كيف تكون تباوى وتكون ليبى فى نفس الوقت ...؟

 

ان تكون تباوى يعنى ذلك انك انسان يعيش اعراض ازدواجية الهوية بين العرق والوطنية , انسان مطالب دائما باثبات الهوية وحسن النوايا الطيبة ؟ غير ذلك فانت انسان مشتبه به ومطعون فى ولائك وانتماؤك وليبيتك .هذه الاعراض لا تخص التباوى وحده بل تخص ابناء الاقليات الاخرى على حد سوى : تخص التارقى والامازيغى ايضا .

كل الاقليات العرقية فى العالم اذا استثنينا دولة مثل امريكا والتى امتزجت بها كل الاعراق وانصهرت  لتصبح دولة  قوية ,تعيش اعراض هذه الازدواجية وتختلف حدتها  بين الاقليات ومحيطها الاجتماعى بين الرفض التام لها والقبول بتحفظ وما يتبعه من تهميش واطهاد.

ليبيا ليست استثناء لهذه القاعدة فالاقليات العرقية من طوارق  وامازيغ وتبو يعيشون هذه الازدواجية والتى تختلف حدتها من منطقة الى اخرى ومن مكون الى آخر حسب الرقعة الجغرافية وعوامل التاريخ .

11205963_870192546373857_1142941957689415790_n.jpg

هذه الازدواجية بين الانتماء للعرق والدفاع عنه , والانتماء للوطن والولاء له خلقت نوعا من العنصرية وهى نتيجة حتمية لهذا التناقض .وكلمة عنصرية مصطلح فضفاض وكبير ومستفز ولا يقبله الكثيرون , ولكنه المصطلح الوحيد القادر على وصف الحالة .

موضوع العنصرية ضد الاقليات العرقية فى ليبيا كان الى حد قريب تابوا سياسى ومسكوت عليه ويعتبر الكلام فيه محفوف بالمخاطر ومن المحرمات السياسية وقد يقود صاحبها الى السجن, واستطاع النظام السياسى فى ليبيا فرض حالة من الخوف لتناول هذا الموضوع تحت غطاء التوجه العروبى والقومى باعتبار ان كل هذه الاقليات هم عرب ما قبل الهجرة استوطنوا شمال افريقيا , الفكرة التى لم تجد رواجا  لها داخل الاعراق المذكورة ولكنها لم تجاهر به خوفا من النظام.

السؤال هل توجد عنصرية ضد الاقليات العرقية فى ليبيا ..؟

يتبع فى الحلقة القادمة ...

من هو المذنب ...؟

من هو المدنب ..؟
 

من هو المذنب؟ 
!!- ذئب جائع..؟
- ام نعجة انحرفت عن القطيع...؟!!
- ام راعي لم ينتبه لها...؟!!

الفوضى هى نتيجة طبيعية لسقوط الانظمة , والفوضى بمفهومها الوحيد هو غياب النظام ...والنظام مفهوم شامل لا يعرف فقط بمفهومه السياسى فهو ..سياسى واجتماعى واقتصادى متداخل بحيث لا تستطيع ان تفصل احدهما عن الاخر ؟عندما تسقط الانظمة السياسية تنهار سيادة الدولة وتنهار معها  العدالة والقوانين والامن فيتبعها انهيار المنظومة الاقتصادية فينتشر الفساد والسرقة ونهب المال العام والخاص وتغلى الاستعار وينتشر الجشع والاحتكار للسلع ويفقد الناس وظائفهم وتعم البطالة المجتمع ليعقب بعدها انهيار منظومة القيم الاجتماعيى فتنتشر الجريمة والسطو والاغتصاب والخطف والعلاقات الاجتماعية خارج ايطار مؤسسة الجواز يحلل الحرام ويحرم الحلال فينقلب المجتمع رأس على عقب ؟

ما نشاهده من مظاهر فى مجتمعنا الليبى والذى يعانى من تداعيات سقوط نظامه السياسى لا يخرج عنما سبق ذكره من تحليل . فالمجتمع الليبى رغم انه مجتمع محافظ بالمقارنة بمجتمعات دول الجوار الا انه ليس محصن ضد نتائج الفوضى .

ففيروس الامراض الاجتماعية المثمتلة فى الجريمة من خطف واغتصاب بالرضى او الاكراه منتشر جدا وتفوق نسبه المعدلات العالمية ولكنها لا تظهر خوفا من الفضيحة والتقاليد الاجتماعية :, انتشار ظاهرة اطفال القمامة او اطفال المساجد عند الفجر نتيجة ولادة اطفال خارج العلاقة الزوجية منتشرة فى كل المدن الليبية بنسب متفاوتة تقريبا .

31769511_1774447892621858_1844666502054150144_n.jpg

اما عن المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس والمعاهد المختلطة فحدث ولا حرج واصبحت المظاهر التى يمقتها المجتمع بالامس شيئا عاديا ومقبولا فى نظر الكثيرين .من الناس .

المجتمع باكمله مسؤل من خلال منظومة القيم التى يجب المحافظة عليها والتى يجب اعادة بناءها بالتعاون بين الاسرة والمسجد والشارع وقوانيين المؤسسات من مدارس وجامعات والتى تحرم العلاقات المشبوهة فى مكان العمل ؟

الجواب : الذئب والاغنام والراعى جميعا مسؤلون عن مجتمعهم ..

تفجير مقر مفوضية الانتخابات يعنى ...لا للانتخابات ؟؟؟

لا للانتخابات , لا لصناديق الاقتراع , لا للديمقراطية على الطريقة الغربية ,لا للاحزاب العلمانية , لا لحكم العسكر ..لا ..والف لا.. يمكن نصففها فى طابور الللآت وعندما ننتهى من الللآت يفضل  امامنا  (نعم ) واحدة  فقط ...وهو (نعم )..لحكم الاسلام السياسى المغلف بالارهاب على طريقة داعش ؟

الانتخابات تعنى ان الناس تختار من يحكمها وفق دستور وضعى تم الاستفتاء عليه مسبقا , وهذا يعنى الاحتكام لصناديق الاقتراع او الاستفتاء وفوز مرشح ما  ؟هذا الاسلوب فى اختيار الحاكم  يتعارض مع الافكار الظلامية  التى تتبناها التنظيمات الاسلامية والتى بنيت على مبدأ التفويض الالاهى فى الحكم, هم يريدون ان يحكموا باسم الله ويطبقون شرع الله كما يفهمونه..  وليس لاحد حق الاعتراض او المخالفة ؟

31779164_1959713487434584_2191998218064101376_n.jpg

الذين فجروا انفسهم فى مقر مفوضية الانتخابات فى طرابلس بالامس  يؤمنون بهذا المبدأ الى درجة التضحية بانفسهم والموت فى سبيل ذلك . لا زال الكثير من ابناء الشعب الليبى عندما يسمع مقولة " تطبيق شرع الله " يتعاطف مع هذه المقولة ويبرر تعاطفه  بالانحلال الخلقى والاستلاب الثقافى وتبنى الافكار الغربية التى ثأتر بها الشباب فى المجتمع  الليبى حيث يراها  مبررا كافيا لقبول حكم من يدعون ويطالبون  بتحكيم شرع الله فى المجتمع ؟

لاولئك جميعا اقول ان نمودج داعش قد تم تطبيقه فى مدينة سرت الليبية ومدينة درنة  عندما تم احتلالها من انصار الشريعة وداعش ..وكان شرع الله ( والله من شرعهم برىء)  واضحا على اعمدة الكهرباء والكبارىء والساحات العامة عندما كان المواطن يدبح أو  يصلب كالشاه امام العامة من الناس؟

انها دعوة للجاهلية فى عصر التقنية والمعلوماتية ...انها دعوة للظلام فى عصر النور والتنوير . اذا تمكن هؤلاء من حكم المجتمع سيرجعون بالمجتمع الى العيش فى الكهوف ؟

من منكم لديه الرغبة فى العيش بالكهوف ...؟    

   

أول وزير تباوى فى عهد القذافى ..

محمد على تبو ...اول وزير تباوى فى ظل النظام السابق ؟

الرموز التباوية فى السلطة نادرة  جدا فى دولة ليبيا الحديثة  فقد تعاقب نظامين على دولة ليبيا: النظام الملكى  فى عهد ادريس السنوسى ونظام الجماهيرية فى عهد القذافى ,ففى العهد الملكى غابت الشخصية التباوية نهائيا تقريبا عن المشهد السياسى وعن  تشكيل الحكومات المتعاقبة , واقتصر دورها فى تولى المهام الامنية والعسكرية كقوات الحماية الشخصية للملك وفى القوات المتحركة وهى قوات البوليس اما الادوار السياسية فى الحكومات فقد غابت نهائيا .

عكس الرموز التباوية فى دول الجوار فى النيجر وتشاد والتى لا تكاد  تخلوا اى وزارة من شخصية تباوية ...من وزراء الحكم المحلى الى العدل الى الداخلية الى اعضاء بارزين فى  برلمانات هذه الدول؟

فى ظل النظام السابق .. نظام سبتمبر والذى جاء بعد النظام الملكى لم يختلف الحال كثيرا  عن سابقه فى النظام الملكى ففى بداية ثورة سبتمبر تم  تمكين احد الشخصيات التباوية وهو الاستاذ محمد على تبو من تولى حقيبة وزارة الزراعة والاصلاح الزراعى .جيث اعتمد النظام حين ذاك على العلاقة الشخصية فى تمكين الوظائف العليا للدولة ؟

من هوالاستاذ محمد على تبو..؟

محمد على تبو هو احد ابناء التبو من الجنوب الليبى من منطقة القطرون ,وقد بدأ مشوار حياته الشخصية من القطرون تم سبها والتى درس بها المرحلة الثانوية بنفس المرحلة التى كان يدرس بها الطالب معمر القذافى حيث تعرف عليه واصبح من رفاقة وتم بعدها ضمه للخلايا المدنية لثورة سبتمبر.

الاستاذا محمد على تبو رغم انه اجتماعيا ينتمى الى قبيلة التبو الا انه ليس معروفا كثيرا فى اوساطهم فالرجل عاش حياته الطلابية بمعزل عن الوسط التباوى تم ما لبث ان انتقل للحياة السياسية الى دوائر الدولة فى طرابلس .

رغم ان الكثيرين لديهم اعتقاد بان تكليف شخصية تباوية فى اول وزارة بعد نجاح ثورة سبتمبر جاء لاعتبارات اجتماعية ومحاصصة قبلية ؟الا ان الحقيقة غير ذلك فالنظام لم يعتمد هذه الآلية فى بداية تكوينه للحكومات بل اعتمد على الولاء الايدلوجى والسياسى؟

الاستاذ محمد على تبو وبحكم نشأته البعيدة عن المجتمع التباوى كانت علاقاته الاجتماعية محدودة بالشخصيات الاجتماعية لمكون التبو ,لذلك لا زالت بعض المآخد تلاحقه بسبب عدم الاهتمام بمكونه الاجتماعى .ولو ان هذه الملاحقة خفت اثناء توليه امين اللجنة الشعبية لبلدية مرزق  فى تسعينيات القرن الماضى وتواصله مع العديد من الشخصيات التباوية.

الاستاذ محمد على تبو ومند توليه لوزارة الزراعة فى مطلع السبعينيات وتنحيته عنها لم يتولى بعدها اى منصب ذات اهمية اذا استثنينا توليه لمهمة مدير المصرف الزراعى ؟

الاستاذ محمد على تبو ومن خلال لقاءاته وتواصله مع العديد من الشخصيات التباوية له وجهة نظر وهو ضرورة اندماج المجتمع التباوى فى المحيط الاجتماعى العربى والمشاركة السياسية والاجتماعية فى بناء الوطن ؟وهى وجهة نظر لا احد يعترض عليها الا انها تخالف الواقع الذى كان يعيشه المجتمع ؟.الليبى وهو تصدر القبيلة والجهوية المشهد السياسى رغم ادعاء النظام للتوجه الجماهيرى الجامع .

 

 

 

عقيلة والمشرى فى المغرب ماذا بعد وجبة العشاء؟

 السيد رئيس مجلس النواب يقول فى تصريح له  ان ما جمعه مع السيد المشرى رئيس مجلس الدولة هو وجبة عشاء وليس تفاوض .وكانه بذلك يقول انه انتقل من طبرق فى اقصى الشرق الليبى  الى المغرب فى اقصى المغرب العربى  لكى يتناول وجبة عشاء ؟هذا كلام لا يقبله عقل بطبيعة الحال ؟ قلنا مند البداية بعد تسرب اخبار اللقاء بين الرجلين  انه سيكون لقاء عبثى لا طائل من وراءه ومرد ذلك انه لا توجد قاعدة للحوار بين الرجلين ...فعقيلة يصطف وراءه مجلس نواب بكافة تناقضاته وقوة عسكرية بقيادة المشير حفتر  الذى هو فى صراع مع الاخوان؟ والمشرى يصطف وراءه قوة ايدلوجية اخوانية لا تخفى عداءها لتيار الكرامة الذى يقوده المشير ؟ ووراء هذا وذاك تقف قوى دولية واقليمية لها مصالح ونفود فى المشهد الليبى وعليه لايمكن توقع نتائج ايجابية لصالح الوطن من هذا اللقاء .

ربما هذا ما قصده السيد عقيلة  فى تصريحه من لقاءه مع السيد المشرى ...

ليبيا بعد القذافى هل تصبح دولة ؟

بعد الفوضى العارمة والتى بدأت بسقوط النظام السياسى الذى كان يحكم ليبيا وبعد التدخل الدولى المثمتل فى حلف الناتوا وبعض الدول الاقليمية والتى لها مصلحة  فى سقوط النظام لم يعد بالامكان وعلى المدى القريب أن تشهد ليبيا  الاستقرار والامن لقد اصبحت ساحة تقاطع مصالح دول دولية واقليمية والكل بحجته الجاهزة ؟ محاربت الارهاب والهجرة الغيرشرعية كانت  عناوين  جاهزة للتدخل الدولى والتى تخفى وراءها مطامع ونفود تلك الدول . 

الحرب الاهلية الليبية -الليبية هى الاخرى عائق رئيس لتحقيق الاستقرار وبناء الدولة فالمجتمع الليبى مجتمع قبلى عشائرى يرتكز على ثالوث القبيلة والغنيمة  والغلبة ...فكل قبيلة تريد ان يكون لها نصيب الاسد من موارد البلد فكانت النتيجة حروب وصراعات وتهجير وتهميش واصطفت القبائل  الليبية الى قبائل منتصرة فى ظل الفوضى وتريد ان تحكم ...وقبائل مهزومة ترفض الهزيمة وتناضل من اجل نفودها ؟

المكونات الاجتماعية الضعيفة كالقبائل الصغيرة والاقليات العرقية هى الاخرى اصبحت تعانى من التهميش والظلم ؟وليس لها خيار اما الاصطفاف وراء القبائل والمدن التى تدعى النصر واما القبول بواقع التهميش ؟

فى ظل هذا الصراع تصبح مقومات قيام دولة ضعيفة جدا وخاصة اذا اخدنا فى الاعتبار القوى الايدلوجية التى ليس من مصلحتها اقامة دولة وانشاء مؤسسات وهى بالتحديد التنظيمات الاسلامية المختلفة .

ان محاولات بعثة الامم المتحدة لذى ليبيا فى المساعدة فى قيام الدولة هى الاخرى ضعفة واصبحت هى نفسها جزء من واقع الحال .  

Muammar_Gaddafi,_1973.jpg

الثقافة التباوية ..بين الحلال شرعا , والحرام عرفا..

لا تخلوا ثقافة من ثقافات المجتمعات القديمة منها والحديثة من ثناقضات شتى , ذلك مرجعه الى التنوع الثقافى لمكونات الثقافة فى حد ذاتها , فالثقافة هى 
الوجه المميز لمقومات الأمة التي تميز بها عن غيرها من الجماعات بما تشكله من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب.و إجمالا فإن الثقافة هي كل مركب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. وعليه فان فرضية الاختلاف بين الثقافات تفرض نفسها حتى وان بعض تشابهت الثقافات فى بعض الاحيان .الدين عامل مهم فى تشكيل الوعى الثقافى عند الشعوب بل يكاد ان يشكل الدين دورا محوريا فى الثأثير على نوع الثقافة .
المجتمعات البدائية والصحراوية تتميز ثقافتها عن المجتمعات الحضرية فهى اكثر ارتباطا وتمسكا بالتقاليد والعادات القديمة والتى اكتسبتها من تراكم مجموعة القيم والثرات والعادات عبر الزمن .
فى مجتمع التبو والذى كان ولازال نسبيا مجتمعا صحراويا وبدويا تلعب التقاليد والعادات والاعراف دورا محوريا فى ثقافة الانسان التباوى وفى كثيرا من الاحيان يتعدى هذا الدور حتى دور الدين ؟ فكثيرا من المعتقدات من عادات وتقاليد تتعارض مع تعاليم الدين الاسلامى وهو الدين الذى تؤمن به الامة التباوية ولكنها تتمسك بها رغم معرفتها بهذا التعارض. ونسرد هنا مجموعة امثله فقط لا للحصر:
-فى المجتمع التباوى يمنع عرفا الزواج من بنت العم او العمة او بنت الخال او الخالة او اى قريب ضمن افراد الاسرة...بينما الاسلام يحلل ويجيز هذا الزواج؟
-فى المجتمع التباوى يمنع الزواج من بعض فئات الاجتماعية مثل الحداد, بعض الطبقات الدنيا حسب ثقافتهم ..لا يجوزونهم ولا يتجوزون منهم ...بينما يحلل الاسلام هذا الجواز ولا يحرمه؟ 
- فى المجتمع التباوى والى زمن قريب لا تستشار المرأة عند الخطوبة والزواج ويكفى موافقة اسرتها فقط؟ بينما مطلوب شرعا اخد رأيها فى الخطوبة والجواز؟ 
مخالفة العرف لصالح الدين يرتب على الفرد عقوبات اجتماعية قد لا يطيقها ؟ لهذا السبب يستمر العرف المخالف للدين فى المجتمع دون ان يجروء احدا على تجاوزها؟
لا اعلم لماذا هذا التناقض بين الدين والعرف ينحصر فقط فى امور الزواج وليس فى امور اخرى ؟