تحيا إسرائيل في غياب الديمقراطية ... تحيا إسرائيل في غياب الديمقراطية ...


امتلأت سماء وسائل التواصل الاجتماعي هذه الإيام في الساحة التشادية بصرخات شبابها الرافضة لتطبيع بلادنا  علاقتها مع إسرائيل ، وكنت ضمن الذين احتفظوا بالمشاعر الجياشة تجاه الحدث ، رغم ان الأحداث التي تثير مشاعر الكرامة والإهانة أصبح مفعولها غير مؤثر منذ سقوط بغداد وطرابلس على يد حلف الناتو ، وأصبح الإرهاب الدولي شيطان يلبس ثوب المسيح ، وأصبحت أمريكا قبلة الحكومات الرجعية ، وقبلة من يعبدون الكراسي على حساب نهب ثرواتهم وتجويع شعوبهم وحرمانهم من أبسط وسائل العيش الكريم .

وأصبح الكيان الصهيوني جزء من سياسة الأمر الواقع في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو كيان وفرت له جميع سبل البقاء على الأرض بقوة قاهرة كالتي شروطها تشبه شروط عظمة القوة القاهرة للعالم الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تضافرت في تفوقها معطيات متنوعة ومتداخلة أهمها العلم والمعرفة والمال كنتيجة .

إسرائيل قوة عظمة في المنطقة بدون منافس حقيقي لنفوذها هناك إيران وتركيا وكلاهما يكفيه بناء نفسه لحماية مصالحه ومد نفوذه الذي لا يتحقق إلا بالإتفاق مع إسرائيل في مناطق الصيد .

وقلنا العلم والمعرفة من ضمن الصادرات الإسرائيلية ، وأهم ما تحتاجه حكومات الدول المتخلفة إستيراد وسائل حقيقية تزيد من عمر البقاء على الكراسي  ، وهي احتياجات قديمة في التاريخ الأفريقي لم تتخلص منها الكثير من دوله بعد

وتشاد ضمن هذه الدول الأكثر افتقارا للبضائع الإسرائلية ، ومنذ أكثر من خمس سنوات وهو عمر التفاوض  التشادي الإسرائيلي في التقارب ، تراجعت الأحوال التشادية على شتى المستويات من سىء إلي أسوأ  ، وهو أمر يعجل من إستيراد العلاقة القائمة على إنعاش روح البقاء على السلطة .


على الذين يتظاهرون ضد التطبيع يجب ان يعوا ان إسرائيل كيان يعيش في عصر الدكتاتوريات وتغيب الشعوب عن ممارسة حقها في التعبير عن نفسها عبر مؤسسات حقيقية مبنية لأجلها .

لقد استعملت قضية فلسطين في العالم العربي كأفيون في ليالي وسمر شعوبها ، وهي قضية بالنسبة للعالم الإسلامي تصعد مع تقدم الزمن إلي قضية محورية عندما يتراجع المد الوهابي الذي شغل العالم الإسلامي بالخلافات البينية داخل المساجد .

أعتقد ان هذه الهاشتاغات هي تنصب لصالح الحكومة في علاقتها مع إسرائيل من الناحية السياسية ، أكثر من أن يكون لها جدوى في تراجع العلاقة .

في مجال الدول العبد لله قل ضعف إيمانه بوعي الشعوب بعد سقوط بغداد وطرابلس ، وأصبح يعطي قيمة أكبر للنخب كما هو في سوريا الأبية .

______________

منقول