المحكمة الجنائية الدولية : يجب القبض على سيف القذافي

أكدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا على أنه يجب القبض على سيف الإسلام القذافي وتسليمه إلى المحكمة، وفق مذكرة التوقيف بحقه بسبب «جرائم القتل والاضطهاد والجرائم ضد الإنسانية المتهم بارتكابها».

وفي إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي صباح أمس الجمعة، ذكرت المدعية العامة أن «القذافي قد قدم طعنا، في يونيو الماضي، في قبولية مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية، قائلا إنه نتيجة للإجراءات الداخلية التي اتخذت ضده في ليبيا، فإنه لا يمكن محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية».

يأتي ذلك بعد أن أفرجت كتائب أبو بكر الصديق في الزنتان عن القذافي في أبريل 2016 وفقا لقانون العفو.

وكانت الدائرة التمهيدية للمحكمة أصدرت أمرا بـ«القبض على القذافي في يونيو 2011، لمساهمته بصفته رئيس وزراء ليبيا الفعلي في ردع التظاهرات ضد حكم معمر القذافي في عام 2011 بأي شكل من الأشكال»، حسبما قالت بنسودا.

وأضافت: «السيد القذافي طليق، وعلى الرغم من إدعائه الإفراج عنه منذ عامين، فإنه لم يبد أي نية في تسليم نفسه إلى المحكمة أو إلى السلطات المختصة في ليبيا».

وبالإضافة إلى القذافي، أشارت المدعية العامة إلى أن كلا من «الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي التهامي محمد خالد، وقائد كتائب الصاعقة محمد مصطفى الورفلي، لا يزالان طليقين أيضا على الرغم من صدور مذكرات اعتقال بحقهما وتسليمهما إلى المحكمة».

وشددت بنسودا على أن «اعتقال المشتبه بهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية وتسليمهم لا يزال من أكثر القضايا تحديا بالنسبة لمكتبها وللمحكمة ككل».

وقالت بنسودا «لا يمكن أن يكون هناك عدالة للضحايا، ما لم يتم اعتقال المشتبهين في المحكمة الجنائية الدولية ونقلهم إلى المحكمة للمثول للمحاكمة».

وتشير المعلومات التي حصل عليها مكتب المدعية العامة من خلال التحقيقات المستمرة إلى أن «القذافي والورفلي موجودان في ليبيا، بينما يتواجد التهامي خارجها».

كما تطرقت المدعية العامة إلى تهديد الجماعات المسلحة المستمر للسلام والاستقرار في ليبيا وقالت في هذا الصدد إن «مكتبها يواصل مراقبة السلوك الإجرامي الذي يقوم به أعضاء تلك الجماعات الذين يمكن أن تقع أفعالهم الجنائية المشمولة ضمن اختصاص المحكمة».

ويشمل ذلك، «استخدام تلك الجماعات المسلحة العنف للسيطرة على مؤسسات الدولة، وارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وإساءة معاملة واستغلال المعتقلين في السجون وأماكن الاحتجاز غير المنظمة في جميع أنحاء البلاد»، بحسب بنسودا.

وأشارت كذلك إلى استمرار تلقي مكتبها أدلة على جرائم خطيرة ارتكبت ضد المهاجرين في ليبيا، وقالت إن «هذه الجرائم المزعومة تشمل عمليات القتل والعنف الجنسي والتعذيب والاسترقاق».

ومن هذا المنطلق، أكدت المدعية العامة على «الحاجة إلى استراتيجية متعددة الطبقات والأطراف للتعامل مع شبكة الجرائم التي تزدهر في سياق الهجرة عبر ليبيا».

وحذرت بنسودا من أن «السماح للهاربين من المحكمة الجنائية الدولية بأن يبقوا مطلقي السراح، فإن ولاية المحكمة المتمثلة في محاكمة المسؤولين عن أخطر الجرائم التي تهم المجتمع الدولي ستظل محبطة».

ولفتت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إلى أن «غياب المساءلة الفعالة عن الجرائم الفظيعة، سيستمر الإفلات من العقاب في ليبيا، مما يتسبب في معاناة وعدم استقرار أكبر».


fa2b2701e5.jpg

بعد مسقط... نتنياهو إلى البحرين قريباً


تضيق السماء الخليجية بالضيوف الإسرائيليين لكثرتهم. بعد استضافة رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو في مسقط، تقرر أن يزور السلطنة وزير المواصلات الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، كما تحل في أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، الضيفة الإسرائيلية ميراي ريغف، الأكثر تطرفاً ومعاداة للفلسطينيين.

وفي الموازاة، يصل اليوم وزير الاتصالات في حكومة العدو، أيوب قرا، على رأس وفد خاص إلى إمارة دبي. أما النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتيكفا)، فعزف بالأمس بلا خجل مرة أخرى في قطر، على شرف إنجازات حققها الوفد الرياضي لكيان العدو لمسابقة الجمباز في الدوحة.

رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، العائد من استضافة سُلطانية في مسقط، وعد الإسرائيليين بنجاحات جديدة في دول الاعتدال العربي: «قابلت الزعيم العماني السلطان قابوس بن سعيد. إنه زعيم صاحب خبرة طويلة ومبهر جداً. هذه هي الزيارة الأولى الرسمية لإسرائيل في عُمان منذ 22 عاماً، وهي تأتي على خلفية جهود دبلوماسية بذلتها خلال السنوات الأخيرة إزاء الدول العربية. وفي لقائنا المطول بحثنا بشكل موسع التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط. كانت هذه محادثات هامة لدولة إسرائيل ولأمن إسرائيل. وسيكون هناك المزيد من ذلك».
وفي «المزيد من ذلك»، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن البحرين تحاور في هذه الأيام إسرائيل على نحو سري، تمهيداً للإعلان عن إقامة علاقات (دبلوماسية) بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أن الاتجاه المقرر يشير إلى أنّ نقطة البداية للعلاقات العلنية، هي زيارة يجري الإعداد لها لنتنياهو، قريباً إلى المنامة.
وقالت الصحيفة إن هذه «الحوارات» تأتي ضمن مسار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل، تمهيداً للخطة الأميركية في المنطقة، التي باتت تعرف باسم «صفقة القرن».
وكانت رئيسة المعارضة في «الكنيست»، وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، طالبت بالتواضع قليلاً إزاء توصيفات تُطلق على زيارة نتنياهو إلى عُمان، وتحديداً ما يتعلق بوصفها بالتاريخية. ليفني التي أرادت تقليص قدرة نتنياهو على الاستفادة الشخصية من الزيارة، وتحديداً إن تقرر بالفعل تقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست، إلا أن مطالعتها لا تخلو من كشفت حقائق كانت حتى الأمس مغيّبة عن الإعلام.
ولفتت ليفني في حديث مع «إذاعة الجيش» أمس: «أنا اجتمعت أكثر من مرة بوزير الخارجية العماني، وتقريباً كانت لقاءاتي به أمراً روتينياً سواء في الأمم المتحدة أو في أماكن أخرى، بل أن لقاء من جملة لقاءات أخرى كان علنياً في الدوحة، مع التأكيد أنني في حينه كنت وزيرة لخارجية إسرائيل، ودعيت بصفتي هذه إلى منزل الأمير (أمير قطر)، وكان هناك وزير الخارجية العماني، ووزراء خارجية آخرون».وأضافت أن اللقاءات مع دول الخليج قائمة ومتواصلة منذ وقت طويل، اللقاءات وإن كانت سرية لكنها تعقد تقريباً مع الجميع «والأنشطة تجري بشكل مشترك من تحت الطاولة». وشددت على ضرورة التحديد بأن «العامل المتغيّر حالياً جراء زيارة نتنياهو، هو علنية الزيارة لا الزيارة نفسها». أما ما سيأتي، فقالت: «لا أريد أن أذكر أسماء دول، لكن تقديري أن هناك دولة أخرى، بإمكانها قريباً أن تفعل ذلك».
وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» قد نقلت عن شخصيات مقربة من نتنياهو، تأكيدها أن لا جدول أعمال خاص للزيارة إلى مسقط، وإن كان بالإمكان استخدامها كمنصة نقل رسائل إلى أعداء إسرائيل، على رغم أن نتنياهو والوفد المرافق له، لم يطلب من مسقط نقل أي رسالة، وإن عمد في جلسته المنفردة التي دامت ساعات مع السلطان قابوس، إلى عرض التهديدات وتصميم إسرائيل على مواجهتها. وشدّد المحيطون بنتنياهو على أن «هدف الزيارة لا يتعلق باستئناف العلاقات بين الجانبين، وإنما تطوير العلاقات، والمزيد من التطبيع».

المصدر: الاخبار اللبنانية 29/10/2018م

download.jpg

الاسلام الى اين...؟




تفاجأ معظم المسلمين ، بما تقوم به داعش وأشباهها من أعمال وحشية، سواءً قتلاً أو سبياً أو حرقاً لأحياء، وتتعدد المواقف والمشاعر، ما بين مستهجن لهذه الأعمال، أو مرحب بتطبيق الشريعة وفق أصولها، والكثير منا وجد نفسه متهماً بشكل أو بآخر، فإما حاول نفي الشبهة عن الإسلام، أو وقف ضعيفاً وقد ورط بما لا يرضى به.
ورغم فجاعة المشهد، إلا أن رب ضارة نافعة، فلعله قد آن الأوان لكشف الغطاء عن الإسلام الموروث، الذي يقدم معتنقيه إلى العالم بصفتهم الأكثر إرهاباً على وجه الأرض، ولعل ما يحصل يفسح المجال أمام المسلمين للبحث عن دينهم، عبر تحطيم هذا القالب الذي لا يمس، سواءً كان قالباً للشافعي أم للبخاري أم للسيوطي أم لرجل الدين الأقرب.
فمن يتجرأ على نقد البخاري أو ابن كثير أو مناقشة صحة ما كتباه هو كافر لا يسمع منه، ورغم وجود عدد لا بأس به من المفكرين في العالم بحثوا في الإسلام المعاصر ونادوا بالتغيير، ومنهم من دفع حياته ثمناً لأفكاره، إلا أن صوتنا بقي ضعيفاً أمام صوت الموروث القائم على الآبائية.
واليوم إذ يبحث المدافعون عن الإسلام عن مخرج لما هم فيه، بدأ كثير من المسلمين التساؤل عن صحة ما بين أيديهم من موروث، فداعش تستند في كل أعمالها إلى أمهات كتب الفقه الإسلامي، وتستقي مراجعها من المنهل ذاته الذي يستقي منه الأزهر وقم وما يسمى بالإسلام الوسطي مراجعهم، فهل العلة في الإسلام؟ أم في المسلمين؟ فإذا كان الإسلام مختلفاً عن المسلمين فهذا يعني أنه دين نظري يعيش في فراغ، ويتجسد فقط على صفحات الكتب، وإذا كان واقع المسلمين يمثل الإسلام فمعنى ذلك أننا أمام مشكلة كبيرة لن تنتهي بالقضاء على داعش ومثيلاتها، وكيف نفهم بالتالي قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران 110)؟
وكثيراً ما نسمع اليوم أن الإسلام في وسطي معتدل لا غبار عليه، ليس فيه قتل وذبح وإرهاب، ومن هنا ولدت المفاجأة بما يرتكب باسم الإسلام، وأقول نعم، هو إسلام معتدل، لأن رجل الدين كان يأخذ ما يناسب هواه وهوى السلطة ويترك الباقي، وإسلامه معتدل طالما لا يملك السلطة، فإن ملكها أصبح داعشي

الدعوة السلفية فى المجتمع التباوى ...

 

44629790_2195549140734756_7231566556604399616_n.jpg

الدعوة السلفية فى المجتمع التباوي....

الجزء الثانى...

رغم الطبيعة المحافظة للمجتمع التباوى باعتباره مجتمع اقلية  له عاداته ولغته الخاصة وسط مجتمع اغلبية عربية الا ان المحيط العربى بثقافته وعاداته أثر فى هذا المجتمع  خاصتا فى خلال   عامل الدين والذى  يلعب دورا رئيسا فى حركة أى مجتمع.

المجتمع الليبى بشكل عام وبكافة مكوناته يعتبر مجتمعا محافظا و متدينا بطبعه , ويرى فى المملكة السعودية مرجعية دينية تقليدية له  باعتبارالمملكة  ثمتل مركزا روحيا مهما لجميع المسلمين .استغل شيوخ السلفية فى المملكة السعودية هذا المركز و كانوا يعملون بقوة على نشر دعوتهم فى مواسم الحج والعمرة  مستغلين المكانة الروحية للمملكة  فى قلوب المسلمين.وكانوا يرسلون المكتبات المسموعة والمقروئة والفتاوى المطبوعة  الى اتباعهم  فى ليبيا حيث استقطبوا عددا كبيرا من الشباب الى دعوتهم واصبح الشباب الليبى لا هم له الا الفتاوى السلفية  يستعين بها لحل مشاكله مع مجتمعه وذلك عبر اثير الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى .

