كيف نصلح حال ليبيا ....؟


--------------------------------------------

ليس من السهل على الانسان الليبى مهما كان انتماءه الاجتماعى او الثقافى او السياسي التخلص من الصورة النمطية فى التفكير ورؤيته للمشهد الليبى بعيون حاضنته الاجتماعية المثمتلة فى توجه قبيلة , او رؤية منطقته او مدينته او حتى جينات عرقه , وهذه الرؤية مهما صدقت لن تكون الا احادية الجانب ولن تساهم فى انقاد ليبيا من ازمتها .لان الحوار المستهدف بالاساس لم يكن عقلانيا وخاليا من الصورة النمطية بمعنى آخر معظم الذين يشاركون فى هذا الحوار جاؤوا اليه وهم يحملون افكار مسبقة منطلقة من ذات توجهاتهم المثمتلة فى مبدأ المحاصصة الاجتماعية او المناطقية او العرقية لقضية الوطن .

لا يحتاج المرء الى الكثير من التفكير او التأمل ليعرف ان ليبيا تعاني من سوء إدارة رهيب وعلى جميع المستويات وفي جميع المناطق والمؤسسات العامة منها بل وحتى الخاصة .. فضعف الاداء والانتاجية .. اهدار الموارد .. القرارات العشوائية .. الوساطة و المحسوبية .. الفساد .. غياب المعايير .. انعدام التخطيط .. المركزية والتعصب الجهوي او القبلي .. ... هذه كلها مجرد سمات او اعراض لمرض عضال يشترك فيه الجميع ويؤدي في نهاية المطاف الى إنهاك موارد الوطن .. وتضخم أزماتها .. ولهذه المشكلة مسببات تاريخية وأبعاد ثقافية وسياسية بل وحتى نفسية تمنعها من القدرة على البقاء والاستمرارية ...وهذه ما اسميناها بالصورة النمطية التى يحملها معظم من جاؤا الى ملتقيات الحوار؟

ولكن هل يعني هذا انها قدر محتوم وانه ستلاصقنا مدى الحياة ... بالتأكيد لا .. والف لا..و..لا..!!

فهذه المشكلة وكغيرها من المشاكل احدى اهم شروط حلها هو التفكير بعقلانية ونبذ الصورة النمطية ..وهى قابلة للحل اذا ما تعاطينا معها بعقلانية وبوعي وإدارك تام لابعادها .. وبرغبة حقيقية في حلها .. وإذا ما تباعدنا عن توظيفها في الصراع السياسي وتحويلها الى أداة للنيل من الخصوم ..

باختصار اذا ما تعطينا معها "بجدية" و"بروح وطنية" ... سنجد ان الحلول كثيرة ومتوفرة وانها قد تمت تجربتها ونجحت في بلدان عديدة كانت تعاني مثلنا .. ولكنها تعلمت الدرس وبذلت الجهد ...

فالاصلاح الاداري الحقيقي والشامل .. مثل الاصلاح التعليمي والاصلاح المالي والقضائي والأمني ... يجب ان يجمعنا لا أن يفرقنا .. يجب ان يتحول مثلما تحول في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واثيوبيا ورواندا .. الى قضية وطنية تستهدف تعزيز الكفاءة والشفافية وتوفر الحقوق للجميع اينما كانوا وكيفما كانوا ... هذا اذا ما كنا نبحث حقا عن حلول .