البحث عن الهوية ...

بعد حراك فبراير وتغيير الخارطة الديمغرافية لليبيا اصبح الحراك الاجتماعى يأخد بعدا سياسيا فى الجغرافيا والتاريخ :فى الجغرافيا هناك مناطق تم اعادة خارطتها وذلك باستقطاب المكونات الاجتماعية المثمتلة فى القبيلة الى مناطق بعينها حيث اعتبرت الى زمن قريب موطنها الاصلى. ومن الناحية التاريخية تم اماطة اللثام عن المحضور الدى ساد العهد السابق واصبح كل مكون يعيد كتابة وتشكيل تاريخه كما يراها من وجهة نظره فى غياب تام للموضوعية والحياد ...المنتصر دائما على حق فهو يملك القوة التى تمكنه من فرض وجهة نظره.
بعض المكونات الاجتماعية فى ليبيا : الامازيغ , الطوارق, التبو لم ينالوا حقهم من ارشيف التاريخ الليبى نظرا للتهميش الدى فرض عليهم وهذا لم يكن نتيجة سياسات نظام القدافى فقط بل كان قبل دلك بالعهد العثمانى و الايطالى والملكى والاسباب المنطقية لذلك هو انهم كانوا اقلية , اضف الى دلك افتقارهم الى الكوادر الفكرية والثقافية والسياسية.
ان عدم الاهتمام بالفكر والثقافة والسياسة للمكون ما يخلق حالة من الضياع المزمن ويجعله عرضة للطعن فى الهوية والتهميش فى الثقافة والدى بدوره يخلق حالة من الرفض للواقع الظالم والدى بالضرورة سيتحول من رفض معنوى الى رفض مادى يصل حتى الى حالة حمل السلاح والدفاع عن الهوية.
ابناء مكون التبو من خريجى المعاهد والجامعات فى مختلف التخصصات مطالبون بممارسة دور النخبة الثقافية لابراز الثرات الحضارى لمكون قبائل التبو والعمل على الخروج من حالة جلد الدات والشكوى الدائمة من الظلم... الى حالة التنوير والمعرفة ..من حالة الدفاع عن النفس ضد التهم الى حالة التعريف بقضايا التبو و ثقافتهم .
مجتمع التبو يمتلك الجغرافيا والتاريخ ولا تنقصه الثقافة ...وهوبالتالى فى حاجة الى من يقوم بتعريفه بالآخر الشريك بالوطن.
محمد طاهر