انتشرت الدعوة السلفية فى ليبيا بكل المكونات الاجتماعية واصبحت ظاهرة للعيان  مند تسعينيات القرن الماضى واصبح بعض شباب التبو ينتهجون منهج السلفية وينتقدون بعض الظواهر الاجتماعية والدينية فى المجتمع التباوى مثل زيارة القبور , واقامة ولائم الصدقات على الموتى وغيرها,  وذلك بعقد حلقات وعض وارشاد للرجال والنساء على حد سواء مما جعلهم فى مواجهة  مع المجتمع والذى يرى فى دعوتهم مخالفة لعاداتهم وتقاليدهم  الموروثة؟ واصبحت النساء السلفيات التباويات يعملن بقوة وسط المجتمع النسوى التباوى ؟

السلفية المدخلية انتشرت فى ليبيا  بعد احداث سنة 2011م, واصبح لها اتباع خاصة فى مناطق الشرق الليبى , وكانوا جزء من المشهد السياسى فى الشرق الليبى حيث انظموا الى اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلافا لمنهجهم والذى يمنعهم من الخروج على ولى الامر وذلك بفتاوى دينية سياسية من شيوخهم  واصبحو يشاركون فى المهام الامنية بحراسة البوبات واستجواب بعض اعضاء التيارات الاسلامية الاخرى كالاخوان المسلمين,و ما شابه.واصبح تيار السلفية المدخلية  الجهادية  يعمل بقوة فى الشرق الليبى .وفق توجهات سياسية تحت غطأ الدين ؟ واصبحت عناصره متغلغلة ضمن قوات الكرامة والتى انتشرت فى الجنوب الليبى مؤخرا ؟

قصة كتيبة خالد بن وليد السلفية  التباوية ...؟

برزت هذه  الكتيبة للاعلام اثناء الاحداث الاخيرة بمنطقة ام الارانب , وهى كتيبة سلفية جل اعضائها من ابناء التبو السلفيين وكما هو واضح من الاسم وبالمقارنة بالكتائب العسكرية الاخرى لابناء التبو والتى لا تحمل اسم له رمزية ودلالة دينية  مثل " خالد بن الوليد "  اتخدت هذه الكتيبة السلفية هذا الاسم تعبيرا عن انتمائها للتيار الاسلامى المثمتل فى السلفية المدخلية .لقد تم ضم هذه الكتيبة اخيرا الى قوات الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر بعد ان ابلت بلاء حسنا فى المواجهات الاخيرة ضد العصابات الوافدة والتى تمارس اعمال  الحرابة فى الجنوب الليبى.

ومن خلال المتابعة والتحليل لنهج الحركة السلفية فى المجتمع التباوى نخلص الى التالى:

-الحركة السلفية التباوية تنتمى كعقيدة الى السلفية المدخلية والتى مرجعيتها مشايخ المملكة السعودية.

- الحركة السلفية التباوية كانت حركة دعوية تحارب ما تعتقد انها بدع وخرافات علقت بالدين الاسلامى ويمارسها المجتمع التباوى وفق عاداته.

- الحركة السلفية التباوية بدأت تتحول الى حركة جهادية  وذلك بانخراطها فى الاعمال العسكرية وذلك بعد تشكلها فى كتائب مسلحة تهدف الى تغيير المجتمع ومواجهة التيارات السياسية الاخرى التى تشهدها الساحة الليبية.

رغم اعجاب الكثيرين من اهالى الجنوب  بما تقوم به الحركة السلفية من جهاد ضد العصابات الغازية للجنوب فى غياب تام للدولة , الا ان تساؤلات كثيرة تطرح نفسها عن اهداف هذه الحركة فى المستقبل ؟

تجارب حركات الاسلام السياسى  مع المجتمعات الاسلامية لا تبشر بخير , فاغلب هذه  الحركات والتيارات الاسلامية  تستغل الدين وتستغل المجتمع من اجل اهداف غير معلنة مرحليا تهدف بها الوصول الى السلطة والحكم .

الوقت مبكر جدا لطرح السؤال هل الحركة السلفية التباوية تسعى للسلطة من خلال استغلال الدين والمجتمع التباوى ؟

قصة إبليس والكبر...


* أبليس كان يقر بقدرة الله ووحدانيته بإعترافه أنه مخلوق من رب العالمين ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ويؤمن بالبعث ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) ، لكنه مصاب بداء الكبر والاصرار على المعصية ورفض التوبة ، وهو ما منعه من السجود لأدم حتى أنتهى للطرد من الجنة وأصبح رجيم ملعون إلى يوم الدين .

* كفار قريش بعد أن أستمعوا لبلاغة القرأن أقروا في داخلهم بأنه إعجاز فاق قدرة البشر ، حيث أرسلوا الوليد بن مغيرة إلى رسول الله لسماع القرأن ، وبعد سماعه رق قلبه وقال والله ما هو بشعر ولا سحر ولا بهمز من الجنون ،، فلما وصل الخبر سادة قريش قالوا لئن صبأ الوليد لتصبون قريش ،، فتوجه له أبوجهل لمعرفة الأمر ، فقال الوليد ( وماذا أقول ؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ، والله ما يشبه هذا الذي يقوله الشعر ، والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه ) فقال أبو جهل : والله ما يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قولا أخر ... فقال : فدعني أفكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر ، فأنزل الله فيه قوله تعالى ( إنه فكر وقدر 18 فقتل كيف قدر 19 ثم قتل كيف قدر 20 ثم نظر 21 ثم عبس وبسر 22 ثم أدبر واستكبر 23 فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ) ، ومات بعد ذلك على كفره كبرا وعنادا ، رغم أن أنفسهم جميعا كانت تقر بأنه الحق .. يقول تعالى ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين 13 وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) .

* الكبر لم ينتهي حتى زمننا ،، وهي أمثلة نسوقها للتذكير بأن الكثير من الذين يقرون بأن فبراير مؤامرة أو على الأقل دمرت الوطن ، وشوهت الدين ، وقتلت الناس بغير حق ، وجلبت الفتنة والحرب الأهلية ، وزرعت الأحقاد ، ونهبت الأموال ، لكنه نفس ذلك الكبر الذي أصيب به أبليس وكفار قريش يمنعهم من تركها ، ورمي رايتها ، والتبرأ منها ، ويجتهدون في إيجاد المبررات لإرضاء أنفسهم الأمارة بالسوء . لينتهوا كما أنتهى الذين أمتلئت نفوسهم كبرا وعناد وعزة بالأثم .

* فهل يعقل أن الموت يحصد أرواح الناس يوميا ، والفقر يلقي بهم في طوابير المصارف الفارغة ، والإهانة تطال كرامتهم من طيران مجهول ، ومارينز معلوم ، ومبعوث مذموم ، وحاكم مأجور ، وإعلام مسموم .. بينما حكومات ربيع موزة وليفي تقر أن غدا عيد وعطلة رسمية بمناسبة تحرير ، أعترف قادته من اوباما وبرلسكوني وساركوزي أنه مؤامرة حيكت خيوطها في غرف المخابرات ؟

ندعو الله الهداية للجميع ، قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

...مقال منقول ظ

upload.jpg

الدعوة السلفية فى المجتمع التباوى...؟

th.jpg

أن تكون تباوى الهوية يعنى ذلك انك تحمل جينات و مواصفات الانسان التباوى فى الشكل والثقافة :

 ففى الشكل يوصف الانسان التباوى بانه : انسان رشيق المظهر,  متوسط القامة , اسمر اللون, سريع الحركة , حاد النظر ويتحلى بفراسة ابناء البادية , ويلبس الزى التباوى وفق تقاليد وعادات مجتمع التبو والذى يشمل  قميص طويل ...وسروال طويل  ويلتحف بخاصة على رأسه  ؟

اما فى الثقافة : فهو انسان يحمل باقة من  العاداته والتقاليده المثوارته  والتى اكتسبها من السلف عبر اجيال متلاحقة  ويمارسها يوميا اينما ارتحل واينما حل ؟

ان يتغير هذا الانسان فجئة  فى الشكل  والهيئة وفى الثقافة  فهذا شيء عجاب  وغير قابل للاستيعاب ولم يعهده  المجتمع  التباوى من ذى قبل؟

السلفيون التبو او ما يطلق عليهم باللغة التباوية " وونا كوراه"...او ذوى السراويل القصيرة باللغة العربية هم فئة من ابناء التبو ينتهجون منهج السلفية واصبحوا يشكلون ظاهرة فى المجتمع التباوى المحافظ والمنغلق على نفسه واصبحوا يتميزون باشكالهم  عن  افراد مجتمعهم باطلاق اللحي ولبس الطاقية فوق الراس بدل الخاصة او اللحاف  , ولبس السراويل القصيرة بدل السراويل الطويلة,  ويتبنون  افكارا  يعتقدون انها بدع ويسعون  لتخليص المجتمع التباوى منها حسب زعمهم .

فمن هم السلفيون التبو ؟ وما هى دعوتهم ؟ وهل المجتمع التباوى المحافظ والمنغلق على نفسه خرج من  السلف حتى يقوم هؤلاء بدعوتهم للرجوع للسلف  ؟ وهل السلفية التباوية دعوية ام جهادية ؟

السلفية هى منهج اسلامى يدعوا الى فهم الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح وهم النبى محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة والتابعين وتابعوا التابعين, باعتبار ذلك يمثل نهج الاسلام الصحيح الماخود باحكام القران الكريم والاحاديث النبوية الصحيحة. هذا النهج اريد له ان يبتعد عن كل البدع الدخيلة على الاسلام وتعاليمه.

السلفية فى العموم تمثل تيارا اسلاميا عقائديا فى مواجهة العديد من التيارات التى يعج بها المجتمع الاسلامى, وهى  فى جانبها المعاصر تمثل حركة اصلاح لانظمة الحكم والمجتمع والحياة عموما وما يتوافق والشريعة الاسلامية كما يراها اتباعها .

برزت السلفية على يد احمد بن تيمية فى القرن الثامن الهجرى , وقام بعدها محمد بن عبدالوهاب باحيائها من جديد فى منطقة نجد فى القرن الثانى عشر للهجرى.

علق بنهج السلفية الكثير من الدعوات والمسميات فهناك السلفية الدعوية , والسلفية الجهادية, والسلفية العلمية وغيرها.

ينتشر الفكر السلفى فى مختلف انحاء العالم تقريبا , السلفيون يتواجدون فى شبه الجزيرة العربية واليمن ومصر وشمال افريقيا والملايو  وتتبنى السعودية الفكر السلفى بشكل رسمى, كما ان معظم الدول المذكورة بها جمعيات وجماعات تتبنى الفكر السلفى وتسعى الى نشره.

اما عن ليبيا فظاهرة السلفية  والمداخلة (أى اتباع منهج الشيخ ربيع المدخلى احد شيوخ السلفية بالسعودية)فهى  فى حاجة الى دراسة معمقة  من حيث نشأة الظاهرة وانتشارها وعقيدتها وعلاقتها بالشان السياسى الليبى قبل وبعد احداث فبراير 2011م.

 بدايات الحركة السلفية فى ليبيا كانت  فى فترة النظام السابق , حيث تكونت قيادات شبه سرية ترتبط بعلاقات مع مشايخ السلفية بالسعودية الا ان النظام  ناصبها  العداء وقام باللقاء القبض على العديد من قياداتها  وذلك قبل ان يتفطن لهم ويسعى الى استعمالهم. ظل اتباع الحركة السلفية وطوال نشأتهم فى ليبيا بمنأى عن الشأن السياسى والشأن العام عموما واقتصرت اهتماماتهم فى بعض مظاهر التدين , والتأكيد عليها كمسألة اعفاء اللحي وحلق الشارب , ورفع الازار ,كما ركزت جهودهم على محاربة التصوف وفلسفته باعتبارها من البدع؟

وبما ان مرجعية  الحركة السلفية  هم شيوخ المملكة السعودية فقد تم توجيههم فى فترات بعينها بفتاوى شيوخها ليوجهوا سهام نقدهم الى جماعة الاخوان المسلمين .

حاول النظام السابق فى ليبيا استعمالهم حيث تبنى الساعدى القذافى نهجهم وتشبه بهم  وتم بمساعدته  اطلاق سراح قياداتهم  من السجون.

اثناء احداث فبراير سنة 2011م اتصل نجل العقيد الساعدى القذافى بشيوخ السلفية فى المملكة السعودية ليحصل من بعض شيوخهم فتاوى تحرم الخروج على الحاكم ,واعتبار احداث فبراير فتنة القاعد فيها خير  من القائم  حسب ادبياتهم المنشورة . بعد مقتل العقيد وانتهاء نظامه خرج اتباع السلفية الى العلن ولكنهم تبنوا العمل الاغاثى والاجتماعى الا انهم لم يساهموا فى العمل السياسى بل نظروا الى انتخابات المؤتمر الوطنى سنة 2012م بدعة لا ينبغى الخوض فيها , وذلك قبل ان يغيروا رأيهم بناء على فتاوى وتوجيهات مرجعياتهم فى المملكة السعودية بالاشتراك لا حقا فى انتخابات مجلس النواب حيث شاركوا بقوة فى اختيار نواب الشعب.

كانت هذه لمحة  تاريخية عن  السلفية فى ليبيا وتوجهاتها الدينية والسياسية , ولكن موضوعنا هو الدعوة السلفية فى المجتمع التباوى والذى هو جزء لا يتجزء من المجتمع الليبى, هذا المجتمع المنغلق على نفسه والذى له عاداته وتقاليده والذى لم يعرف غير الوسطية فى الاسلام فهو سنى المذهب , مالكى الطريقة وليس به فرق او شيع او احزاب ولم يعرف التيارات المختلفة من الاسلام السياسى ..كيف انخرط  جزء من ابنائه فى الدعوة السلفية ؟

يتبع فى الجزء الثانى ..

Anniversary of Gaddafi’s Death and the Current Situation in libya



safe_image.jpg


By Yuriy Zinin


The seventh anniversary of the killing of the Libyan leader Muammar Gaddafi on October 20, 2011 provides us with an opportunity to reassess those dramatic events which caused a major step backwards in the country’s development. With the fall of its leader, the country’s power hierarchy collapsed, leading to the disintegration of both government authorities and the armed forces.

The “triumph of the February 17th Revolution and the fall of the dictatorship” was initially greeted with euphoria, but this mood was not enough to prevent the country from falling apart. The victors, who had seized power with the support of NATO and an unlikely coalition of various armed groups, were unable to prevent the country’s descent into chaos.  That coalition split apart in 2014, and the country has effectively been split in two ever since. There are now two opposed “territories”, one headed by Tripoli in the west of Libya, the other headed by Tobruk, in the east. Each has its own government, parliament and armed forces.

What is more, the capital, Tripoli, is controlled by four main armed groups, which, together, prop up the Government of National Accord, headed by Fayez al-Sarraj.  Their official role is to guarantee security, serve as a police force, and guard the airport, government organisations and prisons etc. According to many experts in the region, these armed groups have built up an unprecedented level of control over both public and private organisations. They are involved in business and a wide range of illegal schemes: these include various forms of smuggling, especially of oil.

