البركة

لا زالت البركة لا تغيب عن هذا المقتنيات الثراتية , وتحظر بقوة فى مناسبة او بدونها حيث تعبر هذه الاطباق عن كل معانى الكرم والجود والضيافة لكل من يزور بيت بسيط من بيوت اهلنا فى الجنوب ...

ليست مجرد اطباق تقدم فيها الطعام او تحفظ فيها النعم , بل هى تاريخ وذاكرة مجتمع كافح وناظل وكابد من اجل كسب لقمة عيشه بالحلال, انها رمز لكفاح المرأة فى الجنوب الليبى فى تربية اطفالها وتعليمهم ...

هذه الاطباق البسيطة تستدعى ذاكرتنا نحن الجيل الذى عاصرنا المعاناة وتذكرنا كيف كان اهلنا يكافحون من اجل تربيتنا و تعليمنا , وكيف كانت امهاتنا تصنعن هذه الاطباق لتباع بثمن بخص فى قيمتها المادية , ولكنها غالية ولا تقدر بثمن فى قيمتها المعنوية, لكى تشترى لنا بثمنها كراسة أوقلم او حقيبة مدرسية..؟

الطبق المصنوع من سعف النخيل رمزية حضارية لثرات الجنوب الليبى يشترك فيها كل من يسكن صحراء الجنوب فهو يجمع اهم ما تجود به صحراء الجنوب , الارض الطيبة والماء الغير آسى و النخلة المباركة والانسان الذى يحمل القلب الطيب انه خلاصة انتاج الطبيعة مضافة اليها جهد وعرق الانسان ..

الطبق مبارك , لانه مصنوع من شجرة مباركة , وثمنها مبارك ايضا لانه مصنوع من خلاصة جهد وعرق حلال ,لهذا حلت البركة بها ولازالت تحل فاتممنا ببركتها تعليمنا ,ونلنا بفضلها مؤهلاتنا , ووفقنا الله بفضلها اعمالنا ..

" وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

صدق الله العظيم

رسالة واو الناموس الى وزير السياحة - ليبيا


تحياتي لك من واو الناموس من أقصى الجنوب الليبي، حيث الارض البركانية، التى انبثت جبلا بركانيا قل نظيره فى جغرافيا اطلس العالم ، حتى أصبحت معلما طبيعا ياتيها الزوار من كل حدب وصوب ..هذا الجبل البركاني المحاط ببحيرة ماء واعشاب الخيزان، والطيور البرية هى واجهة سياحية يجب عليك أيها السيد الوزير الاهتمام بها وتوجيه انظار الدولة لها لاستغلالها، وذلك بجعلها منتجعا سياحيا يقصده السواح من داخل الوطن وخارجه؟
واو الناموس ليس في حاجة الى دعاية ، فالخالق الله عز وجل جعلها فى سجل معلم معجزاته الطبيعية ، ومعروفة لعلماء الطبيعة ، والاجانب في العالم ...لماذا لا يكون هذا المعلم محمية طبيعية ضمن المحميات الطبيعية ضمن قائمة الأمم المتحدة
السيد وزير السياحة ..انت من الجنوب وهذه منطقتك....ووزارة السياحة انت رئيسها...لماذا لاتكون واو الناموس قبرعون الجنوب الشرقي...واجهة سياحية وثقافية وعلميه للجميع...؟
لماذا لا تكون معلما علميا طبيعيا ياتيها طلاب وأعضاء هيئة التدريس باقسام الجولوجيا بكليات العلوم بالجامعات الليبية للاستفادة منها للدراسة الميدانية..لماذا...لماذا ...لماذا؟

اهتموا بواو الناموس..
فبها....
نمير اهلنا...ونحفظ منطقتنا...ونزداد كيلا على وظائف لشبابنا العاطل عن العمل؟
ا


بيت كوباي

لطالما استوقفتنى هذه الصورة ,انهن نساء من بنات جلدتى اجتمعنا لانشاء بيت يطلق عليه بلغتنا .." يابى كوباوي"..وهو بيت بسيط من حصائر مصنوعة من اوراق شجرة الدوم المشهورة؟ , أنهن يعملنا كافراد النحل دون كلل او ملل ...احداهن فى الاعلى والاخرى فى الاسفل وبين هذه وتلك من تناول العصى والحبال ؟

