تناقلت وكالات الانباء خبر مفاده أن الأطراف الدولية والإقليمية تفكر فى عرض اقتراح يقضي بتشكيل حكومة موحدة يكون مقرها مدينة سرت لادارة شئون البلاد تجمع بين حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة كخطوة نحو الخروج من الازمة وتمهيدا لمفاوضات السلام ووضع خارطة طريق للتهدئة من منظورهم ،،، هل أزمة ليبيا والليبيين والتى دخلت عامها العاشر تتلخص فى تقاسم حقائب حكومية بين القيادات المتصدرة للمشهد هنا وهناك؟ أم أن الازمة الليبية هى تراكمات لإزمات اقتصادية واجتماعية وامنية جراء الحروب والصراعات المتتالية والتدخلات الخارجية وسعت الهوة بين الشعب وكل من هم بالواجهة السياسية ؟ الشعب لا يرى ان فيه مشكلة بين اعضاء الحكومتين حيث ان مرتبات اعضاء الحكومة المؤقتة تصرف من خزانة حكومة الوفاق وكذلك المصروفات والنفقات الاخرى . وكلاهما يتقاضي فى المرتبات العالية والعلاوات والمزايا والمهايا ويتبادلون الزيارات واللقاءات والاتصالات . في خضم هذا الصراع المتأجج بين الطرفين المتناحرين وهذا الأداء السيئ للحكومتين، نبدى استغرابنا من هذه التصريحات، وننوه للاتي : - المشكلة ليست في تشكيل حكومة في سرت او في البيضاء او في سبها او في غدامس، المشكلة تكمن في الهوة السحيقة بين الشعب و هذه الحكومات المتعاقبة التى فقدت ثقة افراد الشعب الليبي، - الليبيون والليبيات فقدوا الثقة في هذه الاجسام التي تسببت في تردى أحوالهم الأقتصادية والامنية وارتفاع معدلات البطالة والنقص الحاد فى المحروقات وارتفاع اسعار الغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء وانخفاض سعر الدينار وانعدام السيوله. - الليبيون والليبيات لا يهمهم الطريقة والكيفية التى على أساسها تنشأ الحكومات، فالذى يهمهم هو مصالحة وطنية شاملة وعدالة تصالحية وانعاش اقتصادي تمهيدا للجلوس لاعداد مسودة دستور توافقي يلتف عليه الجميع حتى تقام مؤسسات قوية تعمل على تنفيذ بنوده، - الحكومات المتعاقبة هيمنت عليها الاطراف الاقليمية والدولية عندما حدثت الفجوة بينهم وبين الليبيين، لقد باتوا منشغلين بمعالجة الالتزامات الخارجية والتى تفاقمت مع حدة الصراع . - لا نعتقد ان إنشاء حكومة موحدة من ذات الهياكل والشخوص سوف تغير من واقع حال الليبيين والليبيات لان من اهم عوامل نجاح الحكومة هو ثقة الشعب فيها وان تكون نابعة من الشعب وتحقق تطلعاته . نحن نعتقد بأن اول خطوة لحل الازمة تبدأ من تحقيق السيادة بالدرجة الاولي واذا كانت الحكومة ستشكل من الاطراف الحالية المثقلة بالالتزامات نتيجة الصراع، فكيف ستتمكن هذه الحكومة من فرض السيادة على التراب الليبي؟ - الحل الصحيح هو الرجوع الى الميثاق الوطني الليبي وخارطة الطريق بالمبادرة الوطنية الليبية الموحدة والتمسك بهما كطوق نجاة للخروج من هذا الغريق، - توحيد الليبيين حول كلمة سواء واعتماد مخرجات المبادرة وصولًا للمؤتمر العام الذى يحضره كافة الممثلين عن الشعب الليبي للمصادقة على الميثاق الوطني الليبي وخارطة انهاء الازمة والاعلان عنهما من داخل المؤتمر والشروع فى تنفيذ خارطة الطريق . الشعب الليبي وقواه الوطنية يشعرون بأن المتصدرين للمشهد السياسي فى البلاد سوف يستمعون هذه المرة لصوت الشعب ويفسحون المجال لتنفيذ المبادرة الوطنية الليبية الموحدة وميثاقها الوطني لحل الازمة ولن يشتركوا فى عملية تدويرها من جديد . والله من وراء القصد ساهموا فى نشر هذا المنشور ليصل للجميع . اللجنة العليا للمبادرة الوطنية الليبية الموحدة 15/08/2020