This situation gives rise to rivalry with other armed groups which came to Tripoli as victors after the collapse of the regime, but these newcomers have been sidelined as time has passed.

They were angered by Facebook posts in which commanders of pro-government militias showed off their luxury cars and flats. That explains why, at the end of August, the commanders of 7 brigades from Tarhuna, 45 km south of the capital, adopted the slogan “An end to corruption!” and moved their forces against the alliance of four armed groups.

Five Years on: the US-NATO Destruction of Libya Continues

Despite calls by the Government of National Accord for peace, serious armed clashes have broken out in several parts of Tripoli – the worst eruption of violence in the city in the last four years. Between August and the end of September, 115 people were killed and 383 wounded in these clashes. Thousands of families have fled to avoid the fighting between groups of militants.

As a result, the UN has declared a state of emergency in the capital. In the view of these events, it is hardly surprising that the UN special envoy to Libya, Ghassan Salame, recently declared that the planned general elections, the result of several years of negotiations by the UN, are unlikely to take place on the intended date of December 10 this year.

It seems as if the combined efforts of the UN, a number of European countries and Libya’s Arab neighbours to reconcile the two factions based on the Libyan Political Agreement signed in 2015 in Shkirat are doomed to failure. (The Shkirat Agreement called for the creation of national transitional state bodies, elections to the newly-formed parliament, presidential elections, etc.)

Another problem is that Libya still lacks charismatic leaders who could unite society and persuade it to accept the necessary compromises. The existing political elites are all pulling in different directions.

It is hard to see how things could have been otherwise. The UN’s efforts to broker and implement an agreement was hampered by the fact that the politicians’ authority was limited by their dependence on armed groups and their “godfathers”.

Libya since the fall of Gaddafi has been a tragic example of how a country which used to be stable, and which is rich in oil reserves, can be brought to its knees by internal conflict. Libyans’ standard of living has fallen dramatically. People are weighed down by the problems of everyday life: a shortage of cash in the economy, power cuts and interruptions to the water supply, a lack of flour in the shops, endless queues at bakeries, etc.

And, at an international level, the country is faced with potential threats from its neighbours in North Africa and the Middle East. The authorities are unable to effectively police the country’s borders, which extend over 6 000 km. In 2017 the majority of the 200 000 migrants who travelled across the Mediterranean Sea to Europe started their journey in Libya.

Seven years ago, Western politicians and the media cheered on the militants and celebrated their victory over the “dictator”. This enthusiasm has long since vanished. Reality has confounded all those optimistic predictions and naive hopes. They lack the will or the power to sort out the chaos.

Nevertheless, the same countries that intervened in the internal conflict in Libya under the pretext of “fighting against dictatorship and for democracy” were keen to unleash a similar situation in Syria. The government, army and people of Syria, with their allies, have been able to resist that policy and prevent the breakup of their country and its transformation into another Libya.

بيان حركة الخلاص الوطنى التشادية بشأن أحداث الجنوب الليبى

#بيااااااااان_هام


بسم ألله الرحمن الرحيم

"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "

(صدق الله العظيم).


رسالة خاصة إلى  الشعب الليبي الشقيق والي كل متابع الأحداث الجارية في الجنوب الليبي.

حركة خلاص الوطني M.R.N تطالب بتشكيل لجنة دولية لتقصي والتحقيق فى اتهامات زائفة  لبعض وسائل الإعلام التابعة للقبائل الليبية المتصارعة في الجنوب الليبي

هناك "اتهامات زائفة خطيرة جدا " بوصف معمم لتدخل  المعارضة التشادية في الصراع الليبي الليبي.


حركة الخلاص الوطني M.R.N تدين واستنكر بشدة أي تدخل في الشؤن دول الجوار عامة و دولة ليبيا خاصة ، وأنَّ من مصلحة الشعب التشادي أن تظل دولة ليبيا آمنة مستقرّة موحدة ومزدهرة.

والشعب الليبي يعتبر أقرب شعوب المنطقة لشعب التشادي وتربطهم علاقات دم وجيرة وتاريخ مشترك ومصالح استراتيجية. كما تأكّد حركة M.R.N للمواطن الليبي الشقيق أننا لسنا طرفاً فيما يجري في ليبيا لا من بعيد ولا من قريب ، ولسنا ضدّ أحدٍ في الصراع الدائر بين الشرق والغرب، وما يجري يؤسفنا جدا.

ونأكد للرأي العام ان بندقيتنا لن ترفع إلاَّ في وجه عدوّنا وهو النظام التشادي الدكتاتوري ، ولن ننساق يومآ إلى أي نشاط داخل الأراضي الليبية كما تفعله عصابات الاجرام والحرابة المتحالفة مع مخابرات  نظام إدريس ديبي الهمجي في انجمينا.

ولن نسمح لأي جهة أو جماعة تحاول تقوم بأي نشاط من داخل تشاد يضر بمقدرات الشعب الليبي الشقيق.

أهدافنا المنشودة هي تحرير تشاد من نظام ادريس دبي الدكتاتوري، وهو هدف جامعٌ لكل شرفاء الشعب التشادي.


حركة خلاص الوطني M.R.N تأكد وتكرر أنَّ مثل هذه الاتهامات المعممة بإسم (المعارضة التشادية) عمل مرفوض  ويعتبر إشاعة لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أيّ دليل، وإنما هي إشاعة سياسية محضة لا تنطلي على أحد، وقد فضحت زيفها لكل متابع.

لتذكير! منذ تأسست حركة الخلاص الوطني [2013] لن تدخل في أيّ شأن داخلي من دول الجوار، وهذا هو مبدؤها الذي لا تحيد عنه، فالأمن القومي لأي دولة مجاورة هو خط أحمر! وستظل بوصلة كفاحنا وجهودنا مصوّبة ضد نظام إدريس دبي الدكتاتوري.

أن مثل هذه الاتهامات الباطلة التي تنقلها الصفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الليبية تضر وبشكل مباشر بسمعة الإنسان التشادي العامل البسيط داخل الأراضي الليبية. 


وتأكد حركة الخلاص الوطني إنَّ سيل الاتهامات والفبركات التي توجّه باسم (المعارضة التشادية) في منصات التواصل الاجتماعي يدعو إلى الشك والريبة بشأن دوافعها وأهدافها ومصلحتها، وما نفته الحركة في هذا البيان هو غيض من فيض، وقليل من اتّهامات كثيرة، ننفيها بالمطلق.


كما ذكرنا آنفا هناك عصابات اجرامية تنتحن إسم (المعارضة التشادية) تقتل وتخطف الأبرياء و تمارس الهجرة الغير شرعية بتعاون مع بعض المليشيات الليبية المتصارعة في الجنوب الليبي . هؤلاء المأجورين المرتزقة ليس لهم أي علاقة  ب (المعارضة التشادية) وسلوكهم الداعشي لا علاقة له بالإنسان التشادي المسكين المسالم الذي يأتي هاربا من ويلات نظام إدريس ديبي الدكتاتوري في تشاد الي الدولة الليبية باحث عن فرصة عمل كي يأمن لأسرته الخبز.


تطالب "حركة الخلاص" وسائل الإعلام الليبية إلى تحرّي والدقة والموضوعية والتحلّي بالمصداقية وتسمي الأمور بمسمياتها وعدم تضليل الرّأي العام، وتشويه صورة الانسان التشادي المقيم او العامل في دولة ليبيا.

كما تدعو حركة خلاص الوطني الأمم المتحدة العاملة في ليبيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي لتشكيل لجنة تقصي الحقائق  في هذه الاتهامات الخطيرة.

وشكرا جزيلا. 


الناطق الرسمي/ باسولي داوود

حرر في #دها_تشاد

2018/10/18

                الموافق/2018 /10/18

قضية خاشقجى ..

قضية خاشقجي.. قراءات مختلفة وتداعيات أخطر من الخطورة..


مقال منقول…
بعيدا عن عدوى لغة الاصطفاف التي أصابت النخبة الليبية هذه الأيام.. فإنني أعتقد أن ما يجري منذ ما يقارب أسبوعين، في علاقة بما يسمى بأزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ينبئ بأن الأمور آخذة في التفاعل والذهاب إلى تطورات بعيدة تتجاوز الجانب الجنائي التقليدي..الحادثة التي تحولت إلى قضية إعلامية وسياسية ثنائية فإقليمية، ثم عالمية، أصبحت ككرة النار المتدحرجة التي قد تمتد ألسنتها وتطول كافة البلدان الخليجية الهشة استراتيجيا وجيوسياسيا.

المشكلة أمر في غاية الإحراج لمؤسسة الحكم في السعودية، وكذلك لتركيا، لكن أطرافا كثيرة تسعى لاستثمارها كلّ وفق مصالحه وأطماعه ومخاوفه.. فالنزاع الإقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط كلّه، كان ينتظر مثل هذه الحكاية كي يزداد استعارا وشدة.. وكل محور كان ينتظر لخصمه كبوة أو هفوة أو حتى عثرة..

الأمر مرشح لتطورات دراماتيكية بدأت ملامحها تظهر خلال هذه الساعات.. ولا أعتقد أن الأزمة سوف تمر دون أن يستثمرها ترامب أو بقية حكومات الغرب الذين يعرفون الحقيقة تماما ويدركون أن حليفهم السعودي قد ارتكب حماقة العمر التي ستضعه تحت طائلة الابتزاز لأعوام عديدة قادمة، على الرغم من محاولات الإفلات الساذجة التي قامت بها مؤسسات إعلامية محسوبة على الرياض، فلم تزد المشهد إلا بؤسا ورذالة..

مأساة العرب هو ما هُم عليه من غطرسة ومكابرة ومعاندة.. فبغبائهم وسذاجتهم يقدمون على أوضع الأعمال وأشدها حقارة، ثم لا يلبثوا أن يصطدموا بالجدار.. ولا تسأل حينها عمّا يستدعيه هؤلاء العرب من تبريرات ونعرات اصطفافات ومحاور لا علاقة لها بملف جنائي يفترض أن يعالج بمنطق الإدانة أو البراءة وسلاح فيه إلا للأدلة والقرائن التي تحفظ حق المتهم والضحية، فلا يزدادون إلا صَغارا وانكشافا في نظر شعوبهم المغلوبة على أمرها أو الغارقة في الإيهام والدعاية السخيفة ..

المضحك المبكي هنا هو أننا كليبيين انقسمنا حول القضية كالعادة، واستدعينا الاصطفافات كأشدّ ما يكون.. كالعادة ابتعدنا عن الموضوعية والحياد.. وكعادتنا كنا مستهلكين للصوت والصورة والتحاليل التي ينتجها غيرنا..

ما هي مصلحتنا في توريط السعودية على سبيل المثال؟ وما الذي سوف نكسبه لو نجح الأتراك في إثبات إدانة السعوديين؟ وما الذي سوف يتحقق للقضية الليبية لو عُوقب السعوديون أو تاجر الأتراك أو ضغط ترامب على السعودية أو ابتزها حلفاؤه؟

القضية قضية رأي عام عالمي.. وبصرف النظر عن الموقف من خاشقجي أو أهميته أو اصطفافه أو نهجه الفكري وعلاقته مع نظام الحكم في بلده، فإننا قد جرّبنا الظلم وذقنا الإجرام بما يجعلنا كبشر وكمسلمين ضد مسألة القتل أكان بين الأشخاص أو بين الدول، أو بين الدول ورعاياها، هذا إذا لم نجد الجرأة للاعتراض على تصفية صحفي بسبب آرائه أو معارضته لنهج الحكم في بلده..

نحن نحمل هموم قضية وطنية ونناضل منذ أعوام ضد الظلم والإجرام والبطش والغطرسة.. فحري بنا أن ننسجم مع قناعاتنا، ومبادئنا ولا ننخرط في موجة النفاق والتزلف المذموم في الخلق والعرف والدين.
في الختام، فإن هذه القضية المثيرة أو كما سمّاها البعض "لعنة خاشقجي" سوف يكون لها من التداعيات ما لا يخطر على بال.. وسترغم التطورات دول الخليج على إعادة النظر في كثير من الأمور والقضايا، بل قد تُغيِّرُ موقفهم حتى من الثوابت والبديهيات.. 

الفوضى الخلاقة...


ما هي الفوضى الخلاقة
---------------------------
يعتبر مصطلح الفوضى الخلاقة مصطلح سياسي – عقدي يقصد به تكون حالة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث، تقوم بها أشخاص معينة دون الكشف عن هويتهم، و ذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم، أو تكون حالة إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفة من أجل مساعدة الآخرين في الاعتماد على أنفسهم، فالفوضى الخلاقة هي فوضى تؤدي إلى نتيجة إيجابية.

متى ظهر مصطلح الفوضى الخلاقة
---------------------------
ربما يعتقد الكثيرون أن مصطلح الفوضى الخلاقة مصطلح جديد ظهر بعد التفرد الأمريكي بزعامة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، و الواقع أن المصطلح ظهر لأول مرة عام 1902م على يد مؤرخ أمريكي يدعى تاير ماهان، و قد توسع الأمريكي مايكل ليدين فأسماها «الفوضى البناءة» أو «التدمير البناء»، وذلك بعد أحداث سبتمبر بعامين في 2003، و هذا يعني الهدم، و من ثم البناء، و يعني هذا إشاعة الفوضى، و تدمير كل ما هو قائم، و من ثم إعادة البناء حسب المخطط الذي يخدم مصالح القوى المتنفذة، و قد يكون أكثر المفكرين الذين تحدثوا عن هذا الأمر هو اليميني الأمريكي صامويل هانتنقتون صاحب نظرية “صراع الحضارات”، حيث بنى نظريته على أساس أن الصراع العالمي القادم سيكون حضاريا، مع التركيز على معاداة الحضارة الإسلامية، التي يرى أنها لا يمكن بحال أن تنسجم مع الحضارات الأخرى، و بخاصة الحضارة الغربية، و قد تلقفت مراكز البحوث و الدراسات نظرية الفوضى الخلاقة، و أشبعتها بحثا ودرسا، والنظرية تعني باختصار أنه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل و إراقة الدماء، و إشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنه يصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع.

