خَطّرهَا على “تجارب النهوض الناجحة في العالم”..



على تجربة "ألمانيا".. ( 6 - من 20 ) ..

من أنقاض الحرب إلى قوة صناعية رائدة ..

(1)

- على ألمانيا ، التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مُدمَّرةً بالكامل سياسيًا واقتصاديًا ومعنويًا ، مقسَّمة إلى دولتين، ومثقلة بديون الحرب والتعويضات . ولتفاجئ العالم بأنها ستُشيد من بين الأنقاض واحدة من أعظم "معجزات اقتصادية" في التاريخ الحديث ( Virtschaftswunder ) ، لتصبح أكبر اقتصاد في أوروبا ورابع أكبر اقتصاد في العالم ..

(2)

- على "أسس المعجزة الألمانية" ، التي لم تكن معجزة بالمعنى الحرفي ، بل كانت نتاج إرادة سياسية وشعبية وضعت أسسًا راسخة للنهوض ، تمثلت في إصلاح العملة عام 1948 باستبدال الـ"رايخ مارك" بالـ"ديوتشه مارك" لامتصاص التضخم ، ورفض خطة مورجنث ( au ) التي كانت تهدف لإبقائها دولة زراعية ، وتبني مبدأ اقتصاد السوق الاجتماعي ( Soziale Marktwirtschaft ) الذي يجمع بين كفاءة السوق والعدالة الاجتماعية ..

(3)

- على "مرتكزات النهضة الألمانية" :

1- اقتصاد السوق الاجتماعي :

الذي يقوم على حرية السوق والمنافسة من ناحية ، وتدخل الدولة لضمان العدالة وتوفير شبكة أمان اجتماعي قوية للجميع من ناحية أخرى ، مما أوجد توازنًا فريدًا بين النمو والرفاهية ..

2- التركيز على الصناعة والتصدير ( Exportweltmeister ) :

من خلال التخصص في الصناعات التقليدية والعالية الجودة ( Mittelstand الشركات العائلية المتوسطة ) مثل السيارات والآلات والكيميائيات ، والتي أصبحت علامات مسجلة لـ"صنع في ألمانيا" مرادفة للجودة والدقة ..

3- التعليم المهني المزدوج ( Duales Ausbildungssystem ) :

وهو نظام فريد يدمج بين التدريب النظري في المدارس والعملي في المصانع ، ليؤمن تدفقًا مستمرًا من العمالة الماهرة والمتخصصة التي تقف خلف قوة الصناعة الألمانية ..

4- الاستقرار السياسي والتكامل الأوروبي :

ساهم إعادة التوحيد في عام 1990 وبناء نظام سياسي مستقر قائم على الديمقراطية التوافقية ، إضافة إلى دور ألمانيا المحوري في الاتحاد الأوروبي ، في فتح أسواق شاسعة وضمان أمن اقتصادي وسياسي ..

(4)

- على "النتائج المتحققة" :

1- تحولت ألمانيا إلى أكبر اقتصاد في أوروبا ومحركها الصناعي الرئيسي ، ومصدر للتكنولوجيا والاستقرار في العالم ..

2- احتفظت ألمانيا بمعدلات بطالة منخفضة جدًا مقارنة بجيرانها الأوروبيين ، بفضل قوة قطاعها الصناعي ونظامها التعليمي ..

3- تصدرت ألمانيا قائمة أكبر الدول المصدرة عالميًا لسنوات طويلة ..

4- حققت ألمانيا مستوى معيشي ورفاهية اجتماعية مرتفعين للغالبية العظمى من مواطنيها ..

(5)

- على "الدروس والعِبر" :

1- ان إرادة النهوض قادرة على تحويل الهزيمة إلى نصر ..

2- ان النظام الاقتصادي المتوازن الذي يحترم السوق ويحافظ على العدالة الاجتماعية هو الأكثر استدامة ..

3 - ان الاستثمار في التعليم المتخصص والصناعة ذات القيمة المضافة العالية يخلق ميزة تنافسية دائمة ..

4 - ان الاستقرار السياسي والتكامل الإقليمي يمثلان بيئة خصبة للنمو الاقتصادي ..

والله المستعان ..