=
عندما يمرض الانسان لا يجب ان يخفي عن الطبيب اعراض المرض حتي ولو كانت هذه الأعراض تدل على اصابته بأخطر الأمراض .
فالصور والتحاليل قد تعطي للطبيب نتائج تجعله يصـل الي تشخيص المرض ولكن صـراحة المريض تبقي ضرورية ومهمة اذا اراد ان يشفي .
هذه المقدمة الهدف منها ان نفتح ملف المرتزقة التشادية باعتباره مرض عضال ونتحدث عنه بمنتهي الصـراحة فلا داعي لكي نخفي ما حدث بذريعة ان ننتصر لطرف على حساب طرف .
عندما بدأ الاقتتال بين أخوة الناتـو بحلول عام 2014 أصـبح كل طرف يفكـر في ان يمتلك القوة على اعتبار ان كل المعارك كانت صراع لأجل السلطة لا من أجل الدفاع عن وطـن استدعوا له الأجنبي لكي يحكمه بالقرارات ويقصـفه بالطائرات .
بدأت القصة عندما استعانت عملية الكرامة في بنغازي بقوات حركة العدل والمساواة السودانـية وذلك كقوات صـديقة الهدف من دخولها للمعركة سرعة الحسم وتحقيق النصـر .
وللأمانة وان شاهـد على ذلك ان هذه القوات قد عرضـت التدخل على النظام اثناء احداث 17 فبراير وحضر خليل ابراهـيم الي غرفة عمليات الشعب المسـلح وطلب من الفريق الهادي امبيرش ان يطلب له الأذن من العقيد لكي يآمر قـواتـه بأن تجتاح الجنوب وصولا الي كل المدن التي كانت تشهد اشتباكات مسلحة .
ومع ان خليل ابراهيم قد قـدم خطة عسكرية لتدخل قواتـه الا ان العقيد قد رفض هذا المقترح جملة وتفصيلاً وعبدالله السنوسي وعبدالله منصـور شاهدان على ذلك .
لكن بعد رحيل العقيد واغتيال خليل ابراهـيم وشعور الحركة بأنها اصبحت قاب قوسين او اذني من الضياع جاءها طلب القيادة في الرجمة بأن تتدخل في ليبيا فـوجدت في ذلك فرصة ذهبية لكي تعود بقوة الي السـاحة .
اتباع عملية فجر ليبيا او قادة الجماعة الليبية المقاتلة وعلى الاخص عبدالوهاب قايد وجدوا في ذلك فـرصة سانحة ومبرر شرعي للأستعانة بفصائل المعارضة التشادية " المرتزقة التشادية " ومن هنا بدأت قصـة اخرى حزينة واشتد المرض العضال الذي نعيش اعراضـه المؤلمة هذه الأيام .
ومن هنا أصبح كل طرف من اطراف الحرب الأهلية الليبية يلعـب بورقة المرتزقـة في حروب ما ان تنتهي فيها جولة حتي تبدأ لها جولة أخرى .
وتمكنت القوات الصديقة بجميع مسمياتها من ان تمتلك العتاد والأموال والمعسكرات واصبحت قوة رديفة تحارب على كل الجبهات ومحاور القتال .
هل ستخرج هذه القوات عن السيطرة ذات يوم ؟ وما مصيرها اذا انهزم الطرف الذي كان تقاتـل الي جانبه ؟ هذه الأسئلة لم تخطر في بال أحد لان قطار الموت كان مسرع ولم يكن يعطي لقادتـه فسحة للتفكـير او الوقوف في محطة ماذا بعـد .
هكـذا صنع الليبيون المرض بينهم وانهـزم الطرف الذي كان يقاتـل الي جانب فجر ليبيا وقادة المقاتـلة ووجدت المرتزقة التشادية نفسها في حل من كل التزاماتها السابقـة واعتقدت يقيناً ان لها الحق في هذه الأرض التي خاضت فيها حروب لأجل المال والسلاح ، حروب صنعها الاخوة الاعداء ودفع الشـعب ثمنها غاليا فسفكـت الدماء وغاب الأمن الأمن وانتشرت العصابات التي تخطف واصبح الجنوب مثلث برمودا رقـم 2 .
كلكم تتحملون مسؤولية هذه الكارثة لا استثني احد لا من انتصـر ولا من انهـزم فلا مبرر لكي تستعين بالأجنبي مهما ادعـيت بأن الغايات نبيلة ففي مصير الاوطان والشعوب لا ينفع الركون لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .
لقد بدأ المرض وتفشى ولكن ماهو الحل ؟ كيف يكون العلاج الان ؟
العلاج لن يأت الا من خلال الحسم العسكري فطالما ان وحدات الشعب المسلح قد عادت فيجـب من مساندتها حتي تطهير الجنوب بالكامل من المرتزقة التشادية ومن حركة العدل والمساواة لا نريد لا قوات صديقة ولا قوات مساندة فهذه التسميات هي مجرد عبارات مهذبة لما يعرف بالمرتزقة .
لدينا دفعات بالآف يتم تخريجها من الكليات العسكرية وهولاء لم يدخلوا الكلية العسكرية لكي يضلوا في معسكراتهم بينما يمرح التشادي والسوداني في الجنوب الليبي .
هذا الكـلام يجـب ان يعلمه الجميع وينشر في الأعلام ولنبدأ من جديد بعيداً عن النقطة الأولي التي قادتنا الي المسـار الخطأ وجعلت من مرتزق تشادي يخطف ليبي ويطلب الفدية او يسرق امواله امام عينيه وهو يتسأل هل هذا اللص يتبع الوفاق او يتبع الرجمة ؟
صحيح ان النظام كان يدعم حركة العدل والمساواة وبعض الفصائل التشادية ولكن الريموت كان في باب العزيزية وان تنام الثامنة مساءا يعني الا تنام الثامنة ودقيقة وان تبقي في مكانك لكي تصد اي جماعات ارهابية تحاول ان تدخل للحدود الليبية هذه هي مهمتـك شريطة ان تبقي داخل الحدود التشادية او السودانية وانت تقوم بمهامـك .
من لا يعرف الفروسية لماذا يشتري فرس ؟ ولماذا يدخل المضمار كان لا يعرف بدايتـه ونهايته الا فارس واحد وصـل لدرجة من الهيبة حتي صار يكتفي بالنظرات في اصدار القرارت والتوجيهات ؟
رحـم الله العقيد الذي اقفل الابواب واحتفظ بالمفتاح والعار لكل من فتـح باب جعل من وطن بأسره يتحول الي قشة في مركز الاعصار .
منقول …