السياسة الأمريكية من منظور نظرية الفوضى الخلاقة
________________________________________
مع نهاية القرن العشرين احتلت الولايات المتحدة مركزا مرموقا في النظام الدولي، لم يسبق أن احتلته أي من الإمبراطوريات عبر التاريخ، فبعد انتهاء الحرب الباردة أضحت الولايات المتحدة تتقدم على كل القوى الدولية الأخرى في المجالات الاقتصادية، والعسكرية والتكنولوجية، والثقافية.

كما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، قد تبنت مفهوم “الفوضى الخلاقة”، وأوضحت لصحيفة “واشنطن بوست” عام 2005 كيفية انتقال الدول العربية و الإسلامية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، معلنة أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، في سبيل إشاعة الديمقراطية، “الفوضى الخلاقة” نظرية ترى أن وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف و الرعب و الدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة.

بدأت العملية في عام 2011 وحقق المخطط نجاحا باهرا لاسيما في ليبيا والعراق واليمن، لكنه واجه مقاومة عنيفة في سوريا، واصطدم بتحالف شكلت روسيا أهم أعمدته.

مراحل تنفيذ الفوضى الخلاقة في السياسة الأمريكية
_______________________________________

يشبه البعض الفوضى بكرة الثلج التي يصنعها طفل صغير، قد تكون نتائجها كارثة من كوارث الطبيعة التي لا يمكن إيقافها، ومن هنا فإن أي تغير طفيف يلحق بنظام سياسي مفتوح ومعقد قد يتحول إلى اضطراب هائل يغير ملامح ذلك النظام، لكن أمريكا لن توقف كرة الثلج و لن تخفف من هول الاضطراب حتى وإن كانت قادرة على ذلك، طالما أن النتائج ستكون حميدة في النهاية.

وللتحكم بتلك النتائج تخضع عملية تنفيذ الفوضى الخلاقة لأربع مراحل متتابعة:

الأولى: تستهدف خلخلة حالة الجمود و التصلب غير المرغوب في النظام المستهدف.

الثانية: تسعى الوصول إلى حالة من الحراك و الفوضى المربكة و المقلقة لذلك النظام.

الثالثة: تهتم بتوجيه تلك الفوضى و إدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه.

المرحلة الأخيرة: تشمل استخدام المدخلات التي أحدثت الفوضى لإخمادها، و تثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي، إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية، والأساطيل الأمريكية في المنطقة، و هي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى، وعبر وسائل متعددة تعمد امريكا لتحقيق تلك الرؤية وتحريك الفوضى الخلاقة بشكل عملي على الساحة الشرق أوسطية.

لعبة الابتزاز...

مقال منقول...

 لعبة الإبتزاز والأستنزاف

* ترامب يشن حملة بعنوان ( أدفعوا ثمن الحماية ) ، بينما العميل خاشقجي ينزل بتركيا وتقوده خطيبته التركية خديجة للقنصلية ليختفي هناك ، وفي تركيا فجأة بعد اللهجة الشديدة يقوم شهود الإثبات في قضية القس الأمريكي برانسون بالتراجع عن اقوالهم وتغيير إفاداتهم ، ليتم الإفراج عنه رغم إتهامه بالتجسس ودعم منظمات تعتبرها تركيا إرهابية ، مثل جماغة غولن وحزب العمال الكردستاني ، كذلك متهم بالمشاركة في المحاولة الأنقلابية على اردوغان في 2016 .. ( تزامن مثير) !!

* أردوغان البرغماتي لم يفوت الفرصة ، ورغم أن بلاده تتصدر قائمة الإنتهاكات وسجن الصحفيين بالعالم ، لكنه رفع الصوت بالبكاء على خاشقجي لمغازلة أمريكا لعلها تخفف العقوبات الأقتصادية ، ومداعبة قطر المستفيدة من توريط السعودية والتي دعمت الليرة التركية بمليارات الدولارات ، والأهم هو القفز لكسب نقاط في ظل المنافسة التركية السعودية على قيادة الدول الإسلامية السنية ..

* صحف الدولة الأمريكية العميقة أيضا في إطار حربها مع ترامب ، أستغلت الفرصة لإحراجه ، فقامت واشنطن بوست بنشر تفاصيل الإغتيال والإشارة للتسجيلات التي تملكها تركيا حول الحادثة .. والنيويورك تايمز نشرت أيضا أحداث الأغتيال وفقا لمصادرها ، حيث كانت بأوامر بن سلمان ونفذها 15 عميل سعودي وصلوا يوم الحادثة وقاموا بقتله وتقطيع أوصاله بمنشار للعظام .. فأشتعل الرأي العام !! .

* من جانب أخر ، بينما السعودية تعد لإقامة المؤتمر الاستثماري المعروف باسم "دافوس في الصحراء" والذي يبدأ 23 أكتوبر ، وتعول عليه كثيرا لجذب المسثتمرين ، وتلميع صورة بن سلمان دوليا ..

لتأتي الضربة بإعلانات الإنسحاب الكبيرة من المؤتمر منها شبكتا بلومبرغ و سي إن بي سي ، وصحف نيويورك تايمز و إيكونومست و فايننشال تايمز وشبكة سي إن إن ، وعدد من الشركات منها أوبر وفياكوم و إيه أو إل ، والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون علق عمل مجموعته فيرجن غروب مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي المقررة بعقد مليار دولار .

كذلك عدد من المسثتمرين أعلنوا الانسحاب من مشروع مدينة نيوم الاقتصادية التي تبلغ كلفتها 500 مليار دولار .

* قناة العربية تتلعثم في الرد وأستحضرت مفردات التأمر والكذب وشهود الزور والحملة الإعلامية ، وكأنها تناست قيامها بذات الدور سابقا ضد ليبيا وسوريا واليمن والعراق وإيران .. وربما فهمت أخيرا قول العقيد ( كلكم جايكم الدور ) .. إليس العقاب من جنس العمل ؟؟ .

* ترامب بذات وقاحته المعهودة ، لمح لعقوبات قاسية إذا ثبت تورط النظام السعودي في الأغتيال ، لكن تلك العقوبات لن تكون على حساب صفقات الاسلحة التي فاقت 110 مليار دولار .. وبريطانيا تلمح لإعداد قائمة عقوبات على شخصيات في النظام السعودي .. والعين على الخزينة السعودية !!

* نعلم أنه الإبتزاز الأمريكي المعتاد الذي تستخدمه لوبيات النهب الدولي ، وللأسف السعودية بغباء شديد أحرقت كل قوارب النجاة ، فخسرت دول الجوار والمنطقة العربية وتأمرت على إيران وخسرت روسيا ، وربطت حياتها باللاعب الأمريكي والأوربي والتركي الذين بدأوا لعبة الأستزاف للخزائن قبل الإطاحة بإبن سلمان .. وربما آل سعود كلهم في مهب الريح .

* شبح الخوف السعودي من تفعيل القانون الأمريكي الذي أصدر في 2016 حول الإرهاب ، مما قد يجعلها تخسر كل الأرصدة السعودية في أمريكا والمقدرة بنصف تريليون دولار ... 

ربيع العرب افضل من ربيع اليابان ...



كتاب فوكوياما الجديد : ربيع العرب أفضل من ربيع اليابان

elbashayer_image_1412951434.jpg

مقال منقول…

في عام 1992، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتحرير أوروبا الشرقية، وتوحيد ألمانيا، ونهاية الحرب الباردة بين المعسكر الحر الرأسمالي والمعسكر الشيوعي، أصدر الأستاذ الجامعي الأميركي فرانسيس فوكوياما كتاب «نهاية التاريخ»، الذي لا يزال يثير ضجة حتى اليوم.

وقبل لأيام، أصدر فوكوياما كتابا جديدا بعنوان «النظام السياسي والتآكل السياسي».
ومن المعروف أن فوكوياما من أصل ياباني واشترك جده في الحرب ضد روسيا (1905). ثم هاجر إلى أميركا. أما والده فقد ولد في أميركا، ثم عاد إلى اليابان، وتزوج يابانية، وعادا، وأنجبا فرانسيس وآخرين. لكن فرانسيس تربى تربية أميركية، ولم يتعلم اللغة اليابانية.
وسار على خطى والديه أستاذا جامعيا (كان الأب أستاذا في علم الاجتماع في جامعة شيكاغو. وكانت إلام أيضا. وأيضا والدها، رئيس جامعة كيوتو في اليابان).

وكتب فرانسيس، في مقدمة كتاب «نهاية التاريخ»، أن تطور عائلته من التراث الإمبراطوري القديم في اليابان إلى الحرية الأميركية يمكن أن يكون أثر على الرأي الذي كتبه في الكتاب. وهو، باختصار: بعد أن جرب الإنسان كل أنواع الحكم (بدائي، وقبلي، وفوضوي، وإمبراطوري، وملكي، وعسكري، ونازي، وفاشستي، وشيوعي)، ها هو يصل إلى آخر، وأفضل، أنواع الحكم: الديمقراطية».

لكن، واجه الكتاب، كما هو معروف، نقدا كثيرا:

أولا: من الذين لا يؤمنون بالديمقراطية الغربية، أو يركزون على مساوئها (منهم مثقفون صينيون، وأفارقة، وعرب).

ثانيا: من الذين يحسدون فوكوياما على شهرته بسبب رأيه (كتب بعضهم عن خلفيته اليابانية بلهجة استهجانية).

ثالثا: من الذين لم ينتقدوا الديمقراطية الليبرالية، ولكن انتقدوا هجوم فوكوياما على نظرية «بوست موديرنيزم» (ما بعد الحداثة).

وكان فوكوياما قد كتب أن هذه النظرية تركز على تخيلات وطموحات استثنائية. وليست لها أهمية تاريخية كبيرة، لأنها لم تبدأ إلا خلال الخمسين عاما الأخيرة، ولأنها نظرية نخبة قليلة العدد، ولكونها تركز فقط على الفنون والمعمار، بعكس الحداثة، التي هي تطور تاريخي مشروع ومفيد في مجالات التاريخ، والاقتصاد، والعلوم، والثقافات.

* السياسة والديمقراطية
في الكتاب الجديد، تناول فوكوياما التنمية السياسية باعتبارها «رفيقة للتنمية الاقتصادية، وبداية الديمقراطية، وتاريخ إيطاليا الفاشستية» دولة القانون لكن «دون ديمقراطية»، والصين (باعتبارها دولة قانون. لكن، أي قانون؟)، ثم انتشار الديمقراطية، وأسباب ذلك. وخصص فصلا للربيع العربي بعنوان «من 1848 إلى ربيع العرب»، وكتب فيه: «مثل مظاهرات أوكرانيا قبلها، كانت مظاهرات تونس ومصر تريد حكومات حرة، وحكاما يمثلون الشعب.. كان ربيع العرب مثالا جيدا لمجرى هذا الكتاب. دليل على أن التطور الاقتصادي لا بد أن يقود إلى مزيد من الوعي، ومزيد من التطور السياسي. وكان في منطقة في العالم قال كثير من الناس إنه لا أمل فيها.. ربيع العرب كان أحسن مثال من «ربيع اليابان»، عندما تحققت الحرية والديمقراطية بالقوة (انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، وفرض الأميركيون الديمقراطية عليها، بعد قرون من حكم الأباطرة).. في كل حالات ربيع العرب، كان الحكام يضطهدون شعوبهم: حسنى مبارك في مصر، وزين العابدين بن على في تونس، ومعمر القذافي في ليبيا.

في بداية الربيع العربي، اعتقد بعض الناس أنها بداية الموجة الرابعة. وقالوا إنها تشبه «ربيع أوروبا» الذي بدا عام 1848 بعد الثورة الفرنسية، (ثورات: ألمانيا، النمسا، المجر، إلخ).

وأضاف: «لكن، بعدما ظهرت (نتائج مؤسفة) لربيع العرب.. فقال كثير من الغربيين إن ربيع العرب ما كان يجب أن يكون. قال ذلك أميركيون وإسرائيليون، لأن ما قبل ربيع العرب كان أفضل لهم. وقال آخرون إن ربيع العرب جلب أنظمة إسلامية تزيد المشكلات. وأنا أقول إن الذين يتحدثون عن المشكلات وعدم الاستقرار ينسون أن «ربيع أوروبا» كان، أيضا، طويلا، ومعقدا، وفوضويا أحيانا». ثم يختتم بالقول: «لابد من وقت طويل، وفوضوي أحيانا، حتى يعرف الناس (العرب) أهمية الانتخابات الحرة، وأهمية احترام رأي الأغلبية، وأهمية حماية الأقليات.. إسقاط الحكام الديكتاتوريين كان سهلا. لكن، أهم من ذلك، زرع ورعاية بيئة ثقافية تحترم الحرية».

* لا حتمية ماركس
ويعتبر فوكوياما «ربيع العرب» دليلا على نظريته التي بدأها في الكتاب السابق: «نهاية التاريخ»، وهي أن الإنسان (الإنسان العربي هنا) يسير حسب حتمية تاريخية. ليست الحتمية الماركسية (الثورة الصناعية، ثم الرأسمالية، ثم حكم البرجوازية واضطهاد البروليتاريا، ثم ثورة البروليتاريا، ثم الاشتراكية، ثم الشيوعية، ثم زوال الدولة). ولكن الحتمية البشرية التاريخية. نظرية قدرية، تعتمد على فطرة الإنسان في الحرية، والعدل، والكرامة.

وفي هذا الكتاب، لا يغير فوكوياما رأيه. لكنه يركز على أن الديمقراطية فيها محاسن ومساوئ. وأنها تحتاج إلى نظام مستقر يدعمها، وإلا ستتآكل (لم يقل ستنهار).
وقد يريد فوكوياما أن يقول إن الذين لا يريدون الديمقراطية، أي ناقدو ومعارضو الربيع العربي، يجب أن يفهموا، من الآن، وحتى قبل أن تتأسس الديمقراطية في بلادهم أنها ستكون ديمقراطية مشكلات وتعقيدات. ويمكن أن تتآكل (مثل تآكل ديمقراطيات غربية عريقة). لكنها لن تنهار. كيف تنهار وهي «نهاية التاريخ»؟

* الحداثة وما بعدها
في هذا الكتاب، يكرر فوكوياما نقده لنظرية ما بعد الحداثة. ويقول إنها نظرية نخبوية، وجديدة، وأدبية، لا نظرية تطور سياسي واقتصادي. ونظرية التطور الحقيقية هي ما أثر، ويؤثر، على القضايا الهامة التي تؤثر على حياة الشعوب: الحكم، والتطور، والحرب، والسلام.

