"ليبيريا"..وليبيا ؟
=========
ليبيريا التى مزقتها الحرب الاهلية و كلفتها اكثر من ربع مليون قتيل ، الى ان قرر مجلس الامن عام 2003 ارسال قوة سلام قوامها 15 الف جندى لتنفيذ برنامج يرمى "لوقف اطلاق النار، ونزع السلاح، واعادة بناء المؤسسات، وتحضير البلاد لانتخابات عامه عام 2005" ، والتى انجزت ذلك و نزعت السلاح من 120 الف مسلح من الميليشيات وبقايا جيش "تيلور"..
الانتخابات افضت الى فوز "ايلين جونسون" لتكون أول امرأة تراس دولة افريقيه ، هذه السيدة خريجة جامعة هارفرد التى كانت قد لجأت الى الولايات المتحدة بعد انقلاب "صموئيل دو" ، عادت الى بلادها لتبدأ برنامجا لاعادة تأهيلها ..
وبدأت من انشاء "هيئة الحقيقة والعدالة" التى اوصت بها الامم المتحدة لمحاسبة كل من ساهم فى خراب البلاد ابان الحرب الاهلية بعد الغاء عقوبة الاعدام ..
ثم انتقلت للتخلص من الديون المتراكمة ..
حيث استطاعت بمساعدة الولايات المتحدة والمانيا ان تحقق تنازل جميع الدائنين الخارجيين عن اكثر من 4.9 مليار دولار ، ولتبدأ مخططا لترميم البنية التحتية ، واستعادة ثقة العالم فى الاقتصاد الليبيرى مع نهاية 2007..
أهتمت بتطوير المنظومة التعليمية حيث اعتبرت "ان احترام حياة الانسان وكرامته هو نتاج اساسي لرفع مستوى التعليم "..
سنت أول قانون فى افريقيا لحرية المعلومات ، ورسخت مسار الحياة الديمقراطية والتداول السلمى للسلطه ، حصلت على جائزة نوبل للسلام وعلى جائزة انديرا غاندى ، واختارتها النيوزويك ضمن أفضل 10 رؤساء فى العالم..
" عندما رايت اطفالنا يبتسمون من جديد عرفت ان الامان والامل قاد عاد لشعبى"..
هكذا وصفت "ايلين" التحول الذى نجحت وبمساعدة العالم ودعم شعبها احداثه فى بلد تشرذم تحت سياط الصراع الاهلى ..
عام 2017 سلمت الحكم الى رئيس ليبيريا المنتخب لاعب كرة القدم السابق "جورج اويا" وعادت للعيش فى مزرعة ورثتها من ابيها على اطراف "منروفيا" ولتكتب مذكراتها كأول امرأة تتولى الرئاسة فى افريقيا..
بلد ساعده المجتمع الدولى للخروج من المحرقه ..
وأكملت ابنته المخلصة المسار..
ليصبح أحد اهم الاقتصادات الصاعدة فى افريقيا..
قصة افريقية أخرى جديرة بالاحترام..فهل خطة الامم المتحدة تختلف من دولة الى دولة ؟ ولماذا اختلف الحال فى ليبيا؟
هل الامم المتحدة ستساهم فى انشاء "هيئة الحقيقة والعدالة" لمحاسبة كل من ساهم فى خراب البلاد ابان الحرب الاهلية مند سنة 2011م ..؟
المتتبع للمشهد الليبي سيدرك ان الامم المتحدة لا تسير فى هذا الطريق , بل تسعى لاطالة الازمة من خلال تدوير من ساهموا فى تدمير الوطن وابقائهم فى المشهد اطول فترة ممكنة .
