أنا أكثر قهرًا من أن أدعو للشعب السوداني الحبيب بالفرج ،فالدعاء لن يسد جوعه أو يرفع عنه الغبن . . وأكثر حزنا من أن أبكي ضحاياه ، فقد بكيت قبله كل شعب عربي طاله الظلم ، حتى ظلمت صحتي ولزمت الفراش .
لي مع السودان تاريخ عاطفي ومواقف ستذكرها الأيام . .أحب نبل السودانيين ، تعفّفهم وعزة أنفسهم. أُكبِر فيهم صبرهم الخرافي على المآسي التي تناوبت عليهم . . ولكن ، كثير هذا الذي يحدث اليوم في مدينة الفاشر و يتجاوز إجرامه أيّ وصف ، إذ يتمّ تصفيّة الناس بكلَ الطرق الوحشية الممكنة ، وبعد القتل والقصف ، يموت السودانيون منذ أسابيع تجويعا متعمّدًا و ممنهجا .. و يمنع عنهم النزوح نحو أيّة وجهة ..
أيّ إجرام هذا ياناس ..
