اى صراع سياسى او عسكرى او حتى حرب اهلية اذا فقدت مبررها الاخلاقى ستتحول الى هزيمة نكراء , هذا ما يقوله التاريخ ..حروب كثيرة انتصرت فيها جيوش وهزمت فيها خصومها ولكنها افتقدت المبررات الاخلاقية لمعركتها وبالتالى تحولت الى هزيمة . ما حصل اليوم من هجوم على قلعة سبها وحاميتها وافتكاكها من المليشيا العنصرية التى كانت تقتل المدنيين على الهوية , مالم يصاحبه عمل سياسى واجتماعى متزامن سيتحول الى هزيمة ضد قبيلة التبو وستتحالف كل القوى المناوئة ضدها وتستنجد بقوى اخرى لا تخفى تعاطفها مع المليشيات الاجرامية فى طول البلاد وعرضها .ما تم ملاحظته على مدى الاشهر الماضية من محاولات لاظهار هذا الصراع والاقتتال بانه دفاع عن النفس بالنسبة لقبيلة التبو كانت محاولات متواضعة جدا اعلاميا لم تتجاوز صفحات الفاس بوك وباقى وسائل التواصل ؟ لم نرى مؤلا سياسيا فى اى وسيلة اعلامية مرئية ؟ ولم نرى اجتماعات بدوائر الدولة لتوضيح طبيعة الصراع ولم نرى حتى تواصل وجهاء قبيلة التبو مع مشايخ القبائل الاخرى لتوضيح حقيقة الصراع والقتال فى سبها ؟هذا يضعف الجانب السياسى من طبيعة الصراع وبالنتيجة سيفقد المبرر الاخلاقى ايضا .
...عندما تم القبض على "تشى غفارا" المناضل من اجل الحرية المعروف وقتله.. بوشايا من راعى غنم سأل الضابط لماذا راعى الغنم لماذا وشيت به وهو يناضل من اجلكم ؟ فاجاب راعى الغنم ...لانه كان يزعج اغنامى ؟
اتوقع مثل هذه الاجابة من الكثيرين اذا تمت الوشايا بكم يا معشر التبو بعد سيطرتكم على على مقاليد امور القلعة وحاميتها ..المواطن فى سبها لن يشعر بحجم تضحياتكم وارواح ابنائكم وخسائركم... المواطن فى سبها تهمه رغيف خبزه ومرتبه وامنه ويرى انكم دهبتم بكل هذه الاشياء نتيجة اقتتالكم . ؟
للخروج من المأزق يجب دعوة قبائل سبها لتحمل مسؤليتها عاجلا , ويجب الاتصال بقيادة الجيش الليبى فى الرجمة واطلاعها على ما استجدت من احداث وحثها على استلام معسكرات الجيش تحت قيادة محايدة يقبلها التبو فى الجنوب ؟غير هذه الخطوات سنفقد الجانب السياسى والاخلاقى من حقنا فى الكفاح من اجل الظلم وسنتحول الى ضحية غير مأسوف عليها؟
