اللغة العربية ,والامازيغية , والتارقية , والتباوية تشكل الهوية الثقافية الليبية الجامعة

مررت على كل التعليقات التى اتت على هذا الخبر , منها تعليقات عنصرية تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية , ومنها تعليقات تظهر على اصحابها التنمر و السمية, ومنها تعليقات موضوعية تتسأل عن حسن نية عن اللغة الامازيغية, ومنها تعليقات تطعن في احرف هذه اللغة وتعتبرها صنيعة استعمارية ؟ ولكن دعنا من هذا كله ولنأخد موضوع دراسة اللغة الامازيغية والتخصص بها بمنطقية وبموضوعية على النحو الاتي:

1-لغات الشعوب الاصلية الامازيغ , الطوارق , التبو هو جزء لا يتجزء من الموروث الثقافي الليبي وهى روافد اساسية وثقافية للغة العربية فى الوطن الليبي.

2-اللغة العربية ,والامازيغية , والتارقية , والتباوية تشكل الهوية الثقافية الليبية الجامعة وبالتالي هي تصنع الشخصية الليبية ؟

3-السؤال ماذا تفيد لغة اقلية وسط اغلبية قومية, سؤال منطقى اذا نظرنا اليه بعين الاغلبية , ولكنها ذات قيمة معنوية للاقلية ذاتها؟

4-السؤال هل تصلح لغة الاقلية فى هذا العصر الذى بدأت فيه حتى اللغات القومية تفقد بريقها وتعبر عن عدم قدرتها فى مجاراة لغة العصر الرقمي , سؤال منطقى وهذا تحدى يفرض نفسه على لغة الاقليات وعليهم مواجهته؟

تباوي- ودبلوماسي سابق

حديث قهوة الصباح ...عن الثقافة التباوية

====================

لا يجب التقوقع فى الماضى والبكاء على اطلاله رغم كل ايجابيات الماضي و اهميته ، ولا يجب ان يأسرنا الماضي بحيث لا نعيش الحاضر ولا نرى المستقبل؟

العالم يتجه بنا سريعا نحو مستقبل رحب ملىء،بالمعرفة والعلم بوسائل وثقنيات لم يعرفها الانسان ولم يعهدها فى الماضى وهذا الاتجاه له وسائله وتقنياته ومعارفه والتى يجب امتلاك اسبابه . هذا التقدم في وسائل وتقنيات المستقبل سيخلق بالضرورة علاقات وعادات وتقاليد جديدة وهو تحدى كبير لثرات الماضى , لابد ان نكون فى مستوى هذا التحدى لكي نستطيع الولوج الى المستقبل بعقل متفتح وبوسائل معرفية مثل التقنية والمعلوماتية , والذكاء الاصطناعى , ووسائل تنمية واصلاح البيئة , وطرق مقاومة الامراض الوبائية..

هذا لا تعني دعوة الى نسيان الماضي ، بل دعوة الى مراجعته لأظهار مواطن الفخر والاعتزاز فى ثقافتنا كا التسامح والاخوة والسلام والمحبة واحترام الجار واغاثة الملهوف والدفاع عن الشرف والوطن ويجب استحضار ذكرى ابنائنا الذين ماتوا فى معركة الدفاع عن الوطن فى الماضى والحاضر ونستمطر على ارواحهم شآبيب الرحمة وندعوا لهم بالرحمة.

وبقدر إظهار هذه المواطن التى نفتخر بها في ثقافتنا التباوية ، يجب التركيز على الحاضر والمستقبل ، وتوجيه ابنائنا الى التعليم وكسب المعرفة واكتساب المهارات و،الى الاستثمار في الاقتصاد الرقمي وتنمية المجتمع بتوطين الخدمات كالصحة والتعليم والمواصلات ..

يجب ان لا يعيش مجتمعنا على ردود الأفعال وتحركه العواطف والانفعالات الوقتية، ويستفزه صعاليك وسائل الاعلام بكيل التهم والتشكيك في الانتماء ..يجب التحرر من العواطف والتسلح بالعقل.

الأدمن...

