﴿فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ، إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾
الآية تُهدي القلب صبرًا يشبه الجبل… كأن الله يقول: لا تستعجل سقوط الظالمين، ولا تنتظر نهاية الباطل بلهفةٍ تُتعب روحك. هناك عدٌّ دقيق يجري، عدٌّ لا يسمعه أحد، أيام تُطوى، ولحظات تُحسب، وذنوب تتراكم حتى تكتمل سنّة الهلاك. الظالم يظن أنه يفلت، يمشي مطمئنًّا بنعيمه، بنفوذه، بقوته… ولا يعلم أن كل خطوة يخطوها هي جزء من العدّ الذي يقترب من نهايته. المقصد: المهل الإلهية ليست غياب عدل، بل جزء من حكمة الله التي لا تتعجل— ليبلُغ الظالم حدَّه، ولتنكشف القلوب على حقيقتها. العبرة: من عرف هذا العدّ… هدأ قلبه، وثبت يقينه، وأدرك أن الأمور ليست متروكة للفوضى. العاقبة للحق، ولو تأخرت في عيون الناس. والسقوط محسوب، ولو ظنّ الظالم أنه في أمان. هكذا يطمئن القلب: العدّ يجري… والحق يقترب… والوعد لا يتأخر عن وقته أبدًا
