد ذلك…

الأسود لم تلمس الفتاة. لم تخدشها حتى. بل وقفت حولها في دائرة، كأنها فرقة حراسة مدرّبة.

ساعات طويلة مرّت… والفتاة في وسطهم، مذهولة، خا*ئفة من كل شيء، إلا منهم.

لم تُها*جمها الأسود… بل ظلت تحرسها بصمت، حتى وصول رجال الشرطة الذين عثروا أخيرًا على موقعها.

وعندما اقترب رجال الشرطة، انسحبت الأسود ببطء إلى عمق الغابة، دون أن تؤ*ذي أحدًا، وكأنها أنهت مهمتها.

في عالم امتلأ بقلوب قا*سية، ظهرت الرحمة من حيث لا يُتوقع… من قلب الغابة… من كائنات يُفترض أنها مفتر*سة.

الوحشية لا تأتي من الشكل… بل من النية.

وقد تكون الحيوانات أرحم من بعض البشر.