هل هناك تراث مشترك بين قبائل الفولان، والتبو؟



========================================
الزوجة عند الفولان لاتنادي زوجها بأسمه...وكذلك الزوجة عند التبو؟
عند الفولان لا تذكر الزوجة إسم صهرها (ام او اب زوجها)، وكذلك عند التبو ؟
نادر جداً تجـد فولاني يحمل اسماً واحداً، فالفولاني يحمل اكثر من إسم او اسمين، ويرجع الأمر الى ان الفولانيين في قاموس هويتهم الفولانية او البولاكو الحياء semtede لذلك لا ينادون الناس في حالات مختلفة ...وكذلك عند قبائل التبو تجد الشخص له اسمان وكنية ؟
و
الزوج ـ الفولانية لا تنادي زوجها بإسمه مهما كان السبب حتى ولو لديه اسمان كما سنرى، وانما بكُنية مثلاً أبا فلان او ما شابه،
البكر، لا تسطيع الأم ان تنادي ابنها او ابنتها البكر حتى ان كان له اسمان، لكن يمكن ان تطلق عليه يايا ويعني الأخ الأكبر ..وللبت أيّا وهو نفس المعنى...وهذا لا يوجد عند التبو انما الأخ الأكبر ينادى بإسمه.
ـ عند الفولان اذا تزوجت المرأة تأتي بإسمها ويطلقون عليها اسماً آخر سيكون لها مدى الحياة ...وأسماء النساء المتزوجات من اخوان بالترتيب حسب ترتيب الاخوان فالأولي والتانية والتالتة يعني الولد الأول عندما يتزوّج زوجته تسمى ست البيت والذي يأتي بعده هكذا
الأولى ــ ست البيت
التانية ــ الولاّدة
الثالثة ــ الحلاّبة ...الخ
وسيكون اسماءهم الحقيقية فقط في المستدات وزوجها وابيها...
اما بالنسبة للرجال فالرجل ينادي زوجته بإسمها الحقيقي المسمى عندالولادة وكل الأسماء الحقيقية لأبناءه ...وكذلك عند التبو

والأمر مختلف قليلاً عند البدو في حالة الرجال لا ينطق اسم صهره أب زوجته مثلاً، مهما كان الأمر وانما يُكنيه فقط،
ويرجع السبب في الألقاب دائماً ان الشخص يسمى على عمه او جده وهو ما لا يسطيعون مناداته بنفس الإسم احتراماً للشخص المسمى عليه ( العم او الجد او غيره من الأسرة ) وبنفس المقياس للنساء ايضاً ..

المرأة التي تأتي من خارج الأسرة لا تسطيع مناداتهم بأسمائهم الحقيقة جميعهم وانما بالكنيات وهم والدين الزوج واعمامه واخوانه وخالاته وعماته واخواته الكبار؟
وكذلك الحال بالنسبة للزوجة التباوية لا تذكر اعمام الزوج بأسمائهم المجردة؟

الخلاصة...العادات والتقاليد والتراث بين قبائل الصحراء ، تتداخل وتهاجر وتستوطن، فلا غرابة ان تتشابه بعض العادات والتقاليد بين قبائل الفولان والتبو؟

علي أنر باحث في التراث والثقافة التباوية

مهرجان " زالا-ZALA " السنوي لسباق الجمال؟

مهرجان " زالا-ZALA " السنوي لسباق الجمال؟

بعد يوم شاق من العمل اخدت قسطا من الراحة تحت ظل نخلة ظليلة بالجوار , وبينما كنت استجمع كل قواي لاعود للعمل فى جني وجمع محصول الثمر لهذا العام من اشجار النخيل , غفيت ونمت لبرهة من الزمن... حلمت خلالها انني اركب جملا و اشارك ابناء قومي فى مهرجان كبير للجمال تسمي فى لغتنا " آه بوكتي"...سباق الجمال , رايت فيما يرى النائم انني اركب على ظهر جمل ابيض زين بالمقتنيات التراثية , من " تيركي", ...و " كوزي"..., "وباقاشا"...و " كليم "..وحلمت انني كنت واقفا على ظهر ذلك الجمل الابيض انتظر اشارة بدأ السباق والاخوة فى الجوار كلا كان ينتظر بدأ اشارة السباق..لقد اختلط علي الامر في حلمي اذ شاهدت خلالها بعضا من اخوتنا الطوارق يشاركون في هذا السباق , وقد زينت جمالهم بالمقتنيات التارقية وهم يلبسون احلى حلة من لباسهم التارقى المعروف ...كان حلما جميلا قبل ان يوقضني ابني ...ويقول .." انهض يا ابي لقد حان وقت الرحيل "...نهضت من نومي وانا انظر واحملق فى كل الاتجاهات ابحث عن تلك الجمال والرجال الذين استعدوا للسباق ...قبل ان اعرف انه حلم؟

