فاجعة بنغازي… أب يقتل أبناءه السبعة والأمن يتعهد بالحقيقة كاملة فاجعة بنغازي… أب يقتل أبناءه السبعة والأمن يتعهد بالحقيقة كاملة



نقلا عن --أخبار ليبيا 24

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

هويدي: فاجعة بنغازي درس قاسٍ وسنُكمل التحقيق بشفافية

بكلماتٍ امتزجت بالحزن والصرامة، خرج مدير أمن بنغازي اللواء صلاح هويدي في بيان مصوّر من مكتبه بالمديرية، وإلى جواره رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء أحمد الشامخ، ليكشف تفاصيل الجريمة التي هزّت المدينة وأثارت وجعًا عميقًا في كل بيت ليبي، بعد أن تبيّن أن الجاني هو والد الأطفال السبعة الذين عُثر عليهم قتلى داخل مركبته في منطقة الهواري.

بلاغ الفجر الذي قلب المدينة

في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، تلقّت غرفة العمليات بمديرية الأمن بلاغًا عن وجود سيارة متوقفة منذ وقت طويل في طريق ترابي بالهواري. لم يكن البلاغ يوحي بالخطر، لكن حين وصلت أولى الدوريات، كانت الصدمة مروعة:

داخل المركبة، جثث لأطفال صغار بعضهم يرتدي الزي المدرسي، وإلى جوارهم جثة رجل خمسيني أُصيب بطلق ناري في الرأس.

يقول أحد الشهود من سكان المنطقة: “ظننا في البداية أن الأمر حادث سير، لكن رجال الأمن طلبوا منا الابتعاد فورًا بعدما شاهدوا ما في الداخل.”

الأدلة الجنائية والنيابة في موقع الحادث

فور الإبلاغ، انتقل جهاز البحث الجنائي والأدلة الجنائية والنيابة العامة إلى الموقع. تم تطويق المكان وتأمينه بدقة، وبدأت عمليات التصوير ورفع البصمات بإشراف مباشر من رئيس النيابة العامة في بنغازي.

ووفق ما أكده اللواء هويدي، فقد تبيّن أن الرجل يُدعى حسن الزوي، وأن الضحايا هم أطفاله السبعة: ميار، وخير الله، ولامار، ومحمد، وعبدالرحمن، وعبدالرحيم، وأحمد، وتتراوح أعمارهم بين خمس وثلاث عشرة سنة.

مشهد يفطر القلب… وأب يقتل ببرود

ستة من الأطفال وُجدوا داخل المركبة في وضع الجلوس، بينما كان السابع في الحقيبة الخلفية، وعليه آثار تعذيب.

التحقيقات الأولية كشفت أن الأطفال قُتلوا جميعًا برصاصة واحدة في الرأس، وأن الوالد أقدم بعدها على الانتحار باستخدام السلاح ذاته.

وقال هويدي في بيانه: “هذه الجريمة خرجت عن كل معايير الإنسانية، ولا يوجد ما يبررها. رجال الأمن عملوا طوال الساعات الماضية على فكّ تفاصيلها بدقة، وسنكشف النتائج الكاملة للرأي العام فور انتهاء التحاليل الفنية.”

خلفيات مأساوية وصراعات أسرية

بحسب التحقيقات، كان حسن الزوي يعيش مع أطفاله بمفرده بعد انفصاله عن زوجاته نتيجة خلافات حادة. وأفادت إحدى زوجاته في إفادتها الرسمية بأن السلاح المستخدم ملكٌ له، وأنه كان يمرّ باضطرابات سلوكية حادة خلال الفترة الأخيرة.

كما أكدت التحاليل الأولية للبصمات أن المسدس المستخدم لا يحمل أي بصمات غير بصماته، وأن البيانات الهاتفية قيد المراجعة لمعرفة تحركاته الأخيرة.

شهود: الأب تغيّر قبل أيام من الجريمة

أحد الجيران صرّح لوسائل إعلام محلية بأن الجاني بدا خلال الأيام الماضية “منعزلاً ومضطربًا، ورفض استقبال أيٍّ من أقاربه”، فيما أشار شاهد آخر إلى أنه “شوهد في اليوم السابق يقود سيارته بسرعة جنونية وهو يصرخ داخلها”.

وتُرجّح فرق التحقيق أن الجريمة وقعت في وقتٍ مبكر من اليوم السابق، وأنه احتفظ بجثث أطفاله حتى ساعات الفجر قبل أن يطلق النار على نفسه.

هويدي: سرعة الاستجابة أنقذت الأدلة وكشفت الحقيقة مبكرًا

اللواء صلاح هويدي شدّد على أن سرعة انتقال الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث كانت حاسمة في الحفاظ على مسرح الجريمة، قائلًا:

“كل المدن قد تشهد حوادث، لكن الفارق الحقيقي في سرعة الاستجابة، ودقة التحقيق، والنتيجة التي تعيد الثقة للأمن والمجتمع. نحن نعمل بشفافية تامة تحت إشراف النيابة العامة.”

وأضاف أن جميع فرق البحث والطب الشرعي تواصل عملها ليلًا ونهارًا لاستكمال التحاليل الجينية والسمّية، مؤكدًا أن “بنغازي لن تسمح أن تمر هذه الفاجعة دون كشف كل تفاصيلها ودوافعها.”

الشارع الليبي بين الحزن والدعم

أصداء الجريمة تجاوزت بنغازي لتصل إلى كل المدن الليبية، حيث غمر الحزن صفحات التواصل الاجتماعي بصور الأطفال ورسائل التضامن مع العائلة.

ورغم الغضب، أبدى كثيرون دعمهم للأجهزة الأمنية التي تعاملت باحترافية وسرعة، ونجحت في كشف الملابسات خلال ساعات، في وقتٍ شدد فيه ناشطون على ضرورة إنشاء برامج نفسية واجتماعية لمعالجة ظواهر العنف الأسري المتزايدة.

ألم يوحّد القلوب… ورسالة للضمير الجمعي

ما حدث في بنغازي ليس مجرد جريمة أسرية، بل صرخة إنسانية موجعة تذكّر بأن الانهيار النفسي قد يتحوّل إلى مأساة إذا غابت الرقابة والرعاية.

وربما تكون الفاجعة، كما قال اللواء هويدي، “جرس إنذار يدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع، لأن حماية الطفل تبدأ من البيت وتنتهي عند الدولة.”

)))))))))))))))))))))))))))))

منقول حرفيا من الصحيفة