اذا سألتنى ما الذى يجمع مجتمعنا الصحراوي ويجعله سعيدا وخاليا من الاحقاد والكراهية وحتى الامراض , اقول لك انها روح التعاون السائد بين افراده ؟

تحية مسائية طيبة من عمق الصحراء الكبرى

هاتيمي, وهرداه ...في مؤتمرتطوير مهنة التمريض

؟

=======================

صديقتى..." هاتيمي".., صديقة طفولة ,تعودت على شقاوتها ومناكفاتها وحتى عنادها ,انسانة عفوية وطيبة وصريحة تحب كثيرا لغتنا التباوية وتحاول دائما البحث عن المرادف فى لغتنا عندما يتعلق الامر بالحديث باللغة العربية اثتاء الدراسة او الاحاديث العامة , في مؤتمر تطوير مهنة التمريض حضرنا لنعرف المزيد عن هذه المهنة الانسانية ؟ وبينما نحن في القاعة واثناء حديث المحاضر عن آخر المستجدات فى الاسعافات الاولية لايقاف النزيف لانسان مصاب في حادث, دنت مني صديقتى "هاتيمي " وسألتني بلغتنا التباوية .. ما معنى كلمة نزيف باللغة التباوية ؟ وبينما انا وهى نتجادل عن المعنى دنت منا احداهن وكانت تسترق السمع على ما يبدو( حشرية ).., وسألتنا ..." انتن ليبيات "..صدمنا السؤال واللتفتنا سويا فى لحظة واحدة الى المعنية حيث كانت ورائنا وقريبة منا جدا..لنرى من هى صاحبة هذا السؤال المستفز ؟

حيث ردت صديقي " هاتيمي" وكانت معروفة بسرعة البديهة؟...وانت من أين يا اختي ..." "؟ اجابت " ليبية؟ ...ردت عليها باسلوب استهزائي.. وقالت : حتى احنا ليبيات يا حنا ... غير حارقتنا الشمس ؟

مدلول هذا الحديث مهم , لانه يحمل مفاهيم اقصائية وحتى عنصرية بالايحاء , وهو ينم معنى "أن كل من لا يتكلم اللغة العربية , هو ليس ليبي حتى وان أظهر ذلك" هذا الامر خلق رهابا اجتماعيا لذى الاقليات العرقية بحيث جعلهم لا يتكلمون بلغتهم الاصلية بالاماكن العامة ؟

اختكم هرداه آدم , على جانب مؤتمر تطوير مهنة التمريض

البدانة رمز الثراء في موريتانيا؟

في معظم دول العالم أن النحافة والجسم الرشيق يعتبر جذاباً، ولكن لموريتانيا رأي آخر، ففي هذا البلد يعتبرون أن السمنة عند النساء من علامات الجمال ولا فرصة لأي نحيفة في أن تجتذب الأنظار إليها.

ويعتبر الموريتانيون أن الفتاة النحيفة تدل على الفقر والقبح والحرمان، ولذلك يسعى الرجال في موريتانيا للزواج من فتيات بدينات، حيث تعتبر العروس البدينة رمزاً للثراء، كما تعتبر أيضاً من العائلات العريقة.

المصدر/آفاق_علمية

كونتا كينتي

🌷كونتا كينتي..

شخصية مسلمة .... ربما حين نسمع الاسم نتذكر احدى مسرحيات فؤاد المهندس وهو يذكر كلمة كونتا_كينتي وهذه هي كل معلومات اغلب الامة عن هذه الشخصية الاسلامية الضاربة في اعماق التاريخ الافريقي الامريكي كشخصية مسلمة !

كونتا كينتي كان فتى مسلم من دولة جامبيا جارة السنغال , وكان عمره 16 سنة عندما اختطفه تجار العبيد البيض وباعوه في امريكا !

كان كونتا يحفظ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم حتى عندما كان في العبودية في اميركا لم يترك الصلاة والصوم وكان سيده يعاقبه اشد العقاب على ذلك !

اختطفته سفينة اسمها لورد لونجييه هو و140 انسان افريقي ليس له ذنب الا انه اسود البشرة وفقير الحال !

وصل 98 مختطف فقط من اصل 140 ومات الباقي في الرحلة التي استمرت 90 يوم في عرض البحر وتم رمي جثث الموتى للاسماك والقروش ظلما وعدوانا !