طيب الله يومكم بكل خير

يسكوه...اسم أو لقب بلغتنا التباوي...كناية عن السواد؟


============

في سنوات طفولتنا؛ كانت عقولنا ساذجة وأرواحنا غضة وقلوبنا بريئة، وكان أهالينا متفرغين تماما لحشو تلك الأوعية الفارغة بكل حمولاتهم من "الموروث الثقافي" وحكايات ما قبل النوم، وتحديد رموز الخير والشر .. ومن ضمن ما ترسب فيها في تلك السنوات المبكرة: "الخوف" من اللون الأسود، والتعامل معه كرمز "للشر والعدوان".

كان مجيء الليل محفزا لأخيلتنا المحلقة والمرتبكة لاستحضار قوى الشر؛ فتظهر العفاريت، وتبدأ الكلاب في نُواحها الحزين محملا برائحة الموت. وإذا أرادت أمهاتنا أن نكف عن القفز واللعب ما عليها إلا أن تذكر قصص الغولة، وأبو رجل مسلوخة وغيرهم من الشياطين ( موشاه)... الذي يتأهبون لالتهامنا، وطبعا كل هؤلاء الأوغاد كائنات سوداء شريرة، لا تظهر إلا في الليل، لأنها تخشى بياض النهار.

الغراب...(وآيي )...يجلب النحس لأنه أسود، والقطة...( أنغام)...السوداء هي جنّية شريرة، والكلب...(الكدي).. الأسود هو شيطان خارج من حفلة تنكرية، والقلب ( أور يسكوا).. الحاقد لونه أسود، واليوم المتعثر المشؤوم هو يوم أسود، والحزن على الميت باللون الأسود ...وهكذا صار الأسود رمزا للشر بينما الأبيض هو لون الخير .. فالقرش الأبيض هو المنجاة في اليوم الأسود.

(2)

الألوان جميعها من "خلق" الله سبحانه، وهي سمات الطبيعة وعناوين جمالها و"ليس لها علاقة بالخير والشر"، وهي ليست مكلفة بأي دور أخلاقي، إلا بمقدار ما تخزنه ذاكرتنا ونسقطه على واقعنا بعملية تلقائية تتم بدون تفكير وتخلو من المنطق.

الألوان هي مجرد رؤية ظاهرة امتصاص وانعكاس طيف الضوء الطبيعي، وعلينا أن "نحبها" أو "لا نحبها" كمسألة "ذوق" إنساني واختيار يخضع لمقاييس الجمال النسبية المتحركة والمتغيرة، وبمعزل عن التوظيف الفلسفي لها.

ولو نظفنا ذاكرتنا من هذه النظرة الأخلاقية للألوان؛ سنجد أن لكل لون مكانته المميزة في قلب كل إنسان، بل أن الأسود يعتبره البعض "ملك الألوان"؛ فالسيدة الأنيقة ستختار الأسود لفستان المساء الحالم، ورجل الأعمال سيشتري سيارة سوداء "رمزا للفخامة"، والشاعر سيرتدي المعطف الأسود ليقرأ قصيدته.

ولو نظرنا بتأمل لوجدنا أن الأسود كان سببا في جمال الكثير من الأشياء التي حولنا؛ فالغراب بالنسبة لشعوب كثيرة من أجمل الطيور، والحصان الأسود من أرقى الخيول، والكلاب والقطط السوداء قد تكون من أندر السلالات، والزنبقة السوداء ما زالت حلما للمشتغلين بجمال الأزهار، والليل بدون قصص العفاريت، هو للسهر والعشق والاغتسال بضوء النجوم.

السؤال ..هل اللون الأسود له قيمة في ثقافتنا التباوية...؟

علي أنر -باحث فى الثقافة التباوية

"التركوو...من عاداتنا التباوية الكريمة"


  ·

"التركوو...من عاداتنا التباوية الكريمة"

لا زلت ابحث عن مصدر الكلمة ...

، عندما تعرف مصدر وأصل أى كلمة يسهل عليك كثيرا مهمة البحث والتنقيب عن المعنى المقصود... في اجتهادي الشخصي أن كلمة " تركوو" جاء من اسم قماش و القماش باللغة التباوية تعني " توركوو" ؟ والقماش هو اي قطعة مصنوعة من القطن أو الصوف أو من مادة الألياف الصناعية ، تستخدم بالعادة لصناعة الملابس أو أي شىء آخر يستر بها الانسان نفسه ويقيه من برد الشتاء ومن حر الصيف؟

التركوو معناه الستر أو المساعدة أو الإعانة لشخص ما محتاج حيث جاءت الكلمة فى اعتقادي اسقاطا لمعنى القماش ..