ولهذا، كتب في تفصيل عن النمو الهائل في القدرات الصناعية والثروات في العالم خلال المائتي سنة الماضية، سواء نحو الأفضل أو الأسوأ، كما تحدث عن الفجوة المرعبة بين أفضل المجتمعات (مثل: الدنمارك)، وأسوا المجتمعات (مثل: جمهورية الكونغو الديمقراطية). ليس تقليلا من قيمة أي شعب، ولكن، اعتمادا على رأي كل شعب في حياته التي يحياها: سعادته، وأمنه، واستقراره، وتطوره، وتفاؤله.

وعودة إلى الحتمية التاريخية، كتب فوكوياما أن أهم شيء هو التسلسل التاريخي، وذلك لأن الديمقراطية لا تتحقق أولا. لابد، أولا، من «دولة قوية». وذلك لأن الشعب الذي يحقق الديمقراطية في دولة غير قوية، وغير مستقرة، سوف يفشل في هذه الناحية. وأشار إلى منطقتين في العالم:

أولا: أفريقيا، حيث لا يوجد تراث طويل لحكم قوي ومستقر، وذلك بسبب حكم القبائل والعائلات (تراث الأحراش).
ثانيا: الشرق الأوسط، حيث يوجد تراث حكم قوي، لكنه اندثر. ولا تزال في التراث بقايا حكم قبائل وعائلات.

* ما هو الحل؟
يستدرك فوكوياما في استنتاجاته، ويقول: «تفسير ما حدث، وما نحن فيه، ليس وصفة لحل مشكلاتنا». فمن السهل جدا على الشعوب الديمقراطية الغربية أن تقول ذلك لشعوب العالم الثالث غير الديمقراطي. ان تقول لهم: «لابد من حكومة قوية ومستقرة قبل الديمقراطية. لا بد من انتظار التسلسل التاريخي.. وذلك لأن الحياة في دولة قوية دون ديمقراطية حياة بائسة. وهذا هو سبب اندلاع ربيع العرب في المقام الأول... إذن نريد أن نعيش في عصر نعرف فيه أن الديمقراطية هي الأفضل، لكن نقول إنها لن تنجح، نحن لا شك نعيش في عصر فوضوي فظيع».

ويرى فوكوياما أن كل شعب غير حر مثل طفل صغير يريد والداه أن يعلماه السباحة. لن يكون هذا سهلا عليه. وقد يفزع، أو يضطرب، أو يرفض (أو يكاد يغرق). لكنه، في النهاية، سيقدر على أن يسبح. وقدم مثالين:

أولا: الهند. قال إنها، بسبب تاريخها الاستعماري، فيها ديمقراطية، رغم مشكلات البيروقراطية، وضعف الحكومة المركزية. وها هي، بعد 50 سنة من الاستقلال، تريد أن تنافس الصين في إغراء الاستثمارات العالمية.

ثانيا: الصين. قال إنها، رغم نجاح هذه الاستثمارات العالمية، ومنافستها للولايات المتحدة كأقوى دولة اقتصاديا في العالم، ورغم تراث حكومات قوية، لكنها دولة استبدادية وديكتاتورية. وإذا لم تسارع و«تتعلم السباحة، قفزا أو رميا»، ستكون دولة «لا تعرف السباحة».

* ما هي الحضارة؟
خلال شرحه لنظريته، يتعرض فوكوياما إلى تعابير يتداولها الناس، ولكنهم لا يتفقون حولها. مثلا:
ليست الحضارة بديلا عن الثراء أو القوة. الحضارة هي خليط من ثراء، وقوة، وديمقراطية. يعنى هذا أن الدول الحديثة والثرية، لكن دون ديمقراطية تتمتع بحضارة. لكنها أقل حضارة من الدول التي فيها ديمقراطية.

وفي الجانب الآخر، لا بد أن يسبق الأمن الدولة المتحضرة. وذلك لأن الأمن (الدولة القوية) هو أساس الثراء، والقوانين، والأفكار. يعنى هذا صعوبة، أو استحالة، وجود الديمقراطية في غياب الأفكار (الديمقراطية نفسها فكرة من الأفكار).

ويجادل فوكوياما بأن الرأسمالية، هي واحدة من الأفكار، لكنها فكرة اقتصادية، تساعد على نشر الحرية، وذلك لأن الشركات والبنوك تريد الشخص المؤهل، والمنظم، والطموح. لا تستغله بالضرورة، لكنها تقوي ثقته بنفسه، وتجعله يحس بقيمته. يعني هذا أن الشخص الفخور بنفسه في مكتبه داخل شركته، لا بد أن يريد أن يكون كذلك خارج مكتبه أيضا. ولا بد أن يريد أن يكون ذا شخصية استقلالية.

ويجادل فوكوياما كآلاتي:
أولا: دولة قوية وثرية دون ديمقراطية هي ديكتاتورية.
ثانيا: دولة ديمقراطية دون أمن هي ديمقراطية قصيرة المدى.
ثالثا: دولة ثرية وقوية وديمقراطية يمكن أن تواجه مشكلة «التآكل».

* التآكل السياسي
بعد الحديث عن النظام السياسي، يتحدث فوكوياما عن التآكل السياسي (اسم الكتاب). وهو هنا يركز على الدول الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة. فيتحدث عن مشكلات الديمقراطية، ويكرر «لأن الديمقراطية هي «نهاية التاريخ»، فإنها لن تنهار، لكنها تتآكل، أو يمكن أن تتآكل.

وكتب: «تعاني الديمقراطية الأميركية من تراخ وتآكل. ليس لسبب غير غياب الصدمة التي تفيق الشعوب عندما تتعود على السلام والاستقرار».
وذلك لأنه، في غياب الصدمات، يمكن أن يتعثر النظام السياسي (الثري والحر والقوي). وهذا، كما يقول، هو ما يحدث للولايات المتحدة في الوقت الحاضر. بعد سلام طويل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، جنح المجتمع الأميركي مرة أخرى نحو حالة من السلبية. صار مجتمعا (من الصعب حكمه). كيف ذلك؟

كثرت القضايا القانونية في أشياء صغيرة (مثل أن تحرق قهوة شخصا)، وكثر فساد السياسيين (وتأثير الشركات والبنوك عليهم). وزادت عدم الثقة في المؤسسات الحكومية (مثل رأي الأميركيين في الكونغرس). وسيطرت النخب (واللوبيات) على السياسة والاقتصاد، وحتى الثقافة. وزادت الأنانية والفردية (أيضا بسبب التكنولوجيا الحديثة).
لكن، ما هي الصدمة التي يحتاج لها الأميركيون حتى يفيقوا من غفوتهم؟ حرب مع الصين؟ لا يدعو فوكوياما إلى حرب حقيقية. لكنه يقول إن زيادة تفوق الصين الاقتصادي (وتوقع زيادة قوتها العسكرية) ربما ستجعل الأميركيين يفيقون من غفوتهم.

ولأنه يختم كتابه بموضوع «ربيع العرب»، يقول إن واحدة من الحتميات التاريخية ليست فقط الديمقراطية (نهاية التاريخ)، ولكن، أيضا، مشكلات نهاية التاريخ. يقصد أنه إذا كانت الديمقراطية الأميركية، بعد كل هذه السنوات، تواجه مشكلات، ما بال الديمقراطية التي حتى لم تتحقق في الدول العربية؟

مشكلة التبو فى ظل وجود وغياب الدولة فى المثلث االنيجر وليبيا وتشاد؟

43364701_2243822839195310_3241057543618822144_n.jpg


مشكلة التبو فى ظل وجود وغياب الدولة ما بين مثلت النيجر وتشاد وليبيا؟
دراسة للكاتب بجيروم توبيانا وكلاوديو غراميز...

الحلقة رقم -2
النتائج الرئيسية لورقة البحث::

•منذ استقلال تشاد في عام 1960 ، تعرض شمال الدولة لحالات تمرد متعاقبة. وقد

خضعت تيبستي لما يزيد على عشرين عاما لسيطرة بسيطة للدولة وما يقارب

من خمسة وثلاثين عاما لسيطرة مختلف فصائل المعارضة المسلحة. وساد

الاستقرار والأمن النسبي البلد منذ أن ألقى آخر من تبقى من متمردي الحركة من

أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد سلاحهم في عام 2011 ، بالرغم من ظهور

بعض أشكال المعارضة للدولة مجددا في الفترة الأخيرة. وقد ظهرت هذه المعارضة

ردا على حمى الذهب في المنطقة والصراعات العنيفة بين المنقبين والمجتمعات

المحلية خلال الفترة ما بين عامي 2014 و 2015 وإدارة )سوء إدارة( الدولة

للتوترات ذات العلاقة.

•منذ عام 2012 وما بعد ذلك، تسبب اكتشاف الذهب بتدفق هائل للمنقبين إلى

المنطقة، الأمر الذي أشعل فتيل الصراعات بين التيدا والمنقبين. ونظرا لانتماء

المنقبين بشكل رئيسي إلى المجموعة العرقية التي ينحدر منها الرئيس إدريس ديبي

)البيري أو الزغاوة(، فإن هذه التوترات زادت العداوة المحلية للسلطات التشادية.

10 مسح الأسلحة الصغيرة مشروع التقييم الأساسي للأمن البشري ورقة العمل 43

وقامت ميليشيات الدفاع عن النفس من التيدا التي تشكلت لحماية المنطقة من تدفق

المنقبين بتحويل نفسها بشكل بطيء إلى قوة مستقلة بذاتها رافضة للدولة المركزية.

•بالرغم من عدم النظر إلى الحكومة التشادية بعين الرضا دائما، تبدو الغالبية

العظمى من سكان تيبستي غير راغبة كثيرا بوقوع تمرد جديد. وحتى تواجد

جماعات المعارضة المسلحة التشادية في جنوب ليبيا المجاورة لم يجعل التمرد

أكثر جاذبية.

•بالرغم من محاولتها عدة مرات منذ عام 2011 ، فإن الدولة التشادية تبدو غير قادرة

على فرض سلطتها بالكامل على تيبستي. ويعزى هذا الأمر إلى عزلة المنطقة،

والتردد الدائم للسكان المحليين في تقبل ما يعتبرونه سلطة خارجية، وعدم استقرار

تلك السلطة، والتجربة السيئة لبرنامج التنمية الذي تم إطلاقه في عام 2012 ، والذي

بدأ بالانهيار في أوساط عام 2014 .

•من الناحية التاريخية، فإن الزعماء التقليديين كانوا المصدر الرئيسي

للاستقرار والأمن في تيبستي. غير أن التهجير والانقسامات التي عانت

منها جماعة التيدا تسبب بإضعاف نفوذهم وتأثيرهم بشكل كبير. وتفاقم

هذا الوضع بشكل أكبر مع تزايد عدد الزعماء على يد الحكومة بعد انتهاء

التمرد. وإضعاف السلطة التقليدية يوضح سبب تنامي معارضة التيدا في

تشاد وليبيا لسلطة الدردي )الرئيس الحاكم الذي لعب تاريخيا دور الحكم في

النزاعات والحامي للقانون العرفي(.

•على كلا جانبي الحدود الليبية – التشادية )إضافة إلى النيجر(، يملك التيدا هويات

متعددة ومتغيرة. فمن يعيشون في ليبيا، و الذين عانوا من التهميش في ظل حكم

القذافي الذي استغل مطالبتهم بالحصول على الجنسية الليبية، لعبوا دورا هاما

في ثورة عام 2011 في ليبيا. ومن حينها، فإن القوى في شمال ليبيا، والجماعات

العربية وجماعات الطوارق المنافسة في جنوب ليبيا تنظر إلى مطالبتهم بالحصول

على المواطنة الليبية الكاملة بنوع من العدائية.

•تُظهر ميليشيات التيدا في جنوب ليبيا أحيانا علامات على الوحدة عند مواجهة

عدو مشترك. ولكنها تعمل في ظل قيادات منفصلة وتعاني من انقسامات داخلية

ومعظمها عبارة عن جماعات مسلحة مستقلة مستعدة للتحالف مع غيرها من القوى

بصورة انتهازية.

•من منظور إقليمي، فإن استمرار الوفاق التشادي- السوداني منذ عام 2011 قد

مكّن الدولتين من التركيز على المخاطر الأخرى التي تتهدد حدودها، وخصوصا

تلك التي أفرزتها حقبة ليبيا ما بعد القذافي. فتشاد والسودان يدعمان أطرافا

توبيانا وغراميزي مشكلة التبو 11

متعارضة في الصراع الليبي؛ حيث يسعى السودان بشكل رئيسي إلى إقامة نظام

صديق في ليبيا، في حين ترى تشاد أنه من الضروري منع حركات المعارضة

المسلحة أو الجماعات الجهادية من استغلال الفوضى في ليبيا من أجل اختراق

مناطقها الشمالية. وفي هذه الأثناء، فقد قامت جماعات المعارضة المسلحة من كلا

البلدين بترسيخ جذورها في التراب الليبي، متأملة في الحصول على دعم القوات

الليبية المعادية لحكوماتها.

•قامت جماعات المعارضة المسلحة من تشاد ودارفور وميليشيات "الجنجويد"

السودانية بشكل منتظم بعبور الحدود في المنطقة. وقد شوهدت هذه الجماعات

في ليبيا تحديدا منذ عام 2011 . وقام العديد منها بالتنقيب عن الذهب في الصحراء،

وبعضها يقدم خدماته كمرتزقة وخصوصا في ليبيا، في حين يشارك آخرون في

التهريب وقطع الطرق. وتعتبر الإخفاقات المتكررة لاتفاقيات السلام وعمليات إعادة

دمج المتمردين وقلة الفرص الاقتصادية وغياب البدائل السياسية في تشاد وعدم

الاستقرار في ليبيا واستمرار العنف في دارفور العوامل الرئيسية من بين العديد من

العوامل المؤدية إلى تدويل الفصائل المسلحة في المنطقة واستقلالها المتنامي.

