==============
------------------------
من شعار أدرسنا يا أدرسنا والله يخلى أدرسنا ....الى ابليس ولا حكم ادريس...؟
من شعار بالروح بالدم نفديك يا عقيد ....الى أرحل أرحل يا عقيد ...؟
من شعار يا حفتر يا صنديد....الى ارحل يا اسير وادى الدوم "؟؟؟)
من مئات وثائق العهد والبيعة والتى قدمت الى الملك أدريس السنوسى ,الى آلاف برقيات التأييد والبيانات المكتوبة بدم كذب على صحائف مزورة قدمت فى حفل بهيج ووسط هتافات وصراخ جموع غفيرة من وجهاء واعيان قبائل لها وزنها عددا وعده الى العقيد القذافى ...
من كل ذلك نستخلص ذاكرة اليمة من عهود النفاق والبيعة , وأن كنا لا نملك من مكتبة التاريخ بالدليل صوتا وصورة عينات من عهود بيعة الراحل ادريس , ألا اننا نملك الكثير منها من عهود بيعة الراحل القذافى؟
ما دعانى الى كتابة هذه الاسطر هو ما شاهدته من وفود بعض القبائل وهى تحج الى الرجمة لمبايعة السيد المشير وهى تلقى على مسامعه نفس البيانات ووثائق العهد والبيعة وقد نفضوا من على حولها غبارالعهود الغابرة من بيانات ومواثيق مبايعة كانوا قد قدموها الى الملك ادريس والى العقيد القذافى والآن يقدمونها للمشير خليفة حفتر.... انها البيعة الثالثة أذا يا سادة ؟
بحث فى مفردات اللغة العربية عن توصيف لهذه الحالة من التبدل والتغير فى مواقف هذه القبائل والذى لا يقبله حتى منطقهم القبلى والذى يفتخرون به؟, فلم أجد اى مفرده تصلح لتوصيف هذه الحالة .
فما هو السر وما هو التفسير ؟ هل القبيلة كيان خائن ومراوغ بطبعها ولا يؤتمن جانبها ؟ هل القبيلة مع الواقف والقوى حتى وان كان عدوها , و ضد الضعيف والمهزوم حتى وان كان من رهطها ؟ ما هو التفسير النفسى والانثربيولوجى لهذه الحالة ؟
استعنت ببعض المراجع فى التحليل النفسى لتسليط الضوء على هذه الحالة حتى لا يكون تحليلا مزاجيا لا يستند الى اساس. فوجدت التوصيف التالى :
"الشخصية القبلية شخصية واقعية بامتياز بل قل برجماتية اى تجيد استعمال قوانيين الربح والخسارة وتشخص بدقة مجالات نفعها ومواطن مصلحتها على الرغم من ثقافة الترحل والرعى وعدم الاستقرار"
"المنطق القبلى لا يسمح بالانحياز الا للغالب ولا يغامر بالانحياز للمغلوب ولا يقامر بمناصرته لان مقياس التعامل مع الاخر ينبنى على تشخيص دقيق للكسب ومعرفة ذكية بمواقع الاستفادة "
وهذا التحليل فى حد ذاته له اساس.. فالقبيلة بنية دهنية وثقافة ضاغطة متحكمة فى السلوك , فالشخصية القبلية تحب بعمق وصدق ولكنها تكره كذلك بشدة.
ربما هذا هو التفسير المنطقى لحالة التبدل والاصطفاف وراء الغالب والقوى والمنتصر ونبذ الضعيف والمهزوم حتى وان كان من نسل القبيلة نفسها.
ولكن ماذا عن اولئك الذين تبتوا على المبدأ ولم يغيروا مواقفهم ؟ ماذا عن اولئك الذين لا زالوا اوفياء للملكية والملك ادريس ؟ وماذا عن اولئك الذين لازالوا على عهد القذافى والجماهيرية ؟ أليسوا هم ابناء قبائل؟
الاجابة: نعم ...انهم ابناء قبائل ولكنهم لا يمثلون قبائلهم بل يمثلون انفسهم , لذلك اختلفوا مع قبائلهم عندما تعلق الموضوع بالثبات على المبدأ؟
هذا فى العموم ولكن ماذا عن قبيلتك ايها السيد ؟
قبيلتى ليست استثناء عن القاعدة العامة والتحليل الذى ذكر اعلاه , فهى ايضا تدرك مكامن الربح والخسارة ,ولها القدرة على الاصطفاف مع الغالب ...ولكن الغالب هذه المرة اخطأ فى حقها عندما اجتاح بمليشياته مدنهم وقراهم حيث قتل واحرق وهجر فكسب عداوتهم وآثروا الاصطفاف مع غيره ؟ولكن العبرة بالنتائج فالمعركة لم تنتهى بعد ؟
وبناء على كل ما تقدم ..هل القبيلة كيان يعتمد عليه فى بناء دولة عصرية