على اثر ذلك باتت اللغة واحدة من أشد الظواهر الإنسانية تشعبا وتعقيدا باعتبارها نظاما معقدا من الرموز التي تحمل في طياتها معاني مختلفة، فهي من أهم المنافذ المستخدمة من اجل الولوج الى عمق الثقافة و البنية الاجتماعية للناس بل و صياغتها و توريثها لتكون بذلك واحدة من أهم العوامل الأساسية في تكوين وبناء المجتمع، لتشارك وبشكل أساسي وفعال في تحديد الهوية الجماعية للمجموعة البشرية التي تتحدث بها، هذا الذي يؤكد على وجود علاقة بين كل من اللغة و المجتمع، فهما وجهان لعملة واحدة لا يوجد مجتمع بدون لغة ولا لغة دون مجتمع.
المجتمع التباوي كغيره من المجتمعات الانسانية , له لغته وهي وسيلة تواصله الوحيد بين أفراده , اللغة التباوية تعكس الهوية الثقافية التباوية كمجتمع متفرد له عاداته وتقاليده , وأسلوب الخطاب اللغوي بين افراده تختلف باختلاف العلاقة الاجتماعية , فخطاب الابن لوالديه غير خطابه لاخوته , وخطاب الصغير للكبير غير خطاب الصغير لأقرانه,وخطاب الغريب غير خطاب القريب اجتماعيا ؟–وخطاب الاصهار غير خطاب الأصحاب؟
الا ان هذا الخطاب قد تغير نوعا ما في ظل التطور الاجتماعي والذي تأثر بالتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نعيشه اليوم، ,وتأثر بثقافة المجتمعات التي يعيش فى كنفها المجتمع التباوي مما ساهم و بشكل كبير في تحول منحى الخطاب في اللغة التباوية و انحرافها عن مسارها و سياقها التقليدي المتعارف عليه قديما ، بالشكل الذي طرح إشكالية التواصل في فن الخطاب في المجتمع وصعوبة تحديد العلاقة بين لغة الخطاب كوسيلة اتصال و تواصل، و المجتمع باعتباره الوحدة الأساسية للتفاعل .
و على هذا الاساس يعتبر موضوع الخطاب والالقاب وعلاقتها بالمجتمع من القضايا المهمة والشيقة في الدراسة و البحث، خاصة في الوقت الحاضر حيث أصبح المجتمع التباوي يفقد بعضا من تقاليده العتيدة التى تعود عليها منذ القدم واصبح يعاني من معضلة مهمة وهي خطاب مبتذل استبدل فيها الألقاب المتعارف عليها , باللقاب اخرى لا تعكس ثقافة المجتمع التباوي –
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع نسرد بعض الامثلة للمثال فقط لا الحصر لايضاح و المقصود بتغير الخطاب والألقاب؟
الاب فى اللغة التباوية = أبا
الام فى اللغة التباوية = آيا
الاخ في اللغة التباوية = دومريي
العم فى اللغة التباوية = ابظيي
الخال فى اللغة التباوية = ديهي
الحاج في اللغة التباوية = اللآيي
ما هو التغيير الذي حصل في لغة الخطاب :
الابن عندما يتكلم عن ابيه في غياب الأب يناديه = بكديه ) الشايب (؟
عندما ينادي على امه ف دي غياب الأم يناديها. = آكييه [ العزوز]
لقب " الحاج " تطلق للإنسان كبير السن بغض النظر إن كان حاجا أم لا؟
ابوك أو امك فى ثقافتنا التباوية لا تخاطبهم بلقب الحاج أو الحاجة ؟- بل تناديهم – أبا أو أيا؟
اب زوجتك أو أمها في ثقافتنا التباوية لا تخاطبهم بأسمائهم أو باللقاب الحاج ؟__
بل تناديها مقرون باسماء ابنائهم أو بناتهم…أو أبو -فلان – أو أبو - فلانه؟– أو أم -فلان أو فلانه؟
مخاطبة الغير يتم من خلال تقييم عمره إذا كان فوق الأربعين فهو رجل راشد له احترامه وتتم مخاطبته بما يليق من الأسماء المحببة لديه …
في اللغة التباوية – هناك مصطلح [ مطرا نر ] وهى كناية عندما يشبهك شخص ما فى اسمه تطلق عليه [مطرا نر ]..وهو تقدير كبير واحترام له ويسعده كثيرا أن تناديه بهذا اللقب؟
في الجانب الآخر هناك ألقاب للقبائل تطلق على الشخص دون اسمه– وهي كثيرة وتطلق على الرجال والنساء بشكل عام –
قد يطلق على الشخص اللقب المتعارف عليه في قبيلته ..وهو محل استحسان لدى اغلبيه الأشخاص– يؤكد اعتزازه بقبيلته؟
أمثلة عندما ينادى الإنسان بكنيته أو لقب قبيلته ؟
الكنية فى اللغة التباوية ( ادراصوا)...