جرائم الاحتلال التركى لليبيا كثيرة , وذاكرة الليبين من تاريخ حكم الاتراك لا يحمل الخير مطلقا , ولم تسلم اى قبيلة او عرق من شر حكمهم , وقد كنا ذكرنا ما ذكره لنا اسلافنا نحن التبو , عندما تمردوا على الحاكم التركى ورفضوا دفع الضرائب او ما يسمونه بالميرى فى ذلك الوقت وهاجروا الى شمال تشاد والنيجر , وطاردهم الاتراك حتى جبال تبستى ولولا عوامل الطبيعة الجبلية التى حمتهم لكانوا ضحية هذا الاحتلال ؟
ما حصل للتبو حصل لقبيلة الجوازى العربية فى شرق ليبيا والتى رفضت دفع ما اسموه بالشرق الليبى "المكوس " وهو نوع من الضرائب التى كانت تفرض على السكان بدون وجه حق .
الجوازى قبيلة عربية من قبائل بنى سُليم المعروفة والتى هاجرت الى شمال افريقيا حيث استوطنوا الساحل الشرقى من ليبيا وتحديدا فى برقة ..
رجالات هذه القبيلة العربية اشتهروا بالشجاعة وإباء الضيم، ولذلك كان لزعمائها موقف واضح في معاداتهم للاحتلال التركي حيث قاتلوا الجنود الترك فى عدة مناسبات جيث رفضوا دفع المكوس التي كان العثمانيون يفرضونها على السكان عنوة. هذا الموقف الشجاع أثار حفيظة الوالي العثماني«القرمانللي»، فدعا شيوخ الجوازي للحوار بخصوص صلح بين الطرفين في قصر الحامية، حدثت المأساة في 5 سبتمبر من العام 1816 حيث راح ضحية المجزرة ما يزيد عن 10 آلاف إنسان من أبناء هذه القبيلة ؟ وكان الحاكم العثماني «القرمانللي» المجرم قد أجتمع بشيوخ القبيلة واستدرجهم بخدعة مفادها اجراء الصلح بين الحاكم وقبيلة الجوازى المتمردة فقتل الشيوخ الذين حضروا الاجتماع كلهم في ذلك القصر واكتشف أفراد القبيلة الخديعة بعد فوات الأوان وحدوث مجزرة فثارت القبيلة لتنتقم لشيوخها مما نتج عنه مقتل عشرة آلاف رجل.