•خلال الفترة ما بين عامي 2011 و 2013 ، عبرت تدفقات الأسلحة غير الشرعية من

الترسانة الليبية المنهوبة شمال تشاد. ويبدو أن هذه التدفقات قد نضبت، غير أن

تدفقات الأسلحة الفردية لا تزال مستمرة وتغذي السوق المحلي في شمال تشاد.

ويظل الطلب مرتفعا نسبيا وقد تزايد نتيجة لحمى الذهب في تيبستي. وساهمت

سهولة الوصول إلى الأسلحة الليبية في تسليح جماعة التيدا التشادية.

ومن الضروري تسليط مزيد من الضوء على مناطق التيدا الشاسعة والمناطق

الحدودية بين تشاد وليبيا. فهذه المنطقة المعقدة مهمشة جغرافيا غير أنها هامة

جدا لأمن المنطقة 1. ولكن من المهم أن لا ينحصر التركيز فقط على البعد العسكري،

كما فعلت التدخلات الغربية التي جاءت استجابة للأزمات في ليبيا وشمال مالي.

وبدلا من ذلك، ينبغي موائمة التدخلات الاجتماعية والاقتصادية مع احتياجات

المجتمعات المحلية وينبغي أن ترمي إلى دمج هذه المجتمعات في الدولة. ومن

دون القيام بذلك، فإن هناك خطرا واضحا وجليا يتمثل في ازدياد تهميش هذه

المجتمعات على الحدود في شمال تشاد وجنوب ليبيا وشمال دارفور في دولها.

وهذا الأمر بدوره قد يؤدي إلى تزايد أعداد الشباب المستعدين لتقديم خدماتهم لمن

يدفع )كرجال ميليشيات أو متمردين أو مرتزقة أو قطاع طرق( أو للمشاركة في

عمليات التهريب والإتجار عبر الحدود.

مشكلة التبو فى ظل وجود وغياب الدولة ما بين مثلت النيجر وتشاد وليبيا؟ دراسة للكاتب بجيروم توبيانا وكلاوديو غراميز

0-02-04-2817e9bd66ff193845579cf34642b3c7c72db1d55590d4eff709247352e40f95_7ffc032a.jpg

على مدار الخمسين عاما الماضية، عانت الصحراء التشادية من فترات حرب أكثر مما نعمت بفترات سلام، بما في ذلك حالات التمرد والعصيان المتكررة. وفي أقصى شمال تشاد، كان نجد تيبستي خاضعا لسيطرة حركات المعارضة المسلحة أكثر من خضوعه لسيطرة الدولة التشادية. وقد لعب سكانه، من قبيلة التيدا (أو التبو) وهم يعيشون أيضا في جنوب ليبيا وشمال شرق النيجر، دورا رئيسيا في التمردات الثلاثة التي وقعت في هذه الدول. ويكمن سر قوتهم في سيطرتهم على منطقة تيبستي الجبلية والطرق الصحراوية المحيطة بها. وآخر تمرد في ، قادته الحركة من أجل الديمقراطية 1997شمال تشاد، والذي بدأ في أواخر عام . وخلال 2011والعدالة، والتي ألقى آخر من تبقى من مقاتليها سلاحهم في عام هذه الفترة، فإن أشكالا من الحكم المحلي حلت محل الدولة المغيبة أو غير المستقرة. وحاول التمرد قصارى جهده أن يدير المناطق الخاضعة لسيطرته، وعلى نحو مشابه لما فعلته الدولة، فقد استخدم وتلاعب بالمؤسسات التقليدية. ونتيجة لذلك، فقد خرجت هذه المؤسسات من الحرب مقسمة وهشة. وكانت آثار هذا الصراع سلبية إلى حد كبير. فقد زادت من الرحيل المستمر للتيدا من شمال تشاد إلى ليبيا وساهمت أيضا في عزل معقل المعارضة المسلحة التاريخي في تيبستي عن بقية تشاد. ً، تخوض الدولة عملية صعبة للعودة إلى منطقة نائية جغرافيا2011ومنذ عام ة ثقافيا للتدخل الخارجي. وتم إطلاق برنامج تنمية مالي َمِقاوُومهمشة تاريخيا وم بهدف تمكين تيبستي من التعويض عن الزمن المفقود، ولكنه 2011ضخم في عام فرصة أكثر متانة من الناحية الاقتصادية بصورة 2012باء بالفشل. وبرزت منذ عام سلسلة من حمى الذهب في جميع أنحاء الساحل والصحراء. وقد امتدت حقول الذهب المكتشفة حديثا من دارفور في السودان إلى جنوب الجزائر وشملت شمال تشاد. وفي تيبستي، فقد أدت حمى الذهب إلى توترات عنيفة بين المنقبين القادمين من خارج المنطقة والمجتمعات المحلية. وتطور احتشاد المجتمعات المحلية بشكل بطيء ليتحول إلى معارضة جديدة للدولة؛ الأمر الذي لم يكن له بكل حال من الأحوال أي أثر كبير في زعزعة استقرار سلطة الدولة.

وثائق سرية للمخابرات المركزية الامريكية ...عن ما حدث فى انقلاب سبتمبر 69 فى ليبيا ؟

42838100_344643719441090_8567845725520527360_n.jpg

 
وثيقة امريكية يعود تاريخها الى 9-9-1969م رفعت عنها صفة السرية مؤخرا، تكشف ما كانت تعرفه الحكومة الامريكية عن سقوط الملكية في ليبيا.
الوثيقة عبارة عن مذكرة سرية اعدتها وزارة الخارجية الامريكية و وكالة المخابرات المركزية بناء على طلب مستشار الامن القومي هنري كيسنجر لتقديمها الى الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون، حول سقوط الملكية المباغت في ليبيا.
سري إجراء
29 سبتمبر 1969م
مذكرة الى: الدكتور كيسنجر [مستشار الامن القومي في إدارة الرئيس نيكسون]
من: هارولد اتش سادرز [احد موظفي مجلس الامن القومي الأمريكي]
الموضوع: ملخص تقرير عن انقلاب ليبيا
طلب مني الكسندر هيج [كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة نيكسون] تجهيز ملخص قصير للورقة التي أعدتها وزارة الخارجية عن انقلاب ليبيا، المرفق (أ).
التوصية: ان تقوم بإحالة الملخص في المرفق (أ) الى الرئيس إذا استحسنتم ذلك.
اتش اتش سادرز: RN:9/29/69
سري معلومات
ا أكتوبر 1969
مذكرة مرفوعة للرئيس
من هنري كيسنجر
الموضوع: تقرير عن الانقلاب الليبي
بناء على طلبي قامت وزارة الخارجية بإعداد مذكرة (مرفقة) تفسر أسباب الانقلاب الذي وقع في ليبيا مؤخرا ، و توضح لماذا بدى كمفاجأة لحكومة الولايات المتحدة، و فيما يلي الاستنتاجات الرئيسية لوزارة الخارجية و هي في اتفاق مع استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية [الامريكية]:-
1) الانقلاب العسكري الذي قامت به مجموعة من الضباط الشباب ذوي الرتب الدنيا في الأول من سبتمبر 1969م لم يكن مفاجئا الا من ناحية التوقيت وهوية قياداته، اذ انه و منذ فترة كانت هناك مؤشرات واضحة على وجود اخطار جدية توشك أن تحيق بالحكم الملكي المطلق للملك ادريس الطاعن في السن، كان اكثرها خطورة:-
- تطرف الرأي العام العربي، خصوصا بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967م
- الفساد واسع النطاق الناجم عن الانفاق التنموي الكبير الممول من عائدات النفط المتزايدة
- عجز العرش عن القيادة.
هذه العوامل و غيرها خلقت مناخا ملائما للتغيير استغلته عناصر شابة مقتدرة متذمرة من عناصر الجيش الليبي.
2) عدة عوامل ساهمت في عنصر المباغتة في الانقلاب:
صعوبة التغلغل في المجتمع الليبي، فحتى الانجليز المسئولين الرئيسيين على تدريب الجيش الليبي منذ الحرب العالمية الثانية، لم يكونوا على علم به، و لا الاتحاد السوفيتي على ما يبدو، و لا مصر و لا الدول العربية الأخرى.
- اتصالاتنا مع الجيش الليبي كانت مقيدة.
- الانقلاب قام به ضباط صغار كانت اتصالاتهم بالأجانب مقيدة بشدة و حركتهم كانت منعزلة عن جيل القيادات الذين كنا نتوقع أن يأتي منهم الانقلاب.
تعليق:-
بالرغم من أن النظام الجديد قد ينخرط بفعالية أكبر في القضية الإسرائيلية الا انه من السابق لآوانه الجزم بصلة الانقلاب المباشرة بالنزاع العربي الإسرائيلي لكن يبدو من المنطقي القول بأن حرب 1967 اطلقت العنان لقوى أطاحت بالملكية في موعد اقرب مما لو كانت الحرب لم تقع.
سري
سري
وزارة الخارجية
واشنطن دي سي 20520
9 سبتمبر 1969م
سقوط الملكية الليبية
ملخص

الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملك ادريس البالغ من العمر 79 سنة، في الأول من سبتمبر كان مفاجأة فقط من ناحية توقيته و من ناحية السرية التي أحاطت بهوية قياداته. و على كل حال فقد كنا مدركين من مدة أن الأخطار على تقاليد الحكم الدستوري الممتد لـ 18 عاماً آخذة في التنامي، لقد ذهبنا إلى أقصى الحدود غير المعتادة من سفارة اجنبية في لفت نظر الحكومة الليبية إلى نقاط ضعفها. و في السنوات الأخيرة يبدو أن تصدعاً قد أصاب القوى السياسية التي وُضعت في توازن دقيق منذ ان حصلت ليبيا على استقلالها سنة 1951م. نقاط الضعف تلك بالإضافة إلى تزايد قدرات الجيش، و تزايد السخط فيه، تفاقمت إلى مستويات خطيرة خلال الأشهر الستة الأخيرة، و بالتحديد نتج ذلك إلى حد بعيد من الانتقادات للسياسة الخارجية الليبية الدفاعية السلبية، و القرف من استشراء الفساد و من الضعف المتزايد والمزاجية للنظام الذي يحكم ليبيا، و لقد سلطت الضوء على ذلك وزارة عبدالحميد البكوش المتنورة الذي عزله الملك من حوالي سنة مضت و لم يكن قد مضى على توليه الوزارة الا فترة قصيرة.
ليبيا التقليدية
طيلة الـ 15 سنة التي اعقبت الاستقلال الليبي عاشت البلد في فقر متقوقعة على حافة الشرق العربي. فقد حكم الملك ادريس البلد بالأوامر الشخصية، و لم تكن المؤسسات الحكومية سوى اوعية جوفاء تعكس قبضته على الحكم. و كل مصادر السلطة الأخرى كانت اما هزيلة او تم استخدامها ضد بعضها، و لم يكن هناك أي رمز وطني سوى الملك، فلم تكن هناك أي أحزاب سياسية، و كانت اتحادات العمال تحت السيطرة الحكومية، و تم مراراً و تكراراً التدخل لإجهاض محاولات طلاب ليبيا لتكوين اتحاد، اما الجيش فقد تم اضعافه، و تم تغليب القوة المتحركة الأكثر عدداً عليه.
منتصف الستينات – نقطة تحول
شهد منتصف الستينات بداية تغيرات جذرية أدت في المحصلة إلى خلق ظروف مواتية للمتآمرين و جعلت في النهاية نجاحهم ممكنا، و فيما يلي ثلاثة نقاط جديرة بالاعتبار.
تأجيج الرأي العام العربي
لم يُثر العدوان الثلاثي سنة 1956 أي مشاكل داخلية خطيرة للحكومة الليبية الموالية للإنجليز. لكن على العكس من ذلك، عندما اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967م، فقد انشق عدد من الوحدات العسكرية و انضمت إلى الجمهورية العربية المتحدة، و أخذت الحكومة على حين غرة بعنف الغوغاء المعادي للنظام و للأمريكان، و اكتسحت الفوضى البلاد طيلة أسبوع تقريبا، وبشكل رئيسي لم ينقذ البلد في ذلك الحين الا الانهيار السريع و الاذلال الذي تعرضت له الجيوش العربية. في اعقاب ذلك بقليل علّق وليّ العهد قائلا "اذا كُتب للحرب ان تتواصل لمدة 10 او 15 يوماً أخرى، فإن ليبيا تكون قد انتهت". في اعقاب حرب 1967م تأجج الرأي العام في ليبيا إلى مستويات غير مسبوقة، و اصبح صعباً على الامريكان التواصل مع معظم المستويات في المجتمع الليبي، بالإضافة إلى ذلك فان التطرف الذي

