التبو بين عقيدة السلطنة ودهاليز السياسة والحكم؟
================================
التبو مجتمع بدوى بالطبيعة تربى على كل قيم واعراف البادية والتى توارثتها الاجيال جيل بعد جيل والتى فى مقدمتها الاحترام و الولاء والطاعة للاعراف والتقاليد. المشيخة فى قبائل التبو هو تنظيم اجتماعى عرفتها قبائلهم وكان دلك مند اكثر من قرن من الزمان مند سنة 1885 م كانت قبلها قبائل التبو مشتته ومتناحرة لا يجمهم هدف ولا يوحدها كيان وكان للسلطان شهاى بقر الفضل فى لم شتاتها وتوحيد كيانها.ومند دلك الحين اصبح للمشيخة معنى و لشيخ القبيلة سلطة معنوية اذ يعتبر الرمز والاب الروحى للقبيلة بما يمثله من هيبة معنوية.
ساهم مشايخ التبو وعبر تاريخهم الطويل فى الحفاظ على الاعراف والتقاليد واستطاعوا من خلالها خدمة القبيلة بحل المشاكل بين ابناءها ..وبين القبيلة والقبائل الاخرى ..كحل المنازعات ..وامور القتل والدية ..والزواج والطلاق ..وعقد العهود والتحالفات مع القبائل الاخرى. ولكن المشيخة ككيان اجتماعى لم يكن لها دور فى تطوير وتنمية الانسان التباوى وتلبية حاجاته من التعليم والصحة والتنمية ولم يكن لها دور فى القضاء على الفقر والمرض والجهل ؟ ولم يكن لها دور فى دمج مجتمع التبو فى المجتمعات التى يعيشون بها وتمكينهم من الحصول على حقوقهم فى التنمية ولا فى النضال من اجل حقوق التبو لذى حكومات الدول التى يعيشون بها؟هذه متطلبات الانسان التباوى الجوهرية فى الحياة ..السؤال الدى يطرح نفسه ...المشيخة او السلطنة ادا لم يكن لها دور فى حل هده المتطلبات ادا لماذا نقدسها ونحافظ عليها؟لماذا لا نبحث عن تنظيم اجتماعى آخر يخدم متطلباتنا فى الحياة؟
اسئلة كثيرة يطرحها شباب التبو اليوم؟
..للمثال لا للحصر..كيف يتم اختيار السلطان ؟ ولماذا هو من قبيلة بعينها رغم ان مجتمع التبو يزيد على ثلاثون قبيلة ؟ وما هى حدود صلاحياته ؟واين مقره الرسمى ولماذا؟ وكيف يتم اعفاءالسلطان ادا اخطأ او اختيار بديله عنه اذا وافاه الاجل؟ ومن له حق الاعتراض على اراءه؟ اسئلة كثيرة يطرحها الجيل الجديد من شباب التبو والدى ترعرع فى ظل ثقافة وفلسفة الديمقراطية بمفهومها الاجتماعى لا السياسى ومن العبث محاولة اقناعهم بمقولة هذا ما وجدنا عليه آباءنا ونحن على آثارهم سائرون... المجتمعات البدوية لا تعترف بألاساليب الديمقراطية فى تسيير شؤونها.. لذى لم يكن مجتمع التبو استثناءا... لذلك لا تجد اجابة للاسئلة والتى يطرحها هؤلاء الشباب ؟وان وجدت فهى ليست مقنعة لهم؟
التغير سنة الحياة ومن يقول عكس ذلك فهو يريد ان يعيش فى عزلة وذلك شأنه..الطقوس والعادات والتقاليد.. آفتها الزمن فما كان صالحا امس قد لا يصلح اليوم وما يصلح اليوم قد لا يصلح غدا؟ وعليه لابد من سنة التغيير ومواكبة الزمن وايجاد الحلول للمشاكل التى تواجه حياة الناس فى مجتمع التبو؟
وحتى لا يفهم كلامى على غير هدى ...انا لست ضد وجود سلطان للتبو وفق عاداتنا وتقاليدنا..ليبقى رمزا اجتماعيا خالصا... ولكنى مع البحث عن كيان اجتماعى وسياسى وثقافى اعم واشمل يجمع ابناء امة التبو فى الاقاليم التى يسكونون بها دون المساس بالوحدة الوطنية بالدول التى يعيشون بها..هدا الكيان الاجتماعى ينتخب ولا يفرض ..يتوافق ولا يفرق ...يجمع ولا يشتت..ويكون لشباب التبو المثقف والواعى دور فيه لان المستقبل لهم ولابد ان يكونوا شركاء فى صنعه هدا الكيان تكون من اولوياته الانسان التباوى ..كيف نعلمه ..ونقوم بتثقيفه و بتنميته..وكيف نحميه من الفقر والمرض كيف نجعله شريكا لا تابعا فى صنع مستقبله؟
...بقلم الكاتب محمد طاهر