فـي 17 من فبـراير عـام 2011 اندلـعت الأحتجاجات ضـد نـظام الـرئيس الراحـل مـعمـر القـذافـي بمـدينة بـنغازي
وتـمكنـوا من الزحـف نحـو المدن الأخرى ، وذلـك إثر اعتقال محـامي ونظراً لـعدم وجود سبـب لإعتقاله
أرتفعت الأصوات مطـالبـة بإسقـاط النـظام ..
( قضيـة كـانـت سـتُحـل بجـلسةِ واحده )
فـي صبـيحـة 17 من فبـراير قـرعت طبـول الحـرب ، وأرتفعت أصوات البنـادق ، مؤسسات تعليـمية تحولت إلـي مراكـز تـدريب وتجنـيد الشـباب ، شـباب فـي عمـر خامسـة عشر حملوا أسحلـة لـحمايـة أنفسهم وأهـاليهم ،
كـثرة حـالات القـتل الأغتـيال والخـطف ، فـقـد رجـال الأمن السـيطرة عـلـى الوضـع و(أصبح البـقاء للأقــوى ) ..
بـعد مرور تسـع سنـوات وخـلال زيـارتي لهـا رأيـتُ
الدمـار الذي خلفه الـحرب ، وصـور الشـهـداء ملئـت الشـوارع ، رأيـتُ الحـزن في أعين الأمـهات ، الـشعبُ الليـبي في حالةِ من الحـيرة فـي أمره ، البـعض يتحسر عـلـى موت القذافـي ( رحمه الله ) ، والبعض يأكد بأنه الـسبـب فـي الدمـار الفكـري والثـقافـي بأفـكـاره الغـريبة وكـتابـه الأخضر ..
( مـات رجـلُ وعـآنت أمـة بأكـملـهآ )
وحـدث مـآ حدث ومـات من مـات والآن وبـعـد عشـرة سـنوات تشـهد ليـبـيا بصـيص مـن الأمــل ..
( لآ حول والا قـوة إلا باللـّـه ) رددها الكـثيـرون بعـد مـوت الرئيـس الراحـل إدريس ديبـي أتنـو ( رحمـه الله )
تضـاربـت مشـاعر المواطـنين بين الحـزن و القـلق
عـن نفسـي شعـرتُ بإن جـدار قـلعتنـا هُــدم ، وكأن الـسيـناريـو يكـرر نـفسـه ، لـكـن عم الهـدوء فـي أرجـاء
البـلاد وكـل يـدعو عبـر صفـحته للـسلام والـحوار والوحـدة والحفـاظ عـلـى الأمن والأستقرار ..
( مـرحلـة الوعـي الفكـري )
تحـدثت عـن حـرب لـيـبـيآ ومـا قمتُ بذكـرهِ هـو نقطـة في بحـر المأسـي الواسـعة ، حتـى تعلموا الأثآر التـي تتـركهـآ الحـروب ، ومـا نشهـده سيـكون أسوء بكثـير لأننـا نعـاني من مرض مزمـن (العـنصـرية ) الذي سيـؤدي بنا جميـعاً إلي التهلـكة ، لأن الـفتن والقلاقـل إذ تمكنـت من آي مجتـمع لن تفـرق بين أحد ، ومن أخـطـر هذه الفتـن تلـك التي ترتبـط بالـعلاقـةِ بـين أبـناء المجتـمع وتحديـداً ، بـين المسـلميـن والمسيحيـن أي بـين الشمـال والجنـوب
وأول ما يجـب أن نحـذر منـه هو عدم السـير وراء هـذه الـفتـن وأخـذ الحـيطة والـحذر ..
ولابـد من أخـذ العبـرة والعـظة مـن الأمـم التـي سـقـطت عبـر التـاريـخ ، لأنـها تفـرقت بالـفتـن والدسائـس والمؤمـرات ودمـرت الشـعوب والحضـارات وأشـعلت الحـروب بين أبنـاء الوطن الـواحد هذا بالإضافـة إلي الخسـائـر الأقتصاديـة ، وفقـدان البنيـة التحتية ..
( مصـائب قوم عنـد قوم فـوائـد )
يـصل عدد سكآن تـشـاد إلـي 14500000 حسـب الإحصائيات الأخيرة ، مع أكثر من 200 لغـة ولجـهة
وتـعدد قبآئلـها بعـاداتها وتـقاليدهـآ المختلـفة ، بالـرغم من كـل ذلك إلا ان هنـالك عنـصر موحـد يجمعُنا جميـعاً
وهـو الوطن ، لأنـ هو الميـلاد والممات وهـو المثوى الأخيـر للجسـد ، وأن حمـايتـه هو أسمـى الغـايات في الحـياة ..
( مصـير تـشـاد بيـنا أيـدينا ) ..
روانـدا أهتمام العالم خلال السـنـوات المـاضية بفـعل أداء حكـومتها ووعـي وثـقافـة شعـوبهآ ، فهـي الدولـة التـي تحولت من الإبادة الجمآعية إلي ايقـونـة التنمـية الأفريـقية ..
الخـلاصـة وببسـآطة ؛ لنأخـذ العبـرة من لـيـبيـا وباقي دول الجـوار التي عانت ومازالـت تعـاني من الحـروب والقـهر والفـقدان ، ولنقتـدي بـ روانـدا ولـتكن هذه هـي البـداية
البـداية التي لا نكـرر فيهـآ نفـس الأخطاء ، لنـكتب تاريـخاً جديداً لتشـاد ، لنـثبت للعـالم بإن تـشـاد أرقـى وأسمـى ممـا يـعتـقدون ، وكـما قالـت سـاكنـة ...
غـداً ستـكـون بلدتـنا كبابــل فـي حدائقـهآ
كمــصـراً فــي حضــاراتـهـا .
غـداً سـتـقوم بـلدتنـا تصـلي خلـفـها الأمــم
ولـي أمـل بـهـذا الـوطـن ...