الدرس فى لبنان والامتحان فى ليبيا ؟


===================

القبيلة لا تقيم دولة , والطائفة لا تقيم دولة , والجهوية والعشائرية لا تقيم دولة , والاحزاب الايدلوجية والتى ترفع الشعارات المختلفة لا يمكن لها ان تقيم دولة؟

هكذا تقول لنا تجارب تاريخ العالم ...كنا جميعا نتغنى بلبنان بلد الديمقراطية والتعددية الطائفية حتى اطلقنا عليها سويسرى الشرق الاوسط وانبهرنا بما كنا نزعم انها ديمقراطية ,والتى فى الحقيقة لم تكن الا مجرد سراب كان لبنان يعيش تحت بحيرة من الفساد.

عندما توزع السلطة فى اى بلد على اساس المحاصصة القبلية والطائفية والمناطقية , كبضاعة الجمعية يستلمها رب الاسرة او من ينوب عنه من نفس العائلة او العرق ببطاقة الجمعية , فاعلم ان ذلك البلد مبنى على اساس تبادل المصالح الشخصية والطائفية والقبلية , وأن ما يسمى الوطن والوطنية بالنتيجة ما هو الا مجرد شعار يستتر من ورائه الحداق والسماسرة وباعة المبادىء وعملاء الخارج وهؤلاء جميعا ليس لهم ولاء الا الى مصالحهم ؟

لا احد فى ليبيا يريد الاستفادة من درس لبنان , فلا زالت الحكومات المتعاقبة تنشىء ادارتها على اساس المحاصصة القبلية والجهوية والمناطقية , ولا زالت تعمل على توزيع الحقائب الوزارية وما شابهها من وظائف على اساس ترضية القبيلة او المنطقة او الجهة ؟ لا زلنا لم نستوعب نظرية ان الدولة العصرية تتعارض مع ثالوت القبيلة والغلبة والغنيمة وان ادارة الدولة علم قائم بذاته تفرد لها المناهج وتؤسس لها الاكاديميات وتوجد لها نظريات جديدة كل يوم ؟

الدول لا تبنى على اساس المحاصصة الاجتماعية او حتى السياسية , الدول تبنى على اساس تفرد القدرات والخبرات والمؤهلات وتمكينها من الادارة وهذا فى حد ذاته تحدى لثقافة مجتمع العشيرة الذى يعتمد على الغلبة ويرى مقدرات الدولة غنيمة لابد ان تستخلص لنفسها حصة ؟

لا يمكن ان نستوعب حجم التناقض , عندما نرى وزيرا لا يحمل الا شهادة عرقه او جينات قبيلته او لاءات جهته يقف امام الشعب المختلف الاعراق والثقافات والقبائل والجهات ويقسم بانه سيكون مخلصا لخدمة شعبه ويشهد الله على ذلك , وهو ينسى انه من اتى به لهذا الموقع هى القبيلة او العرق او الجهة؟

اذا اردنا ان نعرف ماذا سيجرى فى ليبيا اذا سرنا فى هذا الطريق , علينا ان لا يفوتنا المشهد فى لبنان والذى هو مستمر على مدى عقود؟