هل هي النهاية… أم أن البداية بدأت للتو؟

نتنياهو يخرج علينا بوجه الواثق ويقول:

الحرب لم تأخذ وقتًا أطول مما يجب.

المرحلة الأخيرة اقتربت.

والولايات المتحدة مدعوة للاستثمار في غزة… بل وحتى إدارتها!

وفي واشنطن، البيت الأبيض تحوّل إلى غرفة عمليات للغد:

قادة أميركيون وإسرائيليون يجتمعون مع ترامب خلف الأبواب المغلقة.

على الطاولة: من سيحكم غزة بعد الحرب.

وفي الظلال، يعود اسمان خطيران: توني بلير و جاريد كوشنر.

Axios يكشف:

بلير وكوشنر سيعرضان على ترامب خطة "اليوم التالي لغزة".

والأخطر؟ تصريح كوشنر في جامعة هارفارد:

"العقارات على الواجهة البحرية في غزة قد تكون ذات قيمة هائلة… إذا أُفرغ القطاع دبلوماسيًا من سكانه ونُقلوا إلى النقب وسيناء."

الترجمة الحقيقية:

غزة لم تعد ملفًا عسكريًا فقط، بل ملفًا عقاريًا–سياسيًا يُدار كصفقة استثمارية.

الحديث عن "الاستثمار" و"الإعمار" هو مجرد غطاء لسيناريو التفريغ الديمغرافي.

كل كلمة تُقال في واشنطن اليوم تُعيد رسم الخرائط… بينما الدم الفلسطيني صار مجرد رقم في دفتر الصفقات.

لكن هنا المفارقة القاتلة:

الجميع يتحدث… واشنطن، تل أبيب، لندن، العواصم الخليجية…

والجميع يتجاهل "حما" تمامًا، كأنها لم تكن موجودة أصلًا!

لا مكان لها في المشهد، لا وزن، لا رأي… مجرد صفر سياسي.

والسؤال الذي يفرض نفسه:

إذا كان العالم يعيد رسم غزة من دون أن يلتفت لحما،

فإلى أين ستصل هذه اللعبة؟

هل نحن على أعتاب تصفية كاملة للحركة مع طيّ صفحتها من التاريخ؟

أم أن المشهد أكبر: غزة نفسها تُعاد صياغتها لتصبح "واجهة استثمارية" بعد تفريغها؟

الأكيد:

نحن لا نعيش "نهاية الحرب"…

بل بداية مرحلة أخطر، تُدار في البيت الأبيض،

تُقرّر من يحكم غزة… ومن يُمحى منها.

والنتيجة التي يجب أن نفهمها:

حما انتهت، صارت غائبة حتى عن طاولات التفاوض،

والأمر تجاوزها إلى سؤال أكبر:

هل تبقى غزة لأهلها؟

أم تتحول إلى مشروع دولي، والناس فيه مجرد "تفاصيل زائدة"؟

— منقول