علم بالقلم...
"اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" ثلاث آيات من سورة العلق يرددها الناس كبيرهم وصغيرهم ويحفظونها عن ظهر قلب ...ولكن هل يفقهونها وبها يعملون ...هل يعون كيف يعلم الرب الأكرم بالقلم الإنسان ما لم يعلم .أي أنه يظل يعلمه بالقلم ما لم يخرج من دائرة الجهل الى نور العلم ...ثم ما القلم هل هو القلم الذي به نكتب ونخط سطورنا ونحبر ام هو شيء آخر ...كيف يعلمنا ربنا بشيء نحن لا نعلمه ولا نعي كيف يعلمنا به ؟؟؟ ....
لو فتحت قلبك ونفضت عنك ما علق في ذهنك من موروث لتجلى لك القصد ولأدركت انك من زمن والقلم يعلمك ويعيد تعليمك ولكنك لم تتعلم بعد ولذلك هو عاكف على تعليمك ولن ينقطع ما لم تعلم ...القلم يا صاحبي من التقليم يقال تقليم الأضافر أو أغصان الأشجار أي تشذيبها بقص شوائبها والقلم الذي به تخط سطورك سمي كذلك لأنه قلم تقليما وبري بريا حتى أضحى مستويا بلا شائبة على الصورة التي تعلم ....وأنت ستقلم تقليما حتى تستوي وتعلم ولن يكف عنك القلم ما لم تعلم ...كل الأحداث التي تسيئك وتنتقص من صحتك ومن مالك ومن حظوتك ...هي فعل القلم وتعليمه لك وإن لم تدرك وتتعلم الدرس سيكون الدرس الذي يليه أشد قسوة ...إن خسرت شيئا من مالك فاعلم ان شيئا ليس لك دخل ذمتك فانهال القلم عليه ليطهرك منه وإن أصابتك وعكة فاعلم أنك كسبت كسبا سيئا فتحرك القلم لإزالته عنك وتخليصك منه ...القلم يعلمك على الدوام ما لم تعلم ...ما دمت إنسانا تنسى الدرس الأول سيعاد بأسلوب أقوى وأمضى حتى تعي وتدرك ...
يوم تعلم فلا تلدغ من جحر مرتين ستتقي التعلم بالقلم ويوم تحسن ويصبح الإحسان دأبك ستجتبى من العليم وتعلم بطريقة مختلفة ، سيعلمك العلم الذي يجعلك في أرضه ممكَنا وفي نعيمه مخلَدا ... "وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" والأمر ليس حكرا من ذكر وانما هو متاح لكل من أحسن "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( يوسف22)"....
منقول..