(١) ﴿
لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ وكأن (هَٰذَا) تؤشر باصبعها على شيء قريب جداً، على سبيل المثال: ملاك عن يمينك وملاك عن شمالك! فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ: حاد جداً جدأ.. وصرت ترى ما لا يُرى!
(٢)
عندما تغمض عينيك لا ترى. عندما تنام.. أي (بصر) هذا الذي جعلك (ترى) الأحلام؟! هل كشف عنك الغطاء في موتتك الصغرى/ النوم.. وأتتك الرؤيا التي جعلتك ترى ما لا يرى؟!
(٣)
هل هناك في الحياة الدنيا من (يُكشف عنه - و له - الغطاء) ويرى.. ويُرى؟! إن صحت رواية (يا سارية الجبل.. الجبل).. وهي نداء الخليفة الفاروق من «المدينة» لسارية الكناني قائد جيوش المسلمين في «بلاد فارس»!… هل كشف غطاء الزمان والمكان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ هل (الخضر) العبد الصالح الذي وهبه الله سبحانه رحمة وعلما من لدنه: كشف عنه الغطاء و صار يَرى ما لا يُرى؟! كل ابتكار جديد.. كل فكرة رائعة.. كل اكتشاف علمي.. كل علوم الفضاء والجغرافيا والأحياء الدقيقة والذبذبات والطاقة في هذا الكون والأشياء في باطن الأرض، هي موجودة بكل أنظمتها الدقيقة، صورها المصوّر سبحانه، فقط.. (كُشف عنها الغطاء) لتجعل الإنسان: يرى ما لا يُرى. هل سبق لك أن رأيت جثة توحي لك ملامحها بأنها (رأت) شيئاً مفزعًا، وبجانبها جثة ملامحها مطمئنة.. وتكاد تبتسم؟! عند عبور «الممر» هل كشف عنهما الغطاء ورأى كلا منهما مستقبله في (الحياة) القادمة… في اليوم الآخر ﴿يَقُولُ: يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ .. الآن فقط عرف أن التي كان يظنها حياة، هي: مجرد ممر.. وأن الذي كان يظنه موت: هو بداية الحياة!
(٤)
العلم الحديث يقول لك: • كشفت الأجهزة أن هناك نشاط غريب وعجيب يجري لدماغ شخص يُحتضر تجعله يتذكر أحداث حياته بوضوح عند اقتراب الموت. • كشفت النتائج أنه بينما كان الشخص يُحتضر، كانت هناك زيادة في موجات الدماغ المعروفة باسم تذبذبات جاما التي تحدث عادةً في أثناء الحلم واسترجاع الذاكرة، بالإضافة إلى تذبذبات دلتا وثيتا وألفا وبيتا. • تذبذبات جاما مرتبطة بوظائف معرفية عالية مثل التركيز، والحلم، و #التأمل، واسترجاع الذاكرة والإدراك الواعي، مثل تلك المرتبطة بتذكر الأحداث. هل انتبهت لمفردة «التأمل» في العبارة السابقة؟! هل هنالك تأمل أنقى وأصفى من هذا الذي يحدث لك خلال الصلاة! •#
يقول العلماء: إن الشخص المحتضر البالغ من العمر 87 عاماً ربما كان يقوم «بآخر عملية تذكر لأحداث الحياة»!! (٥) حاول أن تكشف الغطاء: قبل أن يُكشف عنك.. و ترى ما لا يرى
