لماذا استبعد قبيلتي التبو و اولاد سليمان من محاصصة حكومة الوحدة الوطنية ؟


======================================

رغم انهما اكثر قبيلتان فى الجنوب الليبي تصدرتا المشهد الفبرايري فى ليبيا سنة 2011م وذلك بعد خروجهما على النظام السابق , وخاضتا صراعا داميا فيما بينهما وحروبا مع الآخرين فى الجوار بحكم المصالح ,

وبالرغم انهما من أكثر القبائل التى عقدت تحالفات مع عدة تيارات سياسية وعسكرية فى طول ليبيا وعرضها , ابتدأ من الشرق الليبي المتمثل فى تيار الكرامة والغرب الليبي متمثلا فى تيار الوفاق والوسط الليبي المتمثل فى تيار مصراته بمكانتها الاقتصادية , و بالرغم أنهما من أكثر القبائل التي لجأت للخارج لايجاد حل لملف صراعهما الذي دفع الجنوب الليبي ثمنا غاليا من أمنه واستقراره حيث انتقل ملف قضيتهما من إيطاليا إلى الإمارات ثم قطر وفرنسا الى دول الجوار مثل تشاد والنيجر …, إلا أنهما تعتبران من أكثر الخاسرين في معركة الصراع السياسي الليبي والذي يجري حثيثا هذه الايام من اجل ترتيب البيت الليبي فى مرحلة أنشأ الدولة الوطنية ؟

والأسباب في ذلك لا تحتاج الى اجتهاد في علم السياسة وفق مقولة " ليس هناك منتصر في أي صراع "..فالحداق دائما يتوارون عن الأنظار عندما يبدأ الصراع المسلح وينتظرون ساعة السلام لجني المكاسب , لانه بالتجربة عرف ان الناس لا تميل إلى وضع مصائرها ومستقبلها فى يد الشخصيات الجدلية التي حسبت على مرحلة الصراع المسلح او حتى الصراع السياسي, هذا الأمر هو الذى جعل صناع القرار فى مطبخ الحوار السياسي الليبي استبعاد أي شخصيات من القبيلتين من اي موقع سيادي والاستعاضة بطرح شخصية من الطوارق نائبا عن الجنوب , ومما يؤكد صدق تحليلنا هو ما كان يتسرب من تصريحات وبيانات وطعون لمجرد طرح أي اسم من القبيلتين فى اى موقع سيادي فى الحكومة الوطنية ؟

لقد استفادت الكثير من القبائل فى الجنوب من آثار هذا الصراع وسوف تستفيد اكثر بالمستقبل القريب,هذا الصراع الذي استمر بين القبيلتين على مدى ما يزيد عن خمس سنوات وأزهقت فيها المئات من الارواح,ودمرت فيها الآلاف من المقدرات والتي ستلحق آثارها المعنوية على اى قرار سياسي يتم اتخاده مستقبلا وذلك باستثنائهما من اى مناصب سيادية ترضيتا للتوافق الاجتماعي فى الجنوب الليبي تحت مبرر دائم غير منتهى الصلاحية وهو.. انهما …"سبب خراب الجنوب"؟

كلما استقرت الدولة واعتمد الدستور وطبقت القوانين , ورجعت الناس الى وعيها , كلما فقدت القبيلتان من سمعتهما المعنوية وذلك بتحميلهما مسؤولية ما يعانيه الجنوب من أوضاع مأساوية ؟

قد يقول قائل ان تشكيل اى حكومة قادمة ستحتوى على حقائب وزارية ربما سيكون للقبيلتان نصيبا فيها , على اساس المحاصصة القبلية والمناطقية أوحتى العرقية , وذلك صحيح الى حد ما , ولكن ذلك يعنى تماما كمثل الضيف الذى تأخر عن المأدبة , وأتى بعد العزومة ليجد المعازيم قد انهو مأدبتهم وغادروا, ليشفق عليه صاحب الفرح ويقدم له ما تبقى من بقايا الطعام ؟

والمتتبع للرأى العام فى الجنوب الليبي من خلال جلسات المرابيع , سيستنتج ان الاغلبية الساحقة ترتاح لاي اسم او شخصية تطرح لتحمل مسؤلية الجنوب خارج انتماء هاتان القبيلتان, حتى وان كانت بدون اي قدرات ؟

وهذه هى احدى اعراض الانسحاب من الماضي المدرج بدماء ابناء القبيلتين ,لنعود ونؤكد بان " لا رابح ولا فائز فى أي صراع مهما كانت اسبابه ".

الطيب من سبها ..