ما الذي جعل أبليس يرفض السجود وهو يعلم قدرة الله الذي خلقه من نار ؟ ما الذي جعل أبن نوح يترك السفينة وأبيه ويعتصم بالجبل ؟ ما الذي جعل السامري يترك موسى ويصنع عجل ليعبده ؟ ما الذي جعل الوليد بن المغيرة يموت على الكفر ويصف القرأن بالسحر رغم معرفته أنه ليس كلام بشر ؟ ما الذي جعل أقوام ترى معجزات الله أمامها وتكفر بدعوة أنبيائها ؟ كنا نتسأل ونتعجب بإستغراب ودهشة .. كيف أمام سيل الحقائق الدامغة والمعجزات المذهلة والبراهين القاطعة أن يصر الكثير على الرفض والغي والباطل ؟ الأن أدركنا بكامل وعينا وبتفاصيل التجربة المريرة ورؤيتنا لنماذج مشابهة في التفكير والسلوك ، ماهو محركهم ، ومالذي أعمى أبصارهم وبصائرهم ، وأدركنا أن الكبر والعناد أسوء داء قد يصيب البشر ، وأدركنا أن البعض لايهمهم الحقائق والحجج والبراهين حتى لو كانت كالشمس في رابعة النهار ، والمعجزات حتى لو رأوا الله جهرة ، أو تنزلت عليهم مائدة من السماء ، أو كلمهم من في المهد صبيا ، بقدر ما يهمهم الأنتصار للنفس الأمارة بالسوء ، والتلذذ بإرضاء الحقد الكامن فيها ، والتمتع بملذات الدنيا الزائلة ، حتى وهمو يلفظون الأنفاس الأخيرة . منقول ي