مقال مترجم عن صحيفة اجنبية
#تطهير عرقي ترتكبه الحكومة وقوات ميلشيا الكرامة بقيادة حفتر و عبدالله ثني و فائز السراج و بعضمن القبائل و مجالس الاجتماعية العربية في جنوب ليبيا ضد الاقلية التبو خاصة مناطق لتباوية في ألأقليم فزان-زلاء.
#إن الحكومات الليبية مسئولة عن "التطهير العرقي"
#وقد تغاضت حكومات السابقة و الحالية عن هذه مجازر و شاركوا بشكل مباشر في عمليات إعدام سريعة للمدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، و تهجير الممنهج و في حرق البلدات والقرى التباوية والإخلاء القسري لمناطق واسعة كانت مأهولة لأقلية التبو. وقامت ميليشيات العربية مدعومة من الحكومات الليبية العربية بتغيير الديموغرافي بمساعدة من جهات الرسمية العنصرية و الجهوية و طرد الشعوب الأصلية من مناطقهم و زرعوا الزنوج و الغجر من أبناء قومياتهم في مناطق التباوية .
#كما شرعنوا حكومات الليبية العربية وحلفاؤها من ميليشيات العربية و الأجنبية على قتل الأقلية التبو بدم بارد، ودمروا القرى وسرقوا مخازن الطعام و المزارع والمواد الأخرى الأساسية للسكان المدنيين و استعملوا قصف بالطائرات. واقتادوا عشرات من مدنيين على اساس الهوية معظمهم من كبار السن و الأطفال في عهد النظام القذافي وحتى هذه اللحظة في جنوب الغربي.
#إن لهذا الصراع جذور تاريخية ولكنه احتدم في سنة 2018، عندما طالبت أبناء الأقلية التبو، بوضع حد للتهميش الاقتصادي المزمن و دسترة حقوقهم كأقلية في الدستور و بالمشاركة في السلطة داخل الدولة ليبيا التي يحكمها الأكثرية العرب المستعربة. كما طالبوا التبو من الحكومة بوضع حد للانتهاكات التي يقوم بها ميليشيات العربية المشرعنة من قبل جهات الرسمية الجهوية و إيقاف دعم التي تقدمها الحكومات الليبية للبعض الرعاة العرب الغجر لممارسة سياسة الاستيطان و ارتكاب الجرائم الإنسانية ضد الأقلية التباوية الأفريقية و تهجيرهم من مناطقهم الأصلية.
#وقد ردت الحكومات على هذا المطالب بصورايخ و قوة و الجيش المسلح و خطابات السياسية العنصرية منحازة من الطرف و بدأ بأستهداف التجمعات السكانية المدنية التي ينحدر منها الأقلية التبو، و اتهامهم بالخونة و الدخلاء و الأجانب و المرتزقة من دول الجوار وانخرطت بكل صفاقة في الاصطفافات العرقية من خلال تنظيم شراكة عسكرية وسياسية مع بعض البدو العرب الذين يشكلون جماعات زوية و أولاد سليمان و غيرهم من ابناء جلدتهم من دول الجوار. إذ قامت بتسليحهم وتدريبهم وتنظيمهم، وأمنت لهم حماية فعلية ضد كل الجرائم التي يرتكبونها.
#وتتميز للشراكة بين الحكومة و تلك القبائل بالهجمات المشتركة على المدنيين التبو أكثر منها على الدواعش. ويقوم بهذه الهجمات أفراد من الجيش العربي الجهوي و بعض من قبائلهم العربية الذين يرتدون بدلات موحدة لا يمكن تمييزها في الواقع عن لباس الجيش العربي القومي.
#ورغم أن تلك القبائل العربية يكونون دائما أكثر عددا من الجنود النظاميين ، إلا أن القوات الحكومية العربية تصل عادة قبلهم وتغادر بعدهم. وحسبما قال أحد أبناء التبو من الكفرة عن احداث الكفرة في سنة 2008: "إنهم الجنود النظاميون يرون كل شيء" يقوم به قبيلة زوية العربية. يأتون معهم ويقاتلون معهم ويغادرون معهم.
