القضية ليست قضية موارد؟

القضية ليست قضية موارد بل هى قضية عقول بشرية ...

-------------------------------------------------

ليبيا من البلدان التي تتوفر فيها الموارد والظروف الطبيعية المثالية.

ولكن، إزدهار وإستقرار البلدان لا يتحقق فقط بالموارد والظروف الطبيعية المناسبة،

الكونغو من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية، وهي أغنى من ليبيا مائة مرة بالموارد، ولكنها من أفقر دول العالم.

فنزويلا تمتلك خمسة أضعاف إحتياطيات ليبيا من البترول والغاز، وعندهم كميات مأهولة من الموارد المعدنية، وعندهم الأمطار والأنهار والأراضي الخصبة والغابات، ولديهم كل شئ تقريبا، ولكن فنزويلا تتعرض الأن لمجاعة حقيقية، وملايين الفنزويليون يهربون عبر الحدود الى الدول المجاورة فقط للحصول على كسرة خبز !

في المقابل، اليابان لا تمتلك اي موارد طبيعية وتضربها الزلازل والأعاصير كل أسبوع، وهي مع ذلك من اغنى دول العالم وأكثرها تطورا، ونفس الأمر ينطبق على دول أخرى مثل المانيا، وحتى الكيان الأسرائيلي استطاع ان يتحول الى قوة إقتصادية ومنافس على اعلى المستويات بدون نفط ولا غاز ورغم ان مساحته لا تكاد تتجاوز مساحة بلدية صغيرة فى ليبيا !!!

الأمر لايتعلق في المقام الأول بالموارد بل يتعلق في المقام الأول بالبشر وبالعقول، وبالقدرة على الخروج من القوالب الفكرية العتيقة المنتهية الصلاحية، والقدرة على فهم أدوات الإقتصاد والتنمية والتنظيم والإدارة في هذا العصر المعقد المتشابك...

لازلنا نخطىء فى تشخيص الداء عندما نعتقد باننا لمجرد امتلاكنا للموارد والثروات يؤهلنا لصنع مجتمع الرفاهية والسعادة ..