منقول....
تواصل تناقض تصريحات المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، حول الملتقى الوطنى الجامع والانتخابات المزمع تنظيمها خلال هذه السنة أثار حالة من الإستياء والغضب في الشارع الليبي والاوساط الليبية السياسية، بل وصل الامر ليصبح مادة دسمة تتناولها وسائل الإعلام العربية والغربية، التي أثارت بعض الشكوك حول نوايا سلامة، من عقد الملتقى الوطنى الجامع ووضعت المبعوث الأممى كطرف فى الأزمة الليبية وليس وسيطا للحل.
صحيفة اليوم السابع أكبر الصحف المصرية الصادرة فى القاهرة، وصفت تحركات المبعوث الأممى غسان سلامة الأخيرة حول الملتقى الوطنى الجامع المزمع تنظيمه خلال الشهر الجارى بالمتناقضة، وسط غموض حول الشخصيات والمكونات الليبية التي ستشارك فيه، فضلاً عن عدم الحديث عن خطة بديلة حال فشل الملتقي الجامع الذي يحشد له، مؤكدة بأن سبب تراجعه عن دعم الإنتخابات الرئاسية يتوافق تماماً مع رغبات تيار الإسلام السياسي فى ليبيا.
وأضافت الصحيفة المصرية في تقريرها الذي نشرته، أمس الجمعة، أن البعثة الأممية فى ليبيا استمرت بسياسة الغموض حول الملتقى، وعدم توفير أى معلومات حول الشخصيات الليبية وآلية اختيارها والهدف من عقد الملتقى، وسط تقارير اعلامية تتحدث عن خطة غامضة يعمل غسان سلامة، على تفعيلها عبر توفير غطاء شرعى لها عبر الملتقى الوطنى الجامع، وسط غضب عارم فى الشارع الليبى بسبب عدم وجود خطة واضحة للحل فى البلاد.
وأشار تقرير اليوم السابع إلى حديث غسان سلامة فى حوار تليفزنى، الأربعاء، عن أن هناك توافقا بأن الانتخابات الرئاسية الليبية غير ممكنه قبل أن يحدد فى نص دستورى صلاحيات الرئيس وهو ما يشير إلى تناقض البعثة الأممية التى أعلنت عن اجراء الانتخابات ربيع العام الجارى، فضلا عن تأكيد سلامة ، على رغبة الشعب الليبى فى اجراء الانتخابات بالبلاد باستبدال كافة الاجسام السياسية الحالية بسبب فساد بعضها.
وتشير تصريحات غسان سلامة بحسب الصحيفة إلى رغبته فى تأخير الانتخابات الرئاسية فى ليبيا، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول سبب رغبة غسان سلامة فى تأخير الانتخابات إلى نهاية العام الجارى، ورغبته فى التخلص من برلمان طبرق عبر دعمه لاجراء الانتخابات التشريعية فى ليبيا.
وتطرق التقرير إلى مسودة مشروع الدستور الليبى التي حددت صلاحيات الرئيس الليبى القادم، لافتا إلى أنه المشروع الذى تسعى بعض الاجسام السياسية وفى مقدمتها ما يسمى مجلس الدولة المنصب من الغرب لعرقلة قانون الاستفتاء عليه الذى أصدره مجلس النواب.
وكشف غسان سلامة، عن خطة أعدها يناقشها مع الاطراف الليبية للاتفاق على خطة عمل من خلال انعقاد الملتقى الوطنى الجامع، مشيرا إلى أن الملتقى ستشارك به مختلف القوى الليبية، مؤكدا أن موعد ومكان عقد الملتقى الوطنى الجامع سيتم الإعلان عنه عقب نجاح الاتصالات التى يجريها مع الأطراف الليبية ودول الجوار.
وتشير تصريحات غسان سلامة حسب اليوم السابع، إلى رغبته فى التخلص من مجلسى النواب والدولة عبر دعمه لاجراء انتخابات تشريعية، ومن ثم الاستفتاء على الدستور فى البلاد ثم اجراء انتخابات رئاسية، لتؤكد الصخيفة أن هذا الطرح يتماشى بشكل كامل مع توجهات تيار الاسلام السياسى، الذى يسعى للعودة بشكل كبير للمشهد الليبي عبر الملتقى الوطني الجامع.
ولفتت اليوم السابع إلى دعم تيار الاسلام السياسى فى ليبيا وتحديدا جماعة الاخوان المسلمين لأى خطة تهدف لتأجيل اجراء الانتخابات الرئاسية فى البلاد حتى نهاية العام الجارى، وذلك كى تنظم الجماعة صفوفها وتقوم باعداد خطتها للهيمنة على مؤسسات ليبيا وتحديدا الرئاسة والبرلمان.
وتؤكد الصحيفة المصرية بأن أبناء الشعب الليبى يعولون على اجراء الانتخابات فى البلاد لاخراج ليبيا من الأزمة الراهنة وانهاء الانقسام السياسى الحالى، بعد تعثر كافة الجهود لنزع فتيل الأزمة وسط وجود ميليشيات مسلحة تسيطر على العاصمة طرابلس، بينما تحظى أخرى بدعم وتمويل من بعض الدول الاقليمية وفى مقدمتها تركيا وقطر.
يشار إلى ان الفريق السياسي للدكتور سيف الإسلام معمر القذافي قد ندد بخطة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الجديدة، التي تهدف إلى تأجيل إجراء الانتخابات الرئاسية إلى نهاية العام الحالي، معتبراً أن عدم الالتزام بالمواعيد والتواريخ التي وضعتها الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا، هو “تضييع للوقت ومماطلة على حساب رغبة الليبيين في التغيير، وأملهم بإنهاء مسلسل العنف والانقسام عبر الانتخابات”.