42826128_344643756107753_3266948121875185664_n.jpg

لوكربى ...من جديد فى واجهة الاخبار العالمية ؟

42846863_344655776106551_3750226870042361856_n.jpg


واخيرا انقشع الغبار عن لوكربي 
وأثبت براءة ليبيا 
ويجب المطالبة اولا بالتعويضات التي دفعت
وثانيا بالخسائر الذي سببها الحظر .
وثالثا الاعتذار رسميا لليبيا واسرة المقرحي 
------------
دايلي ميل : ليبيا بريئة من عملية لوكربي والمنفذ الحقيقي فى واشنطن على قيد الحياة !
30 سبتمبر، 2018 
ليبيا – نشرت صحيفة دايلي ميل البريطانية اليوم الأحد تقريراً مطولاً يتضمن معلومات جديدة حول قضية إسقاط طائرة ” بان آم ” المعروفة باسم لوكربي واللتي أتهمت ليبيا بتنفيذها والتورط فيها على مدار عقدين من الزمن عقب مقتل جميع ركابها إضافة لآخرين من سكان القرية التي سقط فوقها الحطام .
التقرير الذي ترجمته وتابعته صحيفة المرصد إستهلته الصحيفة البريطانية بالاشارة إلى إن رحلة ” بان آم 103 ” كانت على إرتفاع شاهق ومليئة بالطلاب الذين كانوا في طريقهم إلى أمريكا وهي طائرة ضخمة من طراز ” بوينغ 747 ” غادرت في موعدها من مطار هيثرو \ لندن في الساعة 6.25 مساءً فى طريقها إلى نيويورك فيما كان غالبية ركابها متجهين لقضاء الاجازة نظراً لقرب عطلات عيد الميلاد.
وعندما كانت تقترب من منطقة ” سولواي فيرث ” وعند الدقيقة 38 من الرحلة ، كان الطاقم قد بدء في تقديم المشروبات – وفي ذلك الحين كان ” آلان توب ” وهو مراقب جوي في مطار ” بريستويك ” في غلاسكو قد وجد نفسه منذهلاً وقد اختفت العلامة الخضراء الوحيدة على شاشة الرادار الذي أمامه و التي تميز موقع طيران الطائرة المنكوبة .
تضيف الصحيفة أن العلامة الخضراء التي كانت امام شاشة المراقب قد تحولت وتفرعت إلى خمس علامات جديدة هي فى الحقيقة مقدمة الطائرة والأجنحة والجسم الرئيسي والذيل ثم اختفت هذه العلامات أيضا عندما سقطت تحت أفق الرادار بينما امتدت الأمتعة والحطام فى الهواء على بعد ستة أميال فوق الحدود الاسكتلندية ، كان ذلك قبل دقيقتين من وصول كل هذا الحطام إلى قرية لوكربي.
وأشار التقرير إلى أن الضرر الأكبر الذي لحق بسكان قرية لوكربي كان بسبب الأجنحة التي تحتوي على 20 ألف غالون من وقود الطيران وقد انفجرت فور الارتطام بالأرض وحفرت حفرة بعرض 30 قدم وطول 100 قدم وتسببت فى طمس أحد الأحياء تماماً مع سكانه.
ومن المفارقات المأساوية أن الرحلة 103 كانت تقل نوعًا من الطلاب المميزين المتجهين لقضاء الاجازة بعد أن تم إلغاء تهديد إرهابي وجهته شركات الطيران الأمريكية إلى جميع الدبلوماسيين الأمريكيين في أوروبا بشأن إحتمال حدوث هجمات، مما أدى إلى إلغاء العديد من التحفظات والمخاوف على الرحلات.
فقد عرضت المقاعد الفارغة بأسعار رخيصة من قبل وكالات سفر الطلاب وكان أكثر من نصف الركاب (137 ) دون سن الثلاثين ، وكان الكثير منهم قد اتصلوا بوالديهم بحماس قبل أن يستقلوا الطائرة ، قائلين بأنهم كم كانوا محظوظين لحصولهم على مقعد رخيص قبل عيد الميلاد ، وفقاً لدايلي ميل .
تضيف الصحيفة : ” هكذا علم الدكتور جيم سواير وزوجته جين أن ابنتهما فلورا قد تحصلت على حجز على متن الطائرة ، متجهة عبر المحيط الأطلسي لرؤية أصدقائها ومع فقدان 259 شخصاً من الركاب و 11 آخرين على الأرض من سكان لوكربي ، كان هذا الحادث قد تم تنفيذه بقنبلة في 21 ديسمبر 1988 وأصبح أسوأ كارثة للطيران المدني في التاريخ البريطاني وبعد ثلاثين عاماً ، مازلنا لا نعرف رسمياً من المسؤول عن هذا القتل الجماعي فوق بلدة اسكتلندية صغيرة كانت تستعد لعيد الميلاد ” .
انها ليست أقل من فضيحة 
كان هناك ، بطبيعة الحال ، متهم فى الحادثة وبعد مرور 11 عامًا أٌدين ضابط أمن يعمل بالخطوط الجوية العربية الليبية ويبلغ من العمر 47 عامًا هو عبد الباسط المقرحي بناءً على نسيج من الأكاذيب تركز حول شهادة صاحب متجر مالطي إدعى تذكره للمقرحي وهو يشتري ملابس مماثلة لتلك التي كانت في حقيبة القنبلة والتي كان من شأنها أن تتمزق من خلال جسم الطائرة ، بحسب الصحيفة .
ووصفت صحيفة ” دايلي ميل ” الليبي عبد المجيد جعاكة بأنه احد الشهود السيئين في القضية حيث إدعى هو الآخر رؤية المقرحي يحمل حقيبة سامسونايت بنية اللون من صالة القادمين بمطار لوكا فى مالطا بتاريخ 20 ديسمبر 1988. وفي صباح اليوم التالي ، زعم ، أن الحقيبة تم تحميلها على متن رحلة إلى فرانكفورت ، حيث سيتم نقلها إلى لندن في رحلة طيران “بان آم” لتنفيذ الهجوم .
بعد 11 سنة أخرى ، حكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في محاكمة غير عادية جرت في قاعدة جوية أمريكية غير مستخدمة بالقرب من أوتريخت بهولندا.
آية الله الخميني أمر بالتفجير
إثر سنوات من التحقيق في كارثة لوكربي وخلفيتها ، تؤكد ” دايلي ميل ” بأن القليل من الأدلة فقط يمكن أخذها على محمل الجد عند إتهام ليبيا. وبدلاً من ذلك ، ظهرت قصة مختلفة تماماً مما وصفته بمستنقع الأكاذيب ، وهو ما كان يجب أن يكون واضحًا منذ البداية ما يدل على عدم الكفاءة والانتقام والنفعية السياسية ومن ثم تغطية على الفاعل الحقيقي من أعلى المستويات في لندن وواشنطن – حيث يقال أن المهاجم الحقيقي يعيش اليوم فى الولايات المتحدة تحت غطاء برنامج حماية الشهود الأمريكي.
في الأيام والأشهر التي تلت الحادث ، قام الآلاف من رجال الشرطة والأفراد العسكريين والمحققين المتخصصين من فرع التحقيق في الحوادث الجوية في بريطانيا بجولة في جنوب اسكتلندا وعثروا على حطام ممتد على مساحة 1500 ميل مربع وقد شارك المحققون من هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي فى التحقيق أيضاً.
تؤكد الصحيفة بأن ممثلو وكالة المخابرات المركزية كانوا حاضرين أيضاً لأسباب لم تكشف بعد. وقد تم العثور على مواد متفحمة بعد عدة أسابيع من الحادث وأٌرسلت إلى التحليل فى ” فورت هالستيد – كنت ” وهي مؤسسة الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ، حيث حدد المسؤول العلمي البارز ” توماس هايز ” أجزاء من البلاستيك الأسود والمعدني وشبكات الأسلاك التي تم العثور عليها فى الموقع كجزء من مشغل كاسيت من نوع توشيبا.
كان المشغل يحتوي على قنبلة وقطعة صغيرة من لوحة الدائرة التي يعتقد هايز أنها بقايا جهاز توقيت للتفجير وبعد ثلاث سنوات من التحقيق البريطاني / الأمريكي المشترك ، أشار كل هذا وأدلة أخرى في اتجاه واحد واضح للطرف المتورط ألا وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة .
وقد ألقي القبض على خلايا نائمة من الجبهة في سلسلة من المداهمات التي جرت بألمانيا قبل بضعة أسابيع من حادث لوكربي ، حيث تم ضبط قنابل مخبأة في مشغلات راديو كاسيت توشيبا إلى جانب ترسانة وصفتها دايلي ميل بالمخيفة من المتفجرات والأسلحة النارية والذخيرة.
بعد وقت قصير من وقوع الكارثة ، نشرت منظمة التحرير الفلسطينية ، الذي قالت الصحيفة بأنها حرصت على تعزيز مؤهلاتها كمنظمة سياسية أكثر منها إرهابية ، تقريراً مؤلفاً من 80 صفحة يزعم أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة قد تورطت فى حادثة لوكربي بايعاز من إيران.
كما حددت المنظمة رجلاً يدعى أبو الياس كمشتبه به رئيسي وقالت بأنه زار متجر ” بان اميت ” للاجهزة الألكترونية في هيثرو وزرع القنبلة وبأنه تمكن من الوصول الى منطقة مناولة الأمتعة قبل وقت قصير من إقلاع الرحلة المنكوبة .
تتابع دايلي ميل ” : بعد سنوات ، بالطبع ، سيتم إقناع العالم بقبول قصة مختلفة تماماً. لكن في سبتمبر 1989 ، بدا الدليل على الذنب الإيراني واضحًا إلى درجة أن وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية أصدرت بيانًا عامًا تقول فيه إن تفجير الطائرة كان مرخصًا وممولًا من قبل علي أكبر مهتاشامبور وهو وزير الداخلية السابق لإيران وقد تم التعاقد على تنفيذه مع أحمد جبريل ، قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة “.
اتفقوا على ثمن الهجوم: 7.7 مليون جنيه إسترليني
وفقاً للتقرير أيضاً ، فقد تم اختصار وتحديد ذنب مقتل الركاب وطاقم الرحلة المنكوبة ولكن ليس في ليبيا بل قبل خمسة أشهر من وقوع الكارثة وتحديداً في طهران وذلك عندما تم إسقاط طائرة إيرباص 300 إيرانية من قبل السفينة الحربية الأمريكية ” يو إس إس فينسين ” بتاريخ 3 يوليو 1988.
تشير دايلي ميل إلى أن السفينة ” فينسين ” كانت تبحر بشكل غير قانوني في المياه الإيرانية وبشكل غير مألوف حددت طائرة ركاب إيرانية كهدف مقاتل ومعادٍ ، على الرغم من حقيقة أنها كانت تصعد المجال الجوي الإيراني وكانت الطائرة تُعرف بوضوح على أنها طائرة مدنية وقد قتل كل من كانوا على متنها وعددهم 290 شخصاً.
ووفقاً لأحد ضباط المخابرات الإيرانية السابقين تؤكد ” دايلي ميل ” بأن المرشد الإيراني آية الله الخميني رد على الحادثة بطلبه القصاص – أي بتدمير طائرة أمريكية – للانتقام بالمثل وكانت إيران بحاجة إلى وكيل قابل للإنكار ، وكانت دائرة استخباراتها تعرف من الذي تلجأ إليه ألا وهو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وقد ناقشت معها التعاون قبل بضعة أشهر من كل ذلك ، وكان قائد المجموعة ، أحمد جبريل ، ضابطًا سابقًا في الجيش السوري ومولود في فلسطين ومرتبط بالمخابرات السورية والسوفيتية.
تؤكد الصحيفة البريطانية مرة أخرى بأن جبريل استعان بدوره بخبير المتفجرات الأردني مروان خريسات لتصميم قنبلة يمكن أن تمر عبر تفتيش أمتعة المطارات ويفضل بأن تنفجر فوق الماء ، وتدمر الطائرة ، وتقتل كل من على متنها ولا تترك أي أدلة. وكانت نفس الجماعة قد أثبتت بالفعل أن قنبلتها يمكن أن تنجح عندما قامت بتفجير رحلة طيران سويسرية في 21 فبراير 1970 ، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 47 وتفخيخ طائرة طيران نمساوية في نفس اليوم لكنها تمكنت من الهبوط بسلام في مطار فرانكفورت وعندما وصلت رغبة الإيرانيين فى القصاص إلى لبنان ، اتصل جبريل بطهران وعرض أن ينفذ العملية .
ورجح التقرير إحتمال أن وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي قد نجحوا فى مراقبة المكالمة الهاتفية غير المشفرة من لبنان إلى طهران حيث توفرت أدلة على أن السعر المتفق عليه بين جبريل والإيرانيين كان 7.7 مليون جنيه استرليني يدفع منها 1.5 مليون جنيه استرليني مقدماً عند التخطيط والبقية مابعد التنفيذ .
وهكذا تواصل الصحيفة سرد تقريرها : ” في عام 1988 ، أرسل جبريل ملازمًا رئيسيًا ، هو حافظ محمد حسين دلقموني البالغ من العمر 30 عامًا إلى مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في مدينة كروسيفاتش الصربية ، حيث تم تخزين الأسلحة والمتفجرات والمواد الأخرى. كانت مهمته هي تنشيط خلايا جبريل العديدة في ألمانيا. وفي الشهر التالي ، تم إرسال صانع القنابل “خريسات” إلى نيوس بالقرب من دوسلدورف ، حيث قامت الشرطة الألمانية بتصوير مجموعة من زواره ، بما في ذلك مبعوث جبريل ألا وهو دلقموني ” .
كانت ألمانيا تشك فى أن هجوماً على مطار فرانكفورت يجري التخطيط له ولوحظ من خلال التحقيقات شراء المجموعة الفلسطينية لأجهزة الراديو والكمبيوتر والبطاريات والمفاتيح وساعات المنبه والكابلات وجميعها مواد تدخل فى صناعة القنابل كما تم رصد المكالمات الهاتفية إلى مطعم كباب في قبرص كان يعمل بمثابة صندوق بريد لجبريل. وفي اتصال لجبريل مع صانع القنابل في دمشق ، ألا وهو خريسات ، قال إنه أجرى تغييرات على “الدواء” الذي أصبح الآن “أقوى من ذي قبل”.
وتابعت دايلي ميل : “في الواقع ، قام خريسات ببناء خمس قنابل ، مخبأة داخل مشغلات راديو كاسيت توشيبا ، يحتوي كل منها على مفتاح بارومتري مصمم بحيث يبدأ تشغيل جهاز التوقيت عندما ينخفض الضغط داخل الطائرة إلى مستوى محدد مسبقاً ، وهذا يعني أن الطائرة ستدمر بعد حوالي 38 دقيقة من إقلاعها وفي 24 أكتوبر وخلال مكالمة أخرى قال خريسات إنه سيتم القيام بالعملية في غضون أيام قليلة.
على إثر ذلك حذرت وكالة المخابرات الأمريكية المركزية من هجوم إرهابي وشيك وشنت الشرطة الألمانية مداهمات على عشرات الشقق ، بما في ذلك في مدينتي ” نيوس وفرانكفورت ” واعتقلت خريسات ودلقموني واثنا عشر آخرين وفى حيازتهم أسلحة غير عادية ومعدات لصنع القنابل وكانت سيارتهم تحتوي على أغطية تفجير وساعة منبّهة معدلة لتكون بمثابة جهاز توقيت وقد تحوّل مشغل كاسيت توشيبا بالفعل إلى قنبلة كما تم ضبط خمسة كيلوغرامات من مادة “سمتكس” المتفجرة المصممة في تشيكيا ، مع 5.7 كيلوغرامات من متفجرات بلاستيكية أخرى غير معروفة ، وثلاثة كيلوغرامات من مادة “تي إن تي” ، و 89 جهاز تفجير.
وتسائلت الصحيفة البريطانية بناءً على هذه الأدلة : ” كيف إذاً تم إتهام ليبيا بالتورط فى الهجوم رغم وجود كل هذه الدلائل الساحقة ، ولماذا؟ خاصة وقد حكم على عبد الباسط المقرحي ، رئيس الأمن في الخطوط الجوية العربية الليبية ، بالسجن مدى الحياة في عام 2001 ، لكنه أطلق سراحه في عام 2009 .
تعتبر ” دايلي ميل ” بأن الجواب يكمن في غزو صدام حسين للكويت في أغسطس 1990 الأمر الذي دفع إلى إندلاع حرب الخليج الأولى حيث كانت واشنطن ولندن بحاجة إلى امتثال جيران العراق ألا وهما إيران وسوريا وكان لابد من العثور على مشتبه به جديد لإلباسه ثوب التورط فى قضية لوكربي ، وفي يونيو 1991 قال ضابط التحقيق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنهم إكتشفوا مؤشرات على أن نظرية تورط إيران / الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة ، كانت زائفة! .
وبدلاً من ذلك ، رأى الضابط وجود أوجه تشابه بين عملية لوكربي والقبض على اثنين من الليبيين في السنغال يحملان 20 رطلاً من المتفجرات وأجهزة تفجير كالتي ظهر منها على ما يبدو قى شظايا الطائرة المنكوبة وقد اكتسبت هذه النظرية الزخم المطلوب بسبب الدعم المالي المعروف من ليبيا لمن وصفتهم الصحيفة بـ ” الإرهابيين ” بما في ذلك الجيش الجمهوري الايرلندي كما تبين بأن العقيد الراحل معمر القذافي الذي كان فى خضم أوج التوتر مع الولايات المتحدة كان سعيداً بالهجوم .
” لقد كانت ليبيا منبوذة دوليًا في ظل عقوبات اقتصادية صارمة منذ مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر بالرصاص أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984 ، وكان احتمال رفع هذه العقوبات هو الذي دفع جهاز الاستخبارات الليبي إلى التمويه والبحث عن كبش فداء معقول وفقاً لوجهة نظر الأمريكيين ” تشير دايلي ميل .
هنا برز إسم ضابط الأمن في الخطوط الليبية البالغ من العمر 47 عاماً عبد الباسط المقرحي والذي كان في الخارج للقيام بأعمال تجارية في الفترة مابين 20-21 ديسمبر وقد مر بمطار لوكا المالطي في كلا اليومين تقول الصحيفة : ” الدليل كل ما هو مطلوب ، ولحسن الحظ كان لدى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) شاهد ليبي تقييمه منخفض للغاية هو عبد المجيد جعاكة الذي كان يعمل كميكانيكي فى فرع الخطوط الجوية العربية الليبية بمالطا “.
وكانت المفاجأة ، تؤكد ” دايلي ميل” بأنه وبعد تقديم مكافأة كبيرة للحصول على معلومات حول تورط ليبيا فى لوكربي ، تطوع جعاكة فجأة وشهد برؤيته للمقرحي وهو يحمل حقيبة سامسونايت بنيّة اللون من صالة القادمين بمطار لوكا في 20 ديسمبر 1988. وفي صباح اليوم التالي ، زعم بأن المقرحي قام بتحميل الحقيبة في رحلة إلى فرانكفورت ، حيث سيتم نقلها إلى لندن في رحلة بان آم وتحميلها على متن الرحلة 103.
وبذلك أصبح جعاكة نجم وشاهد بالمحاكمة إلى جانب صاحب متجر مالطي يدعى ” توني جوتشي ” و الذي شهد بدوره بأنه باع ملابس مماثلة لتلك التي عثر عليها بالقرب من القنبلة لرجل يتناسب مع وصف المقرحي وكان هناك أدلة الطب الشرعي أيضا حيث تم تحديد جزء من لوحة الدائرة الكهربائية التي عثر عليها بعد أشهر من التحطم فى غابة أسكتلندية قريبة من لوكربي ، على أنه جزء من الجهاز الذي أسقط الطائرة المنكوبة .
وكما ذكر ضابط مكتب التحقيقات الفيدرالي ، توماس ثورمان ، أن ذلك الجزء كان جزء من جهاز توقيت إلكتروني صنعته شركة “ميبو” وهي شركة سويسرية تصنع لوحات دارات كهربائية للأجهزة المنزلية ، وقد صدرت بعضها إلى ليبيا وكان أحد الفنيين في شركة ” ميبو ” وهو ” أولريش لومبيرت ” على استعداد للإدلاء بشهادته بأنه صنع هذه اللوحة الخاصة. وفي 14 نوفمبر 1991 ، اتُهم المقرحي و الأمين خليفة فحيمة بالتورط فى الهجوم وذلك عبر مؤتمرات صحفية متزامنة عُقدت في إدنبره وواشنطن طالبت بتسليمهما لكن ليبيا رفضت ذلك الطلب وعرضت محاكمتهما على أراضيها.
لم يتم حل هذا المأزق وفقاً لدايلي ميل إلا بعد مرور حوالي عشر عاماً عندما تم الاتفاق على أن يواجه الليبيان العدالة في محكمة اسكتلندية حددت المقرحي كمذنب وبرأت الأمين فحيمة وهنا المفاجأة الأخرى من دايلي ميل حيث نقلت عن ” إدوين بوليير ” وهو شريك في شركة ميبو رفضه عرضًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدة ملايين من الدولارات مقابل أن يشهد للمحكمة بأن الدارات الكهربائية هو جزء تم توفيره خصيصًا لليبيا.
ونقلت دايلي ميل بأن ” أولريش لومبيرت ” فد إعترف بأنه كذب. كما اعترف بسرقة جزء من لوحة توقيت من مصنع ميبو وتسليمه إلى “شخص رسمي يحقق في قضية لوكربي وفي وقت لاحق تم الكشف عن “ثيرمان” وهو خبير المتفجرات في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ليكون خريجا في مجال السياسة دون أي تدريب علمي ذي صلة وقد قام بتغيير التقارير المعملية لمصلحة الادعاء في 30 حالة.
حتى شاهد الإثبات ألا وهو صاحب متجر غاوتشي المالطي كان وفقاً لدايلي ميل غير نزيه ولم يتم إخبار المحكمة بأنه قد تعرف في البداية على صورة لمشتبه فيه بالإرهاب مختلف تماماً عن المقرحي ولم يتطرق في شهادته من خلال 18 شهادة إضافية إلى تغيير وصف الملابس فى الشهادة بما يتلائم مع ماكان يرتديه المقرحي فيما لم يتم الكشف عن المكافأة التي تحصل عليها من وكالة المخابرات المركزية.
وعلاوة على ذلك تخطى المحققون مسألة كيف كان من المفترض أن يقوم الإرهابيون بتصنيع قنبلتهم في مالطا ويتوقعون أن تنفجر رحلتين في وقت لاحق لا سيما وبأنها مصممة للإنفجار عبر جهاز بارومتري ، حتى إن عدد قليل من الأشخاص الذين تابعوا المحاكمة ، بما في ذلك من بعض أقارب الضحايا مثل ” جيم سواير ” والقس ” جون موسي ” ، الذين فقد كل منهم ابنته ، والأستاذ الرسمي في الأمم المتحدة البروفيسور ” هانز كوشلر ” اعتبروا الحكم إجهاضاً جسيماً للعدالة.
في 20 أغسطس 2009 ، أُطلق سراح المقرحي بعد وصوله إلى المراحل النهائية من المعاناة مه سرطان البروستاتا ولأسباب رحيمة تم قبول استئنافه ضد حكم الإدانة وبعد وقت قصير من عودته إلى ليبيا ، نفى ” أليستير دارلنج ” مستشار المحكمة آنذاك ، والوزير الأول الاسكتلندي ” أليكس سالموند ” أن الإفراج كان له علاقة باتفاق أبرم مع الحكومة الليبية بشأن عقود النفط لشركة ” بريتش بتروليوم ” .
ومع ذلك تؤكد الصحيفة بأن هناك سبب آخر وراء أن الإفراج وهو الذي قد يكون مناسبًا من الناحية السياسية حيث سعى فريق المحاماة عن المقرحي استدعاء مئات الصفحات من الأدلة التي تم حجبها من محاكمته الأصلية والتي كانت ستربط القضية إن خرجت بإيران وبالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة ، بدلاً من المقرحي وليبيا ما سيؤدي إلى إحراج ضخم لكل من لندن وواشنطن.
فى لندن ، كانت حكومة حزب العمال آنذاك قلقة للغاية لأن وزير الخارجية ” ديفيد ميليباند ” أصدر شهادة حصانة بدعوى المصلحة العامة تعفي النيابة من الكشف عن أي دليل تختاره وفى النهاية مات معظم المرتبطين أو الواردة أسمائهم فى القضية دون قول الحقيقة.
فقد توفي المقرحي في منزله مع عائلته بطرابلس في 20 مايو 2012 ومن خلال آخر حديث قبل وفاته بوقت قصير أكد علو برائته وعلم أهالي الضحايا بذلك وقال بأن الحقيقة ستظهر قريباً ، وتم إغتيال الفلسطيني أحمد جبريل بواسطة قنبلة على جانب الطريق وضعتها مجموعة مرتبطة بالقاعدة في 26 أغسطس 2014. وتوفى صانع القنابل مروان خريسات في أكتوبر من عام 2016 كذلك .
وختمت الصحيفة تقريرها بأن الشخص الغامض المكنى أبو إلياس فقط هو من لازال على قيد الحياة وهو الذي يُزعم أنه الشخص الأكثر احتمالاً لوضع حقيبة سامسونايت التي تحتوي على القنبلة فى الطائرة المنكوبة مؤكدةً بأن هذا الشخص قد تمت تسميته في البرلمان الاسكتلندي عام 2009 ويعتقد أنه يعيش في العاصمة واشنطن في إطار برنامج حماية الشهود ويعمل من قبل سلطة التعليم المحلية تحت اسم بازل بشناق وقالت : ” إذا كان هذا صحيحًا ، فهذه هي الفضيحةالتي قد تتوج القضية الدنيئة برمتها ” .
المصدر – دايلي ميل 
الترجمة – خاص – المرصد

