ليبيا والخيار الوطني المطلوب ...

مقال منقول…
أنّ ليبيا مقبلة على تطورات ميدانية وسياسية خطيرة هذه الأيام،،،

فهذه حقيقة لا بُدّ من الإقرار بها..

وأنّ معظم الليبيين غير واعين وغير مدركين لِمَا يُحاكُ للبلد،، فهذه أيضا حقيقة..

لا نستغرب من الأطراف الرئيسية المتناحرة على السلطة والثروة أن تكون بهذا الإصرار على خوض معركة كسر العظم بهذا الشكل الضاري في تجاهل كلّي لمصالح الوطن والشعب..

ولا نستغرب هذا التخلّي الخفيّ من المجتمع الدولي عن القضية الليبية،، تخلٍّ يشبه التّنصّل،، وكأن هنالك نيّة مشتركة للسماح باندلاع صراع دموي جديد ليقوم الخصوم بتصفية بعضهم عن آخرهم.. أشعر أن المجتمع الدولي لا يبذل الجهد الكافي أو الضروري لمنع الليبيين من الاقتتال هذه المرة.. ربما لأن مصالحه لن تتحقّق في ظل توافقهم أو اتفاقهم.

ليبيا اليوم أحوج إلى وعي أبنائها وّفزعتهم" من أي وقتٍ مضى.. والمجتمع الليبي مطالبٌ بقليل من الانكفاء على نفسه كي يعمل أبناؤه من داخله بمعزل عن الضغوط والتاثيرات والأجنبية.. المجتمع الليبي بمكوناته العريقة والأصيلة لا يوافق قطعا على ما يجري بطرابلس ولا بفزان.. ولا يوافق على قرارات تاجيجية.. ولا يؤيد اطرافا تريد للامور أن تصل إلى حافة الهاوية سياسيا وميدانيا واقتصاديا.. ولا يعترف بساسة مرتهنين هم أقرب للدمى المتحركة منهم إلى أشخاص يمثلون آمال الليبيين وتطلعات مجتمع بأكمله..

اللقاء المرتقب لمؤتمر القبائل والمدن الليبية قد يكون فرصة ملائمة للقيام بعمل جادّ ورتق الثغرات الكثيرة التي خلفها الصراع وصنعها الانقسام..

لقاء سرت ينبغي أن يعكس وعي الليبيين بأزمة بلدهم وعلى كاهل قادته والمشاركين فيه تقع مسئولية وطنية وتاريخية، مسئولية إنقاذ الوطن ومصالحة الليبيين مع شأنهم الوطني ومع قضية بلدهم..

قد يكون من مصلحة ليبيا اليوم أن تنطوي على نفسها قليلا وتتخلص من ضغط المحاور والارتهان إلى الخارج كي تصنع حلاّ ليبيا يشبه أبناءها ويتلاءم مع متطلبات التحديات التي تواجهها والمراحل التي سوف تمر عبرها نحو المستقبل..