أكراد ليبيا وتبو العراق متى تكون المقارنة ظالمة؟

·

ملاحظة ذات أهمية:

عندما تجد مقال على هذا النحو على صدر هذه الصفحة فاعلم بأنه رد على مقال لأحد المصابين بكورونا القومجية؟

=============================================

لقد تشابه علينا الأمر وبتنا لا نعي ولا نستوعب حكمة وجودنا إلا من خلال نظرية المقارنة والمقاربة ،ونظرية المقارنة الاجتماعية لها شروطها فى الزمان والمكان وذلك بمقارنة اسم الفاعل واسم المفعول به ، والجار والمجرور إليه كشرط لمعرفة الذات ...لقد تشابه علينا الأمر نتيجة تشابه المأساة رغم اختلاف مكاننا على ظهر البسيطة بين آسيا وأفريقيا.

اتفاقية سايكس بيكو لسنة 1916 لا زالت تحكمنا وخطوط الطول والعرض لازالت تأسرنا ،وجبال كردستان وتبستي لازالت تحمي ما تبقى من أرث ماضينا ، وجه الشبه بيننا وبين أكراد العراق هو ان كلانا أقلية عرقية وسط أحشاء قومية عربية شاء القدر والتاريخ والجغرافيا أن تشتت كياننا بين عدة دول ، ووجه الشبه أيضا اننا متهمون بالانفصال و بالولاء للخارج ، واللا انتماء للاوطان التى نعيش بها ،وهذه الشبهات لا أحد يستطيع الخلاص منها لأنها أحكام مطلقة وجوالة ومثوارته ومتفق عليها من كل التيارات العروبية القومية ..

على مدى 72عاما من دولة الصهاينة فى فلسطين اختلف العرب وتقاتلوا وخونوا بعضهم بعضا ولكنهم مطلقا لم يختلفوا على تقييمهم للأقليات العرقية التي تعيش وسطهم بأنهم مصدر خطر وأنهم اقرب الى العدو منهم للمواطن في وطنه ،رغم كل التضحيات التى قدمتها تلك الأقليات من أجل أوطانها بدء من مشاركتهم فى الحروب المتوالية ضد دولة الكيان الصهيوني وانتهاء بالحروب الإقليمية فيما بينهم أو بين جيرانهم..

الكرد مشتتون بين اربع دول وفى الشتات بين ايران وسوريا وتركيا والعراق, وهم يتمتعون فى العراق فقط بخصوصية الحكم الذاتى وذلك بناء على اتفاقية 1970 م بينهم وبين الحكومة العراقية ,اما فى ايران فلهم محافظة باسم كردستان وليس حكم ذاتي . يعتقد الغالبية من الكرد بأن اتفاقية لوزان بعد الحرب العالمية الأولى قد ظلمتهم حيث تم تقسيمهم قسرا بين الدول المنتصرة في هذه الحرب ,الأكراد فى تركيا يخوضون حربا بقيادة حزب العمال الكردستانى ضد الحكومات التركية المتعاقبة من أجل الحصول على حكم ذاتي بعد أن تراجع مطالبهم بإنشاء دولة كردية مستقلة فى جنوب شرقى تركيا ,

وجه الشبه عند التبو هو انهم اقلية عرقية مشتتون بين اربع دول وفى الشتات بين دول النيجر وليبيا وتشاد والسودان ,ولا يتمتعون بخصوصية الحكم الذاتى فى أى دولة , ولا يتمتعون بخصوصية باى محافظة ادارية باسمهم إذا استثنينا الإقليم الوحيد فى تبستي موطنهم الاصلي فى تشاد حيث خاضوا حربا ليس من اجل الانفصال أو أنشأ دولة مستقلة باسمهم و انما من اجل نيل حقوقهم فى مناطقهم حيث اوصلت هذه الحروب زعماء من بينهم للسلطة فى انجمينا بينما ظلت مطالبهم التى خاضوا الحروب من أجلها كما هى ؟, تبو النيجر مشتتون فى قري صحراوية نائية تفتقد مقومات الحياة يفترسهم المرض والفقر والجهل واقصى سقف مطالبهم هو الحصول على مقومات التنمية المكانية فى قراهم , أما تبو ليبيا فهم يعيشون فى مدن نائية وبعيدة و تفتقد مقومات الحياة يتقاسمون مقومات حياتهم مع الآخرين و يكافحون من أجل نيل الاعتراف بثقافتهم وهويتهم وتنمية مناطقهم ومدنهم , الفارق بين التبو والأكراد , هو ان التبو لا يوجد فى ثقافتهم أى دعوة انفصالية أو تشكيل كيان خاص بهم , انما يسعون لنيل حقوقهم الطبيعية اسوة ببقية الاعراق فى أوطانهم ,ولكن تهمة الانفصال وتأسيس كيان خاص بهم لا تفارق كيانهم , وهذه التهمة تزداد كلما اتجهنا شمالا وتزداد كلما طالبوا بحقوقهم الثقافية ,الفارق التالي هو ان التبو رغم اضطهادهم وتهميشهم لم يتسابقوا لمبايعة الناتوا كما فعل اكراد العراق المهمشون بالترحيب بقوات الاحتلال للعراق , ولم يشكلوا قوات بشمرقة خاصة بهم الا للدفاع عن انفسهم ,التبو لم يكن منهم جلال طلابانى ولا برهم صالح والذين تولوا رئأسة الدولة بناء على توازنات اعراق العراق القبلية والطائفية ,ولم يكن منهم هوشيار زيباري ليتولى حقيبة خارجية الدولة بناء على جينات كرديته , التبو لم يستقبلوا برنار هنري ليفى فى مناطقهم و لم يطالبوا بدعم الصهاينة لمطالبهم الحقوقية ولم يرفعوا راية خاصة بهم تمثل كيانهم وهويتهم كما فعل الاكراد ؟

من كل هذا نستخلص أن المقارنة بين أكراد العراق وتبو ليبيا ظالمة , وان التبو وطنيون للنخاع عندما يتعلق الأمر بسيادة واستقلال وطنهم …

وبعد كل هذا يأتى من يتهمنا باللا انتماء للوطن , تبا لكم مالكم كيف تحكمون …

هذا الحديث ليس له بقية ..

تباوي ودبلوماسي سابق.