لا للتقديس الاعمى للاراء

‏في مجتمعات يغلب عليها التقديس الأعمى لبعض الأشخاص، يصبح من الجرأة أن تعارض رأيًا --؟ لا لشيء سوى أنه صدر ممن يرفعونه إلى مرتبة العصمة. فإن تجرأت وقلت ما لا يريدون سماعه، ستُقابل لا بالحوار، بل بالتهمة والبهتان. يشككون في نواياك، يطعنون في قدراتك العقلية، ويذهبون أبعد من ذلك إلى التشكيك في مؤهلاتك العلمية، فقط لأنك رفضت الانصياع لفكرة قالها من يقدسونه، رغم أنه لم يُكمل حتى المرحلة الابتدائية.

هذا النوع من التقديس لا يصنع عقولًا، بل يخلق جدرانًا تحول دون التفكير الحر والنقاش العقلاني. وهو مرض اجتماعي خطير، لأنه يُغلق باب التطور، ويمنع أي مراجعة أو تصحيح. فحين يُمنح رأيٌ ما قداسة لا تمس، يصبح العقل سجينًا، ويُصبح الصمت خيارَ النجاة الوحيد.

إن احترام الآخرين لا يعني أن نلغي عقولنا، وإن الاختلاف لا يجب أن يكون سببًا للتجريح أو الإقصاء. بل دليل على الحيوية الفكرية والنضج. والمجتمعات التي تسمح بالاختلاف وتحميه، هي وحدها القادرة على التقدم وصناعة التغيير.