هل نحن معنيّون بهذه الحرب ..؟؟*مقال منقول
ونحن أمام حرب بين قوتين اقليميتين ، لكل منهما مشروعه وأدواته وأحلامه التي يطمح من خلالها لتجاوز حدود الجغرافيا ، فإنه من الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى قراءة الحدث من منظور صراع النفوذ بين مشروعين توسعيين لا ناقة لنا فيهما ولا جمل ، بل إننا كعرب ومسلمين دفعنا - ولا نزال - أثمانًا باهظة من ويلات المشروعين معا ...
فمن جهة ، هناك المشروع الإيراني ، الذي وإن رفع شعارات المقاومة ، إلا أنه جاء محمولا على ظهر أيديولوجيا طائفية مزّقت المجتمعات العربية، وفتحت أبوابا للجراح ما زالت تنزف.. وما الجرح السوري عن هذا المشهد ببعيد!
ومن جهة أخرى، ثمة مشروع استعماري استيطاني بامتياز ، يعمل بتفويض أمريكي غربي، يمارس العربدة بلا حسيب ، ويعيد رسم المنطقة بآلة عسكرية ، لا ترى في شعوب المنطقة سوى عائق في طريق "الحق التاريخي" الذي تزعم امتلاكه ...!
*👈🏾 من ينظر إلى الحرب من هذا المنظار فقط ، فإنه يندفع تلقائيا إلى ترديد : "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين".. باعتباره مجرد متفرج.. لا علاقة له بهذه الحرب ...*
لكن :
❓ هل تكفي هذه النظرة ..؟
❓وهل نحن فعلاً خارج المشهد ..؟
الجواب باختصار : لا.. ولا ...*
هذه الحرب - بكل ما فيها - ليست مجرد "تصفية حسابات" بين مشروعين متنافسين، بل هي حرب على المنطقة، وإن كانت الطائرات والصواريخ تطال -حاليا- طهران فقط!
القصة الحقيقية تكمن في "الهوس الإسرائيلي" القديم المتجدد في احتكار التفوق العسكري في المنطقة، فمنذ عقود، تعمل إسرائيل على وأد أي محاولة عربية أو إسلامية لامتلاك سلاح رادع، بل حتى مجرد التفكير في كسر قاعدة "التفوق النوعي الإسرائيلي" والذي يُعتبر في عرف تل أبيب إعلان حرب!
تأمل في المشهد جيدا : إسرائيل تقصف في فترات متقاربة أهدافا في إيران ، كما تقصف بشكل متكرر مواقع في "سوريا ما بعد الثورة" ..!
حجم التناقضات والعداء بين #إيران و #سوريا الحالية كبير وواضح.. فبينهما معارك ودماء ، ومع ذلك فإن إسرائيل تستهدفهم جميعا ...!!
📍 هذا وحده كافٍ لفهم أن ما يحكم القرار الإسرائيلي هو الرغبة في تجريد الجميع من أي قدرة عسكرية يمكن أن تُخِل بتفوقها ...
فهي تريد أن تبقى وحدها مَن يملك زمام القوة ، وتكون كل الأطراف الأخرى مجرد جيوش بلا مخالب ...
ولأن البرنامج النووي الإيراني قد تجاوز الحدود ، قررت إسرائيل أن تعيد ضبط الميزان بالقوة..
وهنا نصل إلى الزاوية الأوسع ، فإسرائيل حين تضرب إيران فإنها توجه رسائل صارمة لكل من تسوّل له نفسه أن يقترب من خطوط التسليح الحمراء ..
ورسالتها للجميع هي :
مَن يحاول أن يبني قوة توازي القوة الإسرائيلية ، فسيلقى نفس المصير الإيراني ، حتى لو لم يكن نوويا ، أو لم يكن حليفا لإيران أصلا ، بل حتى لو كان معاديا لإيران مثل سوريا..
هي حرب تأديبية ، للفاعلين والمتفرجين ، بالنيابة عن المجتمع الدولي ...!!
وهنا مكمن الخطر ...
فإذا حققت إسرائيل أهدافها من هذه الحرب ، فإنها لا تحرز نصرا عسكريا فقط ، ولا تكتفي بفتح الطريق أمام فرض التطبيع ، بل تنتزع تفويضا دوليا وإقليميا يجعلها "الشرطي الوحيد" في المنطقة.. تحدد مَن يحق له أن يمتلك السلاح ومَن يجب تجريده ، وتعاقب مَن تشاء .. ومتى ما تشاء، وكيفما تشاء ...
وعندها تصبح "كراسة الشروط الإسرائيلية" هي المرجع الوحيد المقبول دوليا لأي منظومة تسليح عربية أو إسلامية ...!!
لذلك، فإن اقتصار النظر إلى هذه الحرب من زاوية "الإصطفاف الطائفي" أو "التصفية بين مشاريع الهيمنة" يُغفل النظرة الأوسع وهي أننا لسنا خارج المعركة ، حتى لو لم تُقصف عواصمنا بعد ...!!
ما لم نفهم ذلك .. وتكون هناك وقفة جادة وفعلية من الدول العربية والإسلامية لإيقاف الرغبة الجامحة لإسرائيل في "التفرد بالتفوق" فإن جميع دولنا ستكون خاضعة في تسليحها لرضى وموافقة نتنياهو والكنيست ، وحينها سنصحو على الظلم وقد أحاط بالجميع، بعد أن اكتفينا بترديد "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين"...!!@*
منقول من منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول منقول