لماذا مكث سيدنا يوسف في السجن بضع سنين ؟
ألم تكن 6 أشهر كافية مثلا" ثم يخرجه الله من السجن ، ألم تكن 6 أشهر كافية لأثبات مقولته بأن السجن أحب إليه مما يدعونه إليه ، فلماذا بضع سنين ؟
لماذا أستجاب الله جل وعلا لدعوة سيدنا نوح بعد 40 سنة أستغرقها بناء السفينة ؟
ألم تكن بقدرة المولى جل وعلا أن يستجيب دعوة سيدنا نوح بعد سنة مثلا" ويغرق الأرض وأن يرسل ملائكة يساعدون سيدنا نوح في بناء السفينة لينتهي بناؤها بعد سنة بدلا" من 40 سنة ...!
لماذا بدأ النصر في سيرة سيدنا محمد مع الهجرة للمدينة المنورة بعد 13 عاما" من المعاناة في مكة وما شابها من معاناة للمسلمين الأوائل وتعذيب وحصار وجوع وهجرة إلي الحبشة ؟
ألم يكن المولى جل وعلا قادرا" على الإيعاز لسيد الخلق سيدنا محمد بالهجرة إلي المدينة بعد سنة واحدة مثلا" من المعاناة بدلا" من 13 سنة ...!
ما الحكمة في هذه المدد الطويلة التي قدرها المولى جل وعلا لأحبائه ولأخلص مريديه ؟
هذه الفترات الطويلة التي قدرها المولى جل وعلا والله أعلم هى الفترة الزمنية اللأزمة لتدريب المؤمنين على المهمة العسيرة القادمة لهم ...!
سيدنا يوسف سيمسك بخزانة مصر في أحلك فترات سواد الأمة ، فيجب أن يكون صبورا" حازما" ، رابط الجأش ليتولى المهمة ، وهو يحتاج إلي هذه الفترة الزمنية لتأهيله للمهمة .
سيدنا نوح وقومهم سينشأ من نسلهم جيل كامل وسيستلمون زمام الأرض بعد أن أصبحت بكرا" لهم ، فكان يجب إعدادهم لهذه المهمة بالصبر والثبات واليقين في الله ، فكان بناء سفينة في الصحراء والصبر على هذا البناء وأستكماله لمدة 40 سنة في صحراء جرداء .
هذه السنين الطويلة وإستمرار المؤمنين على هذه السنين في عمل شاق مضني في مكان لا يتناسب مع السفينة هو غرس وثثبيت للإيمان في قلوبهم إعداد للمهمة العسيرة القادمة وفترة التدريب اللأزمة هي 40 سنة .
وكذلك إستمرار معاناة سيد الخلق وصحبه الأوائل 13 عاما" كانت مقصودة لغرس الإيمان في قلوبهم وزرع الثبات في يقينهم إعداد لمهمة شاقة وهى نشر الإسلام في كل انحاء المعمورة .
أيه القابضون علي الجمر والثابتون على الحق إن الله يعدكم لمهمة عالية وسيمكنكم وسينصركم قريبا" نصرا" مؤزرا" فقط أثبتوا ولا تيأسوا وتيقنوا أن سنة الحياة أقتضت بأن يعلو الباطل ردهة من الزمن ليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم الصادقين من المنافقين والله غالب على أمره ولو أكثر الناس لا يعلمون ...!