#وكثيرا ما يتم دعم غارات الحكومة ىقبائل العربية الذين لهم مشاكل مع التبو بسلاح الطيران الليبي مثل ما حدثت في سبها و في غدو و في الكفرة و مرزق. وقد أدى الكثير من هذه الغارات إلى تدمير تجمعات زراعية صغيرة و السكنية خاصة لأبناء الأقلية التبو، حيث يصل عدد القتلى إلى مئات من أبناء التبو.
#لقد قضت منظمات المجتمع المدني التبو شهرا وبضع الايام في جنوب الغربي و الشرقي ليبيا وعلى أطرافها توثق الانتهاكات التي وقعت في المناطق التباوية التي كانت مأهولة سابقا بالسكان التبو. ومنذ 19/4 2013، جرى حرق وإخلاء مناطق واسعة من أراضيهم في المنطقة الكفرة و سبها. ومع استثناءات نادرة، فإن مناطق التباوية القديمة في زلاء و تازر خال الآن من سكانه التبو الأصليين. لقد تم نهب أو إتلاف كل ما يمكن أن يقيم الأود وينقذ الحياة المواشي ومخازن الطعام والآبار والمضخات و المنازل..الخ . وقد أحرقت القرى، ليس عشوائيا بل بصورة منهجية، وغالبا لمرتين وليس لمرة واحدة مثل ما يحدث الأن في جنوب الغربي بتحديد سبها و غدو و مرزق.
#ما يقوم به بعض قبائل العربية مدعومة من الحكومات الليبية و جيشهم القومي و مع المرتزقة من دول الجوار في مناطق التباوية في زلاء و تازر حرق القرى و تهجير السكان، دفع المدنيين إلى المخيمات والمستوطنات خارج المدن الكبيرة، حيث يقوم جيش القومي العنصري و ميليشياتهم المشرعنة بالقتل والسلب دون رقيب أو حسيب.
#ورغم نداءات الدولية لمطالبة بإجراء تحقيقات لكل الأحداث التي حدثت في مرزق من انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، فقد جاء رد الحكومة بإنكار حدوث أية انتهاكات مع محاولة للمناورة ومنع تسريب المعلومات. فقد ضيقت الحكومة على نشر الأخبار والتقارير عن التبو في الصحف العالمية، وحدت من دخول وسائل الإعلام العالمية إلى مناطق التباوية. وقد وعدت الحكومة بإتاحة المساعدات الإنسانية دون أية قيود، ولكنها لم تلتزم بذلك. وبدلا من ذلك، تؤكد آخر التقارير أن مليشيات الكرامة تحاول أن تعبث بالمقابر الجماعية و كل ما يثبت بجرائمهم و إسكات صوت التباوي، وتشير دلائل أخرى إلى أنها تدرك تماما هول جرائمها وتحاول الآن التغطية على أي توثيق.
#أذا لم توقف عملية الكرامة عملياتها العسكرية ضد الاقلية التبو في جنوب الغربي و رفع حصار مفروض علي مناطق التبو، إضافة إلى فتح ممرات لوصول المساعدات الإنسانية و العلاجية للجرحى و المواطنين باسرع الوقت ، فإنه من الممكن أن يموت في مناطق التبو، في غضون أيام، مئات آلاف من مدنيين متأثرين بالحرب بسبب المرض ونقص الطعام و يزداد القوة القتال ربما تنتقل الحرب إلى مناطق الأخرى مثل سبها و شاطي و تخرج عن السيطرة.
#إن على مجتمع الدولي أن يتحرك على الفور بعد أن كان حتى الآن بطيئا في ممارسة كل الضغوط الممكنة على الحكومة الليبية و ميليشيات الكرامة لدفعها إلى وقف التطهير العرقي وإنهاء الجرائم ضد الإنسانية المرافقة له. وعلى مجلس الأمن بوجه خاص أن يتخذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود ووقف التطهير العرقي ضد التبو. ويجب التحرك السريع.
بقلم: د- أبرهام كدار شاموز .