كانت رحلة عصيبة، عانى فيها المحبوسون من آلام الأسر، الجوع، والرائحة الكريهة. امتلأ كل المحبس بالقمل والبراغيث، والفئران ضخمة الحجم التي كانت تعض الجروح المتقيحة وتم بيع المسلم كونتا كينتي بـ 750 دولاراً لجون وولر من عائلة برجوازية.

حاول الهرب عدة مرات وفشل وتم تعذيبه وقطع اجزاء من اطرافه تأديبا له على طلبه الحرية فعالجته سيدة سوداء اسمها بيل كانت معه في العبودية ثم تزوج بها لاحقا وانجبا بنتا سموها كيزي سنة 1790م !

اصيب كونتا كينتي بالصدمة حين علم ان سيده ينوي بيع ابنته كيزي وارتمت بيل امها على قدم السيد ليترك ابنتها او يبيعها معها الا انه لطمها على وجهها وارتمى كونتا ايضا يحاول تقبيل يده ليستسمحه عدم بيعها الا ان الرجل الابيض اطلق رصاصة بجوار راسه كادت ان تنفجر من الصوت ثم اختفت كيزي من امام اعين والديها وفي اول ليلة لكيزي عند سيدها الجديد قام باغتصابها !

انجبيت كيزي ولدا وحاولت ان تسميه كونتا كينتي لكنها خافت من سيدها الذي سماه جورج وبعد الحرب الاهلية الامريكية تم تحرير العبيد عام 1862م .

قام اليكس هالي حفيد كونتا كينتي بتأليف رواية الجذور التي تروي قصة جده وقصة الظلم الانسان لاخيه الانسان بمنهى الوحشية !

لاقت الرواية والمسلسل اقبالا جماهيريا منقطع النظير وشاهد الرواية عشرات الملايين من المشاهدين وانتشرت الرواية بشكل كبير لتروي قصة من قصص ظلم البشر لغيرهم من البشر لا شيء الا لاختلاف اللون او انه لا يملك القوة التي تحميه!..

.

.

ما الذى غاب عن يوم الثقافة التباوية..

119591223_3267843806637043_4477755048544500420_o.jpg

.
=====================
جيد ان نجعل من يوم 15-9 من كل عام يوما للثقافة التباوية نحتفل ..ونبتهج ..ونرقص ..ونغنى ..ونستعرض ثراتنا ..ولكن هذا لوحده لا يكفى لان الاحتفال والابتهاج هى لحظات متعة تنتهى بانتهاء اليوم الثقافى فالذى يبقى فى الذاكرة الانسانية هو الكتاب والقصة والمقالة ومنتجاتها من المسرح والسينما وهى المنظومة التى تشكل وثوءتر فى الفكرالثقافى للإنسان...يتسال شركاءنا فى الوطن عن مغزى يوم 15-9 ان كان يعنى شيىء فى تاريخ مجتمع التبو؟ ويتسالون عن الشخصيات الأدبية التباوية ومساهماتهم فى اثراءالثقافة التباوية والوطنية فى العموم؟ويتسالون عن اللغة التباوية واحرفها فى الكتابة ؟
وهذه اسىءلة مشروعة تدور فى دهن العديد من زوارنا والذين تشرفنا بلقاءهم فى هذا اليوم؟
حضر بعضهم اليوم الثقافى متشوقا وهو يحمل فى راْسه هذه الاسىءلة عسى ان يجد اجابات عند نشطاءنا فى هذا اليوم؟
نحن نفتقد العناصر الواعية والتى تتلمس ومن على بعد ما يدور فى اذهان البعض من زوارنا لتترجمها الى ندوات وحلقات نقاش للإجابة على اسىءلة قد تكون برىءىة وقد لا تكون؟
د. صابر التباوى


رمزية قلعة مرزق

644679_288613087909387_1542089325_n.jpg

قلعة مرزق في مدينة مرزق في جنوب غرب ليبيا. تم تشييدها في العام 1310 ميلادية، أثناء تأسيس المدينة لتكون مركزا للسلطان وعاصمة لدولة فزان. القلعة لديها سور مرتفع وتحصينات خاصة بالمراقبة، وتم بنائها من الحجارة والطين المدكوك. وتطل على قمة تل شمال غربي مدينة مرزق يقود إلى بوابتها أدراج، ومن وراء الباب يظهر البناء المربع الشكل والذي يتوسطه فناء يوجد ممر يقود لساحة تطل على مباني القلعة.

وهي احدى المعالم المميزة لعاصمة الصحراء بالجنوب الليبي لقرون عدة .. تاريخ القلعة يعود الى ما قبل مجيء الاستعمار التركي لفزان .. أي قبل عام 1550 .. ويرجع تأسيس الحصن مركزا لإدارة الدولة منذ عهد دولة اولاد امحمد الفاسي التي حكمت الاقليم لقرابة ثلاثة عقود ونيف وانتهت على عهد يوسف باشا القرمانلي  اثر الحملة التي  شنها على مرزق لاجتثاث حكم سلاطين آل امحمد في فزان عام 1813 م. كانت الحملة بقيادة محمد المكني الذي تولى فيما بعد عرش السلطنة، واخيه علي الغزيل. وهم حسب ما تذكر المصادر كانوا من تجار الشمال المقربين من الباشا يوسف القرمانلي، واردوا السيطرة على  معبر  التجارة مع افريقيا، واهمها تجارة الرقيق التي لقيت رواجا باهرا ذلك العصر لإقبال التجار الاوربيين على استجلاب العبيد من افريقيا لإدارة عجلة الاقتصاد الاوربي الناشئ والمزدهر .

بعد احتلال العثمانيين لفزان في العام حل محل السلطان الباشاوات الذين حكموا المنطقة من هذه القلعة، قبل ذلك كان تصميم بناء القلعة يتكون من جناح خاص بالسلطان إضافة لبهو يضم كرسي عرشه، وجناح مخصص “للحريم” يضم السلطانة ونحو 40 امرأة، كما ضمت القلعة قاعة للاجتماعات ومقرات للخدم والحرس ودور للحكم.

وجاور القلعة بعد المرافق مثل ساحة صلاة الجمعة وسجن المدينة والذي كان يستعمل لنفي المساجين السياسيين الذي لا ترضى عليهم الدولة العثمانية.

تعتبر القلعة من مجموعة القلاع القديمة والتي كانت ذات أهمية استراتيجية في عدد من المدن الليبية سواء الساحلية أو الصحراوية، كما تم وضع صورة لقلعة مرزق على العملة الليبية من فئة 4/1 دينار ليبي وذلك في اصدار العام 1981 والاصدارات التي تلتها. كما سكنها الطليان عند احتلالهم لليبيا واتخذوا منها مقر لهم ومكان للحكم.

لا تزال القلعة تحتفظ بمعالمها القديمة رغم حالة الاهمال التي تعرضت لها، وظل البناء رغم انه من الطين محافظا على البقاء والاستمرار في وجه عوامل التعرية وندوب الزمن. ولا يزال المسجد الملاصق للقلعة يحتفظ بتقاسيم زخارفه الرائعة و تصميمه المميز ومئذنته الشامخة

الدودي او "الحدادي"...مهنة وفن وعنصرية؟

155783127_2926377337606520_8222155654058352578_n.jpg

, الحداد او (الدودي فى لغتنا التباوية ,)... او فئة من الناس يجمعهم العرق والمهنة ويطلق عليهم المعلمين فى مجتمعات المغرب العربي (موريتانيا والمغرب) هم فئة من مجتمعات شعوب تشاد, النيجر, ليبيا ,السودان , مالي , وموريتانيا والمغرب ..,وهم فئة مطهدة وتعتبر من الطبقة الدنيا فى هذه المجتمعات ويتم معاملتهم بدونية وعنصرية ,ما يجمع هذه الفئة فى كل هذه المجتمعات هي الحرفية وامتهانها للصناعة التقليدية مثل الحدادة والصناعات الجلدية وصناعة الفخار , واسم "المعلمين"... هو الاسم المتداول فى بعض المجتمعات وخاصة فى غرب الدول العربية ,و بالرجوع الى المصادر التاريخية فى منطقة المغرب العربي ورد ان اصل هؤلاء المعلمين هم من سلالة البافور وهم من علّم السكان الأصليين من البربر والطوارق والتبو علم الحدادة ويقال ان ديانة هذه الفئة فى الاصل كانت الديانة اليهودية , وهم من اليهود بالاصل؟ , ما جعلنى اقف عند قصة هذه الفئة واستعراض مشكلتهم هو ما تم ملاحظته فى مجتمعنا التباوى هو وجه الشبه فى الاطهاد والعنصرية التى يمارسها بعض ابناء التبو ضد هذه الفئة ,والذى تشابه كثيرا مع ما تمارسه المجتمعