دولة الأجندة إلى زوال يدرك المكون العسكري قبل المدني لحكومة مليشيا الدعم السريع "تأسيس" بأن هذه الحكومة بلا مركز قيادي سوداني "وطني" يمكن أن ترتكز عليه على المدى القريب إلى المتوسط، وهذا ما يُضعف يقين إستمرارها على أرض الواقع، ويعود ذلك إلى الرؤية الدولية للأزمة السودانية والتي ترى بأن حكومة المليشيا "تأسيس" لا تملك من آمرها شيئاً، ولولا حالة التبعثر القيمي الذي تحياه تلك المليشيا لما تجرأت أي أطراف خارجية على إستخدامها لإسقاط الدولة الوطنية تحت شعار التهميش والمظلومية، رغم تزاحم العقبات المانعة لتكريس حكومة مليشيا الدعم السريع "تأسيس" إلا أن هناك ثلاثة عقبات :تواجه حكومة المليشيا وتضربها في مقتل:
الأولى: إفتقار القيادات العليا في حكومة مليشيا الدعم السريع للمعرفة الدقيقة لقواعد الإستراتيجيات الأمنية والإستخباراتية في المخيلة الغربية خاصة فيما يتعلق بالقارة الإفريقية والتي تم تحديثها أواخر 2024، وهذا هو الحبل الذي ستشنق به حكومة المليشيا نفسها. الثانية:
قناعة كافة المكونات المدنية التي إنضمت لحكومة مليشيا الدعم السريع "تأسيس" بما فيهم "تحالف صمود" بأن وجودها ضرورة "مؤقتة"، وتكريساً لشرعية مفقودة، ورسماً لخطوط المرحلة الراهنة وما يليها، وسينتهي الأمر قريباً بتلك المكونات المدنية في قوالب محددة المهام والمعالم لا مجال فيها للإحتكام لقانون مجرد، مع الأخذ بالإعتبار الفرق الشاسع بين حكم مدني جاء بإرادة شعبية حقيقية وبين حكم مدني مستورد تمت صياغة هياكله بوصاية ودعم خارجي. الثالثة:
لا تستمد حكومة مليشيا الدعم السريع بقاءها من الداخل السوداني، وهذا ما يفسر الرعونة السياسية التي تظهر عليها المليشيا اليوم، ستستمر المحاولات الدولية في تحجيم العمليات العسكرية للمؤسسة العسكرية السودانية لإضعاف تأثيرها الإيجابي على الوعي الجمعي في الميدان وكسراً لتداعياتها في صياغة رؤية المواطن لمؤسساته الوطنية ودورها في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته، وبالتالي كل ما على الخرطوم الآن فعله هو إستمرارها في إلجام المحيط الإقليمي والدولي الذي بات على قناعة تامة بأن المؤسسة العسكرية ورديفها من الحراك الشعبي المسلح ماضٍ في طريقة لإستئصال كافة الأدوات المقوضة لسيادة الدولة الوطنية