اللهم اجعل بلوغنا للعشر بلوغًا يُرضيك عنا واجعل لنا نصيبًا من الرحمة والمغفرة والاستجابة عشرة أيام .. ستمرُ عليك بِلمح البصر فلا تُضيعها بغير طاعة الله فهذه عشر ذي الحجة فُرصة قد لا تأتيك مرةً أخرى فاغتنمها
أقبلت علينا خيرُ أيّام الدنيا؛ فاستقبلوها بالتوبة والاستغفار ﴿ والفجر ﴾ قال الضَّحَّاك: فجرُ ذي الحجَّة، لأنه قُرنت به الليالي العشر ﴿ وليالٍ عشر ﴾ رُوي عن ابن عباس: أنها العشر الأُول من ذي الحجة اللهم بلغنا عشر ذي الحجة، وبلغنا يوم عرفة مجبورين مطمئنين، يا رب
★★عشر ذي الحجة… خير أيام الدنيا★★
الحمد لله الذي جعل في مواسم الطاعات نفحات، وفي أيام الزمان فرصًا للتزود من الصالحات، وفضل عشر ذي الحجة على سائر الأيام، وجعلها ميدانًا للمتنافسين في مرضاته. إن أيام عشر ذي الحجة ليست مجرد فرصة موسمية، بل هي ميدان للسباق إلى رضا الله. فمن فاته رمضان، فليغتنم العشر. ومن قصر في السابق، فليجدّ في العشر المباركة، فإنها أحب الأيام إلى الله، والعمل فيها مضاعف، والرب كريم جواد .. قال الله عز وجل: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2] قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "المقصود بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، وهو القول الراجح" وقال الطبري: "أقسم الله بها تعظيمًا لها، لأن العمل الصالح فيها أعظم أجرًا وأحب إليه من غيرها" وروى البخاري عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ﷺ: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" قال الحافظ ابن رجب في [لطائف المعارف]: "وهذا يدل على أن العمل في العشر يعدل الجهاد، بل يزيد عليه إذا خلا الجهاد من هذه الصورة النادرة" قال ابن عباس رضي الله عنهما: "العشر الأوائل من ذي الحجة هي الأيام المعلومات التي أمر الله فيها بذكره" (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري في #عشر_ذي_الحجة : "افعلوا الخير فإنكم في أيام أحبّ الله فيها العمل، عظّم الله فيها الأجر، ورفع فيها الدرجات" وقال ابن حجر العسقلاني: "والذي يظهر أن سبب امتياز عشر ذي الحجة: اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيره" وقال ابن القيم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر، وأفضل لياليها العشر الأواخر من رمضان" وقال الشافعي: "أحبُّ إلىّ من الصوم في العشر أن يُكثر من الذكر، لأن الله قال: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} " وقال العلامة ابن باز رحمه الله: "العمل الصالح في هذه العشر أفضل من غيره، حتى من الجهاد الذي لا يشمل المال والنفس، فحريّ بالمسلم أن يجتهد فيها بكل ما يقدر عليه من الذكر، والصيام، والصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "هذه الأيام تجمع بين أعظم العبادات: الصلاة، والصيام، والحج، والصدقة، والذكر. ولا تجتمع في غيرها، ولهذا كانت خير أيام الدنيا" ومن الأعمال المشروعة في هذه العشر: 1. التكبير والذكر: قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28] قال ابن عباس: "الأيام المعلومات: أيام العشر" وقال الإمام البخاري: "وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما." وكان السلف يكبرون في المساجد والبيوت والأسواق. 2. الصيام: عن بعض أزواج النبي ﷺ: "كان يصوم تسع ذي الحجة" [رواه أبو داود والنسائي] وقال النووي: "صيامها مستحب استحبابًا شديدًا" 3. الحج والعمرة لمن استطاع. 4. الأضحية: وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول: "الأضحية سنة، ومعروف، وأحبّ إليَّ من الصدقة" [رواه البيهقي في السنن الكبرى] وعن الإمام أحمد بن حنبل انه قال: "الأضحية سنة مؤكدة، ولا ينبغي تركها لمن قدر عليها" وقال في رواية: "أحب إليَّ أن يضحي، ولا يترك وإن كان مستدينًا" _________________ قال ابن القيم – رحمه الله – في [زاد المعاد]: "وها هنا مسألة شريفة ينبغي التفطن لها، وهي أن شرف الزمان والمكان يُضاعف فيه العمل الصالح، وهذا من فضل الله على عباده" فلا تُفوّت على نفسك هذا الموسم العظيم، فإنه خير أيام الدنيا، والعمل فيه أحب إلى الله، والنفوس فيه مُهيأة، والأبواب مشرعة، والملائكة تشهد، والرب يتجلّى لعباده. فاستعن بالله، وأكثر من الطاعات، واعقد العزم أن لا يسبقك إلى الله أحد ..