=================================
فى الاعراف السياسية والدبلوماسية , عندما تعد دولة ما قوة مسلحة بالعدة والعتاد وتنطلق من اراضيها ارتال مسلحة لمهاجمة دولة جارة وقتل رئيسها , بدون سابق اندار وبدون سبب فهذا يعتبر عدوان ومن حق الدولة المعتدى عليها وفق الاعراف الدبلوماسية قطع العلاقة واعلان حالة النفير العام لرد العدوان, هذا تحديدا ما حصل بين دولة ليبيا - ودولة تشاد الجارة ؟ ولكن شيئا من هذا لم يحصل , رغم كل الحقائق على الارض بل بالعكس استقبلت تشاد الدولة المعتدى عليها رئيس الدولة التي انطلق من ارضها العدوان فى مراسم تأبين رئيسها.
السؤال : ماذا لو كان العكس ؟ هل تستقبل ليبيا رئيس تشاد لو تعرضت لعدوان من الارض التشادية وقتل رئيسها؟
قد يقول قائل ان هذه قوات معارضة وليس للدولة الليبية اي سلطان عليها , وليبيا ليس لها السيطرة على حدودها ؟ هذا صحيح الى حد ما ...ولكن ؟
لماذا لم يصدر اي بيان من الحكومة الليبية عند بدأ العدوان من اراضيها , ولماذا لم ترسل القيادة العامة للجيش قوات الى الجنوب الليبي كما فعلت الان لمنع وقوع هذا العدوان على دولة جارة؟
قوات الوفاق او المعارضة التشادية تم تجهيزها واعدادها فى الجنوب الليبي وشاركت فى الحرب الاهلية الليبية بمعرفة كافة الاطراف الليبية , حيث استغلتها ضد بعضها البعض ,فقد اشتركت فى الاعتداء على الحقول النفطية , ومعارك طرابلس ,ومعارك الجنوب الليبي فى الهجوم على مدينة مرزق حيث تم قتل وتهجير ابناء التبو , وشاركت فى اعمال سرقة و نهب املاك الليبين فى قرى الجنوب , وكان عمل قائد هذه القوات كضابط اتصال لجلب المرتزقة وتجنيدهم لحساب بعض الاطراف الليبية من بعض مناطق ومدن تشاد ؟
ما يجب ان يعرفه الليبين اليوم هو ان تشاد حكومة وشعب اثبتوا بانهم على قدر عالي من الوعي الدبلوماسي , وانهم على قدر عالي من السياسة والحكمة تجاه اي رد فعل غير مسؤل, وما يجب معرفته ايضا ان التشاديين حتى وان انقسموا سياسيا فى الوقت الحاضر الا انهم سوف لن ينسوا كيف قتل رئيسهم ؟ ومن قتله ؟ ومن اعطى السلاح للقيام بعملية القتل ؟