ما اسهل خداع الناس ...وما اصعب صحوتهم؟

th.jpg


( ما أسهل خداع الناس .. وما أصعب صحوتهم )
رواندا يسكنها قبيلتي الهوتو والتوتسي اللذان يشكلان 99% من السكان ، وينتميان إلى الجنس الأسود ويتكلمان لغة واحدة ولهما ديانة واحدة ، لكن حصلت بينهما حرب في 1994 قتل فيها مليون مواطن في مائة يوم .
القصة بدأت من مستكشف إنجليزي يدعى ( جون هاننغ سبك ) عام 1863 ، ألف كتاب نسج فيها أسطورة تقول بأن قبيلة التوتسي جاءت من أثيوبيا وأصلها يعود للنبي داود ، وهم أرقى من الزنوج الأصليين ، وأستدل على ذلك بقصة من التوراة تقول بأن سيدنا نوح نام عاريا فرأه أبنه حام وأخبر أخويه سام ويافث اللذين غطيا ابيهما ، وحين علم نوح بالأمر لعن ذرية حام الكنعانيين قائلا ( سيبقى وذريته عبدا لأخويه ) وهو ما يعني أن الإنسان الأفريقي الأسود هو من ذرية حام الملعونة .
وأضاف جون بأن التوتسي جنس حامي شبه سامي من المسيحيين الضائعين وأن قليلا من التعليم البريطاني يمكن أن يرتقي بهم إلى مستوى البريطانيين أنفسهم . 
هذه الأسطورة التي لفقها جون أصبحت حتى يومنا هذا حقيقة ثابتة في عقول الروانديين .
حين اجتمع ممثلو الدول الأوربية الكبرى لتقسيم أفريقيا بينهم عام 1885 كانت رواندا وجارتها الجنوبية بوروندي من حصة ألمانيا ، وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى قررت عصبة الأمم أن تنقل حكم رواندا بوصفها إحدى غنائم الحرب لبلجيكا . وكانت مصطلحات الهوتو والتوتسي قد تكرست كعرقين متضادين ، فاعتمد البلجيكيون عليها في رسم سياستهم الاستعمارية ، وأرسلوا بعثة علمية تحمل معها أدوات لقياس الوزن وحجم تجويف الجمجمة ، وقال هؤلاء العلماء أن للتوتسي مواصفات ( أكثر نبلا وأرستقراطية ) من الهوتو الأقرب إلى ( الحيوانات ) ، حيث أن معدل طول أنف التوتسي يزيد بمقدار ملمترين ونصف وأنه أضيق بحوالي خمسة ملمترات من معدل أنف الهوتو .
هكذا رسخ المستعمر أساطير واهية في عقول أجيال المجتمع الرواندي ، وظلت تتوارثها كحقائق قابلة لأن تكون شرارة إشتعال في أي وقت يراه المستعمر الغربي لبقاء الهيمنة وسلب الثروات ، 
سردت هذه الواقعة لأنها متكررة بتفاصيل مختلفة في كثير من البلدان التي أشتغل فيها الإستعمار لخلق فتنة عرقية ومذهبية وطائفية يسثتمرها بإستغلال ضعاف النفوس ومحدودي الوعي.

مقال منقول …