الديمقراطية بمفهومها السياسي هو صراع الاحزاب على السلطة ، والاحزاب هى احدى اهم أدوات ممارسة الديمقراطية على الطريقة الغربية الرأسمالية ، فالنظام الراسمالي بطبيعته يفرز قوى اقتصادية تملك راس المال من خلال ممارسة انشطة اقتصادية مسموح بمزاولتها وفق قوانين النظام…لذى يفرز هذا النظام طبقة متميزة تملك راس المال وتسعى للاستحواذ على السلطة لحماية راس المال ،..الانتخابات في هذه الدول لا يدخلها ولا يسعى إليها الا من يملك رأس المال لشراء الأصوات من عامة الشعب ، ولكن ما يميز هذا السعي هو أن صاحب رأس المال مصدر ماله معروف ، واسمه معروف ونشاطه معروف ومسموح به وفق قوانين الدولة؟
ورغم ذلك تسجل دائما خروقات وتجاوزت، يتم الطعن بها أمام قوانين الدولة؟
دول العالم الثالث تحاول أن تحاكي هذه اللعبة ،وتحاول أن تستعير مسميات ومصطلحات ليست من بنيتها ولا من ثقافتها السياسية ، ممارسة الديمقراطية الغربية في مثل هذه الدول هى شهادة زور فاضحة ، في محكمة ليست بها نصوص قانونية للحكم ولا محامي دفاع؟
ليبيا الدولة الشمال افريقية ، والتي لم تعرف النظام الديمقراطي يوما ولم تمارسه ،يريد البعض في هذه الدولة استعارة المصطلحات السياسة الغربية ، واللصاقها بنظام الحكم السياسي و الذي يشهد صراعا على السلطة مند سقوط نظامها السياسي سنة 2011م ، مصطلح الديمقراطية مصطلح غريب فى مجتمع عشائر ي يعتمد نظرية الغلبة والغنيمة؟وأنشأ أحزاب في مجتمع قبلي وعشائري هي كذبة مكشوفة لا تنطلي على احد ، وخوض الانتخابات وعقدها بمثل هذه الاحزاب هى اكذوبة، أخرى تضاف لسجل الأوهام التى يصر البعض القيام بجمعها كهواية؟
أنشأ حزب يلزم رأس المال ، ؟ ورأس المال فى دولة ريعها النفط وليس لها مصدر آخر ، وهي بالأساس ثروة وطنية ومصدر قوت الشعب ، لا يمكن الحصول عليها الا بالفساد، والسرقة ؟ اما الاستثناء الوحيد هو النشاط الخاص والليبيون لم يمارسوا النشاط الخاص الا القلة على مدى الأربعون عاما من عمر النظام السابق ، اما من صنعوا راس المال بعد سنة 2011م ، فمصدر راس مالهم معروف الا من رحم ربي ؟
هناك فئة غير قليلة امتهنت تجارة الممنوعات فى غياب تام للدولة مثل العمل بالهجرة الغير شرعية ، وتجارة المخدرات، وسرقة ارصدة الدولة بالداخل والخارج وكونوا ثروة طائلة، بطرق فير مشروع…
من سيدخل الانتخابات في ليبيا سوف لن يكون مواطن راقد ريح من الكفرة أو القطرون أو غات أو غدامس لا يملك قوت يومه ، من سيصارع على السلطة للوصول إلى الحكم في ليبيا لابد أن يكون مقتدر ماليا لشراء الأصوات والصرف على كسب الولاءات،
فهل في ليبيا من يملك المال الحلال ليصرفها على لعبة تسمى ديمقراطية؟
يظل للترامادول الكلمة الفصل في الشأن السياسي الليبي ، الا اذا اراد الله شيئا غير ذلك؟
تباوي - ودبلوماسي سابق