من عاداتنا التباوية التى نفتخر بها كثيرا ، هى ثقافة الفزعة والاعانة والمساعدة للقريب الذي يعاني أو يواجه مشكلة، هذه المشكلة قد تكون مادية للمثال لا الحصر...تعرضه لكارثة افقده سكنه أو مركوبه،او ماله ، او حتى مرض طال جسده ، أو دين لا يستطيع سداده؟ أو دية فرضت عليه او على ابنائه؟

فى العموم هذه كلها حالة شدة يتعرض لها الانسان، ولا يستطيع مواجهتها بنفسه مما يلزم على اقربائه من الدرجة الأولى الوقوف معه ومساندته..

والتركوو...قد تكون مساعدة عينية بنقود تكون فرض وواجب اجتماعي على أفراد الأسرة كأن تحدد قيمة نقدية على كل فرد من أفراد درجة القرابة ، وتحدد مدة زمنية لجمعها؟

عدم الاستجابة لدعوة التركوو ...تضع صاحبها تحت طائلة العقاب الاجتماعي بقطع صلة الرحم معه ، وهى عقوبة يخشاها الجميع ولا يقوى على تحملها احد؟

لذلك يتنادى الجميع ممن يعنيهم الأمر إلى المساندة والدعم حسب القيمة المحددة ؟

تركوو الفرح...

عرف فى المجتمع التباوي وضمن الموروث الاجتماعي ما نسميه " لمر " وهو يعنى فرح وبمجرد سماعك بان فلان لديه " لمر أو فرح " اذا كنت من اقربائه فعليك أن تستعد للتركوو ،، وهو أن تقدم له مساعدة عينية لتعينه على إقامة فرحه، وعرف قديما بان العريس عندما يقطع موعدا لفرحه يجوب كل المناطق التى بها أقاربه ليبلغهم بموعد الفرح وعندها تلقائيا يعرفون واجبهم نحوه؟

التركوو..هو تضامن اجتماعي وهو احد تقاليد المجتمع التباوي ، وهو واجب اجتماعي على كل فرد فى الأسرة أو القبيلة ، والتركوو فى المجتمع التباوي لا يعرف الحدود السياسية للدولة، فالتباوي قد يأتى من النيجر وتشاد الى ليبيا للتركوو وقد يسافر من ليبيا الى النيجر أو تشاد طلبا للتركوو وخاصة عندما يكون المبلغ المطلوب مبلغا كبيرا كما هو الحال فى حالات الدية؟

علي أنر... كاتب وباحث في ثرات التبو - نيوزيلندا

روزا باركس


في عام 1900، مرّرت مونتغمري ( ولاية مينيسوتا - الولايات المتحدة الأمريكية) قانونًا للفَصل بين ركّاب الحافِلات على أساس عِرقي. و وفقًا لهذا القانُون فإنّ على السُود التخلِّي عن مقاعدِهم و الوقوف عندمَا تكونُ الحافِلات مزدحِمة و لمْ يجد البِيض مكانًا.

بعد عملٍ طوال اليوم ، استقلت " روزا باركس" ( Rosa Louise Parks ) الحافلة يوم الخميس 1 ديسمبر 1955، من وسط مدينة مونتغمري. دفعت الأجرة ثم جلست في أحد المقاعد الخلفية المخصّصة للسود. سار كل شيءٍ عاديًا إلى أن مُلئت المقاعد المخصصة للبِيض. و توقّفت الحافلة أمام مسرحِ الإمبراطورية، ليصعد عددٌ من البِيض.

طلب السائِق من أربعة من الركاب السودِ الجالسين بالجُزء الأوسط أنْ يتنازلوا عن مقاعِدهم للرُّكاب البيض.

بعد عدّة سنوات، تتذكر باركس أحداث ذلك اليوم قائلةً: " حينمَا أشار لنا السائِق الأبيض في ذلك اليوم و أمَرنا بأن نترُك مقاعِدنا ؛ أحسستُ بمرارة تغطِّي جسدي كله كاللِّحاف في ليلة مُمطرة".

