برلمان طبرق والمهازل على المباشر ...
منقول...
المشاهد التي أتحف بها نواب برلمان طبرق الليبيين ظهر الامس تقيم الدّليل على أنه لم يعُد في جراب هؤلاء إلاّ كل ما يُخجلُ.. هؤلاء الذين ينهشون لحوم الليبيين على مدى أعوام لم يتعلّموا خلالها حتى التخاطب بلغة محترمة تعكس على الأقلّ أخلاق أهل البلد..لا يمكنك أن تتوقع منهم أفضل من هذا، لا شيء على الإطلاق.. مؤسسة عقيمٌ بالكامل تعكس واقع البؤس السياسي والشلل المتعمّد المطلوب لذاتِه لغرض استمرار الاسترزاق وأكل المال السحت والعلاوات والرواتب والرحلات المكوكية العبثية بزعم البحث عن مخارج للقضية..
أتساءلُ كما يتساءل كثيرون عن جدوى إنفاق مئات الملايين على هؤلاء، وعلى هذا الجسم منتهي الصلاحية المتآكل من داخله وخارجه وجوانبه؟ ماذا لو أنْفِق بعضها في تخفيف معاناة النازحين؟ ماذا لو خُصّص بعضها لليبيين الذي ألقت بهمُ الظروف والرداءة في قرارة القطف؟ أو لليبيين الذين يتدافعون على نيل سلال المعونات من الخارج والمواد الإغاثية من المنظمات الدولية؟
كم يمكن ان تغطي نفقات مؤسسات المسترزقين واللصوص ذوي ربطات العنق الفاخرة من رواتب ضمانية للفقراء والمحتاجين؟ وكم يمكن أن تحسّن من أوضاع مدرسينا والموظفين الكادحين ؟ كم من المرافق العامة كان يمكن أن تتحسن بُناها التحتية بهذه المبالغ التي يحصل عليها نواب لا يعرفهم الناس ولا يعرفون حتى الطريق المؤدية إلى مبنى البرلمان، ونواب يستجمّون في مصر والأردن وتونس ومالطا؟
لا ضمير لهؤلاء ولا هيبة للمواطن الليبي في عيونهم رغم أنهم يزعمون أنهم في مواقعهم بفضل صوته!! فأين هم من معاناته، وأين هم من الضنك اليومي، ومن المهانة التي يتكبدها الوطن بأسره أمام العالم؟ أين هم من سيادة البلد السليبة ومن موارده المنهوبة؟
لا تلوموا أو تُجرّموا بعد اليوم من يخرجون عليكم أو يعلنون التمرد على شرعية مزيفة تدّعونها، فهم إنّما يفعلون ذلك غيرة على وطن تتاجرون به، وشعب تتفنّنون في استبلاهه والتنكيل به.. وربّما كانوا أكثر منكم وطنية وإخلاصا.. وربّما أضمروا لشعبهم من الخير بقدر ما تضمرون له من الشّر.. وللحديث بقية.