--------------------------
ما تراه في هذه الصورة ليس عرض عسكري لجيش منتصر .. بل هو استعراض مُذل لاكثر من 55 الف من اسري الجيش الالماني في شوارع موسكو بغرض اذلالهم بامر مباشر من ستالين عام 1944م وذلك بعد هزيمة المانيا على يد الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية..مضى على انتهاء الحرب العالمية الثانية 73عاما خسرت فيها المانيا كل سيادتها و مقدراتها من اقتصاد ومصادر ثروة والاهم من ذلك هو تدمير الانسان الالمانى ماديا ومعنويا ..
اذا كنت شاهدا على العصر فى ذلك الوقت وكنت شاهدا على هذه الصورة للجنود الالمان وهم يمشون فى شوارع موسكو اذلاء مكسوريين سنة 1944م قد لا تخطر على بالك او حتى تتخيل صورة المانيا القوية المتحدة صاحبة اقوى اقتصاد فى العالم فى هذا الوقت ..كيف خرجت المانيا من الهزيمة الى النصر ؟ من الذل الى الكبرياء ؟ من استعمار دول الحلفاء الى الاستقلال وزعامة اوربا؟
ليس غريبا ان تنكسر الامم وتهزم ولكن الغريب ان لا تنهض وترضى بالانكسار والهزيمة ..السر هو الانسان الالمانى اولا.. والسياسات والخطط ثانيا ..
اذا تجولت بين مدن المانيا وقابلت الانسان الالمانى ستعرف السر فى هذا التقدم ...
انسان يقدس الوقت ويقدس العمل انسان يحترم ثقافته ويقدس وطنه ..
عندما انهزمت المانيا سنة 1944م ودخلت جيوش الحلفاء برلين لم يقف الالمان فى الساحات يرفعون اعلام دول التحالف مرحبيين بالمحتل رغم كرهه البعض منهم لسياسات هتلر..
ولم يتباكوا على الهزيمة رغم مرارة الهزيمة ...ولم يتصارعوا على السلطة رغم موت الطاغية هتلر ..ولم يبيعوا ثراتهم وثقافتهم ومقدراتهم للمحتل بل تمسكوا بوطنهم وبثقافتهم وحرصوا على بناء وطنهم ..
العظة والعبرة فى قصثة المانيا ..هو الانسان الموءمن بوطنه .
اننا نفتقد الانسان وهذه هى الكارثة العظمى..