امتثل ثلاثة منهم و قاموا ليجلِس البِيض ؛ بينما رفضت روزا القِيام و ترك مقعدها. نَهَرَها السائق فلم تُطِع لذلك استدعى الشرطة للقبض عليها.

في سنة 1996 حصلت روزا باركس على الوسام الرئاسي للحرية و بعدها حصلت على الوسام الذهبي للكونجرس. تعدّ هذه الحادثة أحد أهمّ الأحداث التي ساهمت في بداية إلغاء التمييز العنصري بأمريكا. رزوا باركس هي اليوم أحد أبرز الذين دافعوا عن حقوق السود في أمريكا إلى جانب مارتن لوثر كينج و غيره آخرين .

* في الصورة روزا باركس مرة عند توقيفها سنة 1956 و الأخرى سنة 1999 عند حصولها على الوسام الذهبي للكونجرس .

الهوية الليبية الثقافيةالجامعة ...



=============

"إنني أرغب أنْ تهب على بيتي جميع ثقافات العالم، ولكنني

أرفض أنْ تقتلعني إحدى هذه الثقافات من جذوري"

مهاتما غاندي

........................................................................

صورة جميلة لامرأة تباوية ، متزينة بأقراط وأساور، وقلائد مختلفة الأحجام والأنواع، وتضع حلقة معدنية على أنفها ، وكأنها أميرة من القرون الوسطى . هذه الصورة لامرأة هى من ليبيا ولكنها لا تشبه بقية نساء ليبيا اللاتى اعتدنا على رؤيتهن؟ انها صورة رمزية ولكنها تبقى في الذاكرة، صورة تجسد الهوية الوطنية ,وتحدتك عن الهوية الليبية المختلفة ولكنها جامعة .

لقد آن الأوان الحديث عن الهويه الليبية الحقيقية المختلفة ولكنها جامعة ومثماتلة ومكملة لبعضها، هذه الهوية التي شوهتها الانظمة السياسية وارادت ان تفرض اللون الواحد القائم على المغالبة بالقوة على لون بعينه ، وذلك بتغليب عرقية بعينها على باقي الاعراق والهويات الليبية الأخرى، وفرضها كهوية جامعة لليبيين. فرض العادات والتقاليد والشخصيات الاحادية ، بتاريخها القديم والحديث، كرموز قومية لكل الليبيين، هو تزييف للتاريخ الثقافي والحضاري المتنوع، وتجاهل للهويات والثقافات الاخرى مثل الأمازيغية والتباوية والتارقية، هذه الثقافات ذات الجذور الليبية لها أرضية وتاريخ، ولغة ، ورموزوطنية ايضا ، وكشعوب قديمة متمسكة ومحافظة على نظمها الاجتماعية والثقافية المتميزة منذ آلاف السنين.

نكن كل الاحترام والتقدير للهوية العربية فنحن نعيش فى محيطها وننهل من معين ثقافتها بارادتنا ولكننا لا نقبل ان تفرض علينا فرضا وتهمش فى المقابل هويتنا الاصلية فى محاولة لاقتلاعنا من ماضينا.


النعاج التي جاءت تواسي كنتاهيي...

.قصة تباوية قصيرة للكاتب محمد ماديكادايمي

الجزء الثاني…

أطلت الشمس مشرقة بأشعتها الذهبية صباح  ذلك اليوم من أيام  الصيف الحارة  والتي تسمى في لغتنا التباوية  " بوروا"... أشرقت بهدوء  من خلف  كثبان رملية بارزة  من الناحية الشرقية  من القرية ، لا شيء يتحرك في أرجاء تلك القرية الهادئة  في الصباح الباكر والتي تتناثر فيها  البيوت عن بعد  ،وكأنها صنعت وبنيت  عن قصد… إلا نسمات الهواء  ….و لا صوت يكسر هدوء  الصبح وهو يتنفس بهواء صيفي عليل ،إلا أصوات  شقشقة العصافير وصياح الديكة،  ورغاء الأغنام التي  ترتفع من خلف  الحظائر  والتي تسمى  بلغتنا " كارا"...  والتي تقع   خلف كل بيت تقريبا  . " كارا"... أو حظيرة الاغنام مكان مزعج و غير مريح للانسان  تنبعث منها روائح روث الماشية و بقايا الطعام الفاسد ويتطاير فوقه الذباب ,لذى فهي تسيج وتحاط   بأعواد جريد النخيل الجافة مع بعضا من جذوع الأشجار القديمة .اصوات رغاء الأغنام ، صياح الديكة، وشقشقة العصافير في الصباح الباكر تشكل سيمفونية موسيقية تطرب أذن  كل من يستيقظ باكرا   باحثا عن رزقه، وهو بمثابة  نداء  لبدء الحركة والنشاط  ليوم  جديد يفاجىء القرية  كل يوم قبل أن تشرق الشمس .

