رؤية تنسيقية فزان للوضع فى ليبيا


74674441_2520463161521125_4059702546736873472_n.jpg



منقول …


اننا اذ ندرك خطر الصراعات الدامية التي تمر بها بلادنا ، وحالة الاحتراب التي لم تتوقف بين ابناء الوطن الواحد ، والتي شملت معظم المدن والأقاليم ، وملاحظة دور القـوى الإقـلیمیة والدولـیة في تغذية هذه الصراعات ، وما ترتب عنها من تمزيق للنسيج الاجتماعي ، وهدر للثروات ، وإذكاء لروح الحقد والكراهية والثأر ، وما نجم عنها من فشل ذريع في التأسيس لدولة التعايش السلمي ، وما قد تجره من ويلات مستقبلا تندر بتـصاعـد المواجھات المباشرة بین ھذه القوى على الأرض اللیبیة . وسط غياب مشروع وطني يؤسس لروية مستقبلية واعدة بتحقيق الامن والسلام والاستقرار والتنمية . وانعكاس ذلك على اهلنا بفزان الذين عانوا الاقصاء والتهميش والإهمال لأحقاب طويلة ، وبصورة اكثر بؤسا خلال السنوات الثمان الماضية .
نود نحن المجتمعون تحت لواء " تنسيقية فزان " كإطار جامع لجل التكوينات والكيانات النشطة على الساحة ، والأعيان والنخب والشخصيات المستقلة .
نؤكد لكم على ما يلي :

1 - ضرورة ان يكون لأهل فزان التمثيل السياسي العادل وفق المرجعية التاريخية لحظة الاستقلال عام 1951 م . كإقليم جغرافي له خصوصيته ، وان يتمتع ابنائه بالتمثيل الكامل في أي عملية سياسية بواقع الثلث ، ونبذ المركزية بكل اشكالها ، وتعزيز انماط الحكم المحلي .

2 - ان بناء الهوية الليبية الجامعة هو نقطة الانطلاق لخلق عملية سياسية مثمرة ، وان ذلك لن يتأتي ما لم تبذل جهود مضنية نحو وقف الاحتراب ، والشروع الفعلي في تحقيق مصالحة وطنية شاملة بعيدا عن التدخلات الخارجية التي باتت تحتكر مرجعيات الـعمل السـیاسـی وتعيق سير العملية السياسية برمتها .

3 - ان فشل سياسات التنمية مرده الى تقوقع الاقتصاد الريعي المعتمد على مورد النفط الوحيد ، وان الحاجة الى تنوع اوجه الاقتصاد والانتقال به الى اقتصاد انتاجي ، بات ضرورة تقتضيها المرحلة ، ودون اغفال لحق الاجيال القادمة ، وفق رؤية اقتصادية ثقافية سياسية قانونية شاملة تكفل وقف الهدر المستمر للموارد والثروات الناجم عن استشراء الفساد والنهب لمؤسسات الدولة ، حتى صارت ثقافة عامة سائدة ، وضرورة تحقيق الشراكة الإستراتيجية مع الدول المتقدمة من موقع الندية ، والمصلحة المشتركة .

4 - ان فزان التي عانت وتعاني من ظاهرة الهجرة غير المشروعة ، والجريمة العابرة للحدود ، وانتشار بؤر وأوكار الارهاب المتخفي المهددة للأمن القومي بوجه خاص ، وامن دول الجوار والدول الاوربية ، هي الاولى بإعطاء اهمية خاصة في مسيرة التنمية ، وإشراك ممثليها في رسم الحلول الممكنة .

5 - ان غايتنا المثلى هي التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية عمادها التداول السلمي على السلطة ، وكفالة حق المواطن في الحياة والتملك والتعبير ، دولة المؤسسات والقانون والعدل والمساواة وحماية حقوق الانسان .

6 - ضرورة استحداث نظام حكم لا مركزي يعتمد التقييم العلمي للخصوصيات الاقتصادية لكل منطقة او إقليم ، في ظل عملية تنموية شاملة تقودها إدارة علمية رشيدة ونمط توزيع عادل للموارد والثروات .

7 - ضرورة بذل الجهود نحو الرقي بمستوى الوعي الاجتماعي ، من خلال التثقيف الهادف الى دحض نعرات التكفير والعنف وجميع اشكال الاستغلال السياسي لها . وتجريم كافة اشكال الغلو والتطرف الايديولوجي أو الديني . واعتماد خطاب إعلامي تنويري توعوي ، ينبذ العنف والكراهية ، ويستهدف ضبط وسائل الإعلام ، ودون المساس بالحق في حرية التعبير .

8 - وحدة الاراضي الليبية ، واستقلالها ، و سيادتها واجب مقدس وملزم لكل مواطن .

9 - نبذ اللجوء الى القوة بغية الوصول الى السلطة ، أو الاستئثار بها .

10 - اعتماد مبدأ الفصل بين السلطات ، والخضوع للمحاسبة والشفافية.

11 - إن امتلاك السلاح واستعمال القوة ينبغي ان يكون حكراً على الدولة ، وتجريم أي استخدام للسلاح خارج الشرعية ، وبغية تحقيق مكاسب سياسية أو جهوية أو ايديولوجية او فئوية ، والعمل على معالجة ظاهرة انتشار السلاح ، والتشكيلات المسلحة ، بكل الوسائل الشرعية المتاحة ، ووفقا لخطة شاملة .

12 - الاسراع في صياغة دستور دائم يلبي طموحات الشعب الليبي وآماله ، نحو بناء المؤسسات القائمة على الديمقراطية ، وسيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان .
وفي الختام .. فإن نخب وفعاليات وتكوينات وشخصيات فزان الوطنية .. تتأمل من المجتمع الدولي وبعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ، وخاصة الدول المجتمعة في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا ضرورة تضمين البيان الختامي حق قوى وفعاليات وتكوينات فزان في المشاركة في أي عمليات سياسية تتعامل مع مستقبل البلاد على قدم المساواة مع إخوانهم وشركائهم في الوطن .

ان نخب فزان التى تعي بأنه مصدر الموارد وثروة البلاد ، ويحتوي على أكبر حقول النفط والغاز تؤمن بأن بناء الاستقرار في الجنوب ليس مهمًا للمصالح المحلية فحسب ، بل هو حاجة وضرورة إقليمية وعالمية ، وأن الاستمرار في تهميش الجنوب سوف يؤدي الى تداعيات دائمة على الاستقرار الشامل في المنطقة ، وبأمن النفط في السوق العالمية . وإذا كتب لليبيا ان تصل يومًا ما إلى الاستقرار فلن يكون الجنوب إلا الجزءً الرئيسيي من تلك العملية السياسية.