" ما لا يدرك كله لا يترك جُلّه "
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة ومعه ألف وأربعمئة من المسلمين إلى مكة المكرمة بهدف أداء العمرة، ولمَّا وصل إلى منطقة تُسمى الحديبية علم أنّ قريش ستمنعه من دخول مكة المكرمة، فأرسل إليهم عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى يُخبرهم أنّه لم يأتِ لقتالهم، فاستجابت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلت سهيل بن عمر إليه للاتفاق على صلح أُطلق عليه اسم صلح الحديبية، وورد هذا الصلح في القرآن الكريم في سورة الفتح حيث قال عز وجل: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) [الفتح: 48].
شروط صلح الحديبية :
حرية دخول أي شخص إلى عهد قريش أو عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. منع الحرب لمدة عشر سنوات على التوالي. رجوع المسلمين ذلك العام على أن يدخلوا مكة المكرمة معتمرين في العام المقبل بشرط دخول مكة دون سلاح ما عدا السيوف التي في أغمادهم، ودخولها بعد أن تخرج منها قريش، وألا تزيد مدة إقامة المسلمين في مكة المكرمة على ثلاثة أيام.
هذه كانت شروط كفار قريش على نبى الاسلام وصحبه حيث قبلوا بها ورجعوا الى المدينة كى يأتوا العام القادم معتمرين وفق الشروط المتفق عليها.
وحتى لا يقول احد المتنطعين من الذين يعشقون المزايدة والتنطع على صفحات الفاسبوك باننا شبهنا اهل تاورغاء بالرسول وصحبه ؟ اقول حاشا لله هذا منكر لا نقصده ؟ وانما ارادنا التوضيح ما استطعنا والمقاربة بين الموقفين وذلك على النحو الاتى :
قد تكون امانيك وتطلعاتك وطموحاتك تعانق عنان السماء وقد تكون على حق ولم تحيد عن جادة الصواب ولكن عندما تريد ان تترجم هذه التطلعات والامانى على ارض الواقع تصطدم بارادة الباطل وعندها لديك احد الخياريين اما الصدام والمواجهة وهى غير محسوبة العواقب قد تخسر وقد تربح ؟ أم الدخول فى التفاوض والحوار مع ارادة الباطل لكسب نقاط وتجنيب المخاطر وتعطى للحق جولة اخرى فى زمن آخر؟
فى اعتقادى الشخصى ..ما حصل من تفاوض افضى الى رجوع ولو البعض من اهل تاورغاء الى ديارهم هو اقصى ما امكن تحقيقه وهو بمقياس الزمن الحالى يعتبر انتصار لاهل تاورغاء ؟
للرافضين لهذا الاتفاق كل الحق فى الرفض واعتبار الشروط مذله بمقياسهم وهم ايضا على حق ؟
ولكن ليس بالامكان انجاز احسن مما كان .