كنتاهي….  وكعادتها كل يوم تنهض باكرا ، كعادة كل أطفال القرية ، ففي تقاليد القرية النوم  الكثير  حتى تشرق الشمس عيب غير قابل للغفران في ثقافة  أهل البادية ، وقد تشكل حكما مسبقا لتقييم مستقبل أي طفل بأنه كسول ، وقد يصاحبه  هذا  الحكم المعيب  حتى يبلغ أشده، لذا  يحرص جل الأطفال على النهوض مبكرا  كل صباح لمساعدة ذويهم..

أم كنتاهي كانت قد نهضت مبكرا في ذاك اليوم  ، وأعدت إفطارا متواضعا لكنتاهي ، يتكون من كوب حليب ماعز ومشروب " هولي  ، وفطيرة "دوقا" وحبات تمر في كيس من مادة النايلون .وماء شرب في جرة بلاستيك مغلفة ومربوطة بكيس خشن لتحفظ برودة الماء اطول وقت ممكن.

انطلقت " كنتاهي" ناحية  حظيرة الأغنام… "كارا" …والتي تقع " خلف البيت على بعد أمتار  ، حيث كانت  الأغنام  على موعد وفي انتظارها  كالعادة ،استقبلتها  برغائها  بحرارة وكأنها  ترحب بها ،فتحت باب الحظيرة فانطلقت الأغنام خارجة بسرعة ، البعض منها تردد رغائها المفضل  دون انقطاع ، والبعض الآخر تقفز هنا وهناك وكأنها تعبر عن فرحة الحرية والخروج من الحظيرة،والبعض الآخر تبحث عما تأكله في الجوار .. أوصدت كنتاهي باب  الحظيرة.." كارا ".. بأحكام وانطلقت ، صوب المرعى بعيدا عن القرية بينما الأغنام تتبعها وقد هدأت من رغائها، وسارت ورائها كأنها في مسيرة خلاص..

المرعى يقع على بعد مسير ساعة تقريبا من القرية ،وهو مكان ذو أشجار كثيفة من الطلح والأثل والنخيل والأعشاب الصحراوية منها الديس، والذي يحيط ببحيرة ماء مالحة وسط غابة من أشجار النخيل الغير متناسقة ,وعند نهاية المرعى من الجهة الغربية كثبان رملية عالية تصلح للتزحلق , يرتادها الأطفال للعب كلما ملوا من الوحدة ..


يتبع فى الحلقة الأخيرة …

"كيف خدع الذئب كنتاهي وهاجم غنماتها …. "



تقاليد السلام عند التبو...


==============
عبارات السلام والترحيب , هو عنوان كل شعب لمعرفة تقاليده وعاداته , والسلام والترحيب تتم بطريقتين اللغة المنطوقة باللسان , واللغة المعبرة بالجسد وكلا الطريقتين لها مفعولها وتفسيرها ,فالسلام بحرارة دليل على الترحيب والمعزة والمكانة وتسمي فى اللغة التباوية .."لاها شداه"..السلام بحرارة وهذا السلام معياره نبرة الصوت العالي والتكرار , اما لغة الجسد فيتم التعبير عنه بالامساك باليد او الاحضان او ان احدا يربت على الكتف كلها مؤشرات على المعزوة والترحيب والمودة , عملية السلام والترحاب تتم بلغة اللسان ولغة الجسد معا, وهذا يضفي حرارة وشدة في الترحاب والسلام ,فى عادة السلام في اللغة التباوية لا يكتفي من يقومون بهذه العملية بالسؤال عن انفسهم بل يتعدى السؤال الى الاقارب والاهل ,,,
ضمن العبارات المتداولة بكثرة فى السلام فى اللغة التباوية...
كلاهني, وصانيي , انتي لابار , أنتيي كنيي..على الطرف الاخر المقابل ترديد نفس العبارات وتكرارها , يبدأ السلام بنبرة صوت عاليه تم ينتهى الى نبرة صوت هادئة مما يعني انتهاء المهمة..
علي أنر