محمد على تبو ...اول وزير تباوى فى ظل النظام السابق ؟
الرموز التباوية فى السلطة نادرة جدا فى دولة ليبيا الحديثة فقد تعاقب نظامين على دولة ليبيا: النظام الملكى فى عهد ادريس السنوسى ونظام الجماهيرية فى عهد القذافى ,ففى العهد الملكى غابت الشخصية التباوية نهائيا تقريبا عن المشهد السياسى وعن تشكيل الحكومات المتعاقبة , واقتصر دورها فى تولى المهام الامنية والعسكرية كقوات الحماية الشخصية للملك وفى القوات المتحركة وهى قوات البوليس اما الادوار السياسية فى الحكومات فقد غابت نهائيا .
عكس الرموز التباوية فى دول الجوار فى النيجر وتشاد والتى لا تكاد تخلوا اى وزارة من شخصية تباوية ...من وزراء الحكم المحلى الى العدل الى الداخلية الى اعضاء بارزين فى برلمانات هذه الدول؟
فى ظل النظام السابق .. نظام سبتمبر والذى جاء بعد النظام الملكى لم يختلف الحال كثيرا عن سابقه فى النظام الملكى ففى بداية ثورة سبتمبر تم تمكين احد الشخصيات التباوية وهو الاستاذ محمد على تبو من تولى حقيبة وزارة الزراعة والاصلاح الزراعى .جيث اعتمد النظام حين ذاك على العلاقة الشخصية فى تمكين الوظائف العليا للدولة ؟
من هوالاستاذ محمد على تبو..؟
محمد على تبو هو احد ابناء التبو من الجنوب الليبى من منطقة القطرون ,وقد بدأ مشوار حياته الشخصية من القطرون تم سبها والتى درس بها المرحلة الثانوية بنفس المرحلة التى كان يدرس بها الطالب معمر القذافى حيث تعرف عليه واصبح من رفاقة وتم بعدها ضمه للخلايا المدنية لثورة سبتمبر.
الاستاذا محمد على تبو رغم انه اجتماعيا ينتمى الى قبيلة التبو الا انه ليس معروفا كثيرا فى اوساطهم فالرجل عاش حياته الطلابية بمعزل عن الوسط التباوى تم ما لبث ان انتقل للحياة السياسية الى دوائر الدولة فى طرابلس .
رغم ان الكثيرين لديهم اعتقاد بان تكليف شخصية تباوية فى اول وزارة بعد نجاح ثورة سبتمبر جاء لاعتبارات اجتماعية ومحاصصة قبلية ؟الا ان الحقيقة غير ذلك فالنظام لم يعتمد هذه الآلية فى بداية تكوينه للحكومات بل اعتمد على الولاء الايدلوجى والسياسى؟
الاستاذ محمد على تبو وبحكم نشأته البعيدة عن المجتمع التباوى كانت علاقاته الاجتماعية محدودة بالشخصيات الاجتماعية لمكون التبو ,لذلك لا زالت بعض المآخد تلاحقه بسبب عدم الاهتمام بمكونه الاجتماعى .ولو ان هذه الملاحقة خفت اثناء توليه امين اللجنة الشعبية لبلدية مرزق فى تسعينيات القرن الماضى وتواصله مع العديد من الشخصيات التباوية.
الاستاذ محمد على تبو ومند توليه لوزارة الزراعة فى مطلع السبعينيات وتنحيته عنها لم يتولى بعدها اى منصب ذات اهمية اذا استثنينا توليه لمهمة مدير المصرف الزراعى ؟
الاستاذ محمد على تبو ومن خلال لقاءاته وتواصله مع العديد من الشخصيات التباوية له وجهة نظر وهو ضرورة اندماج المجتمع التباوى فى المحيط الاجتماعى العربى والمشاركة السياسية والاجتماعية فى بناء الوطن ؟وهى وجهة نظر لا احد يعترض عليها الا انها تخالف الواقع الذى كان يعيشه المجتمع ؟.الليبى وهو تصدر القبيلة والجهوية المشهد السياسى رغم ادعاء النظام للتوجه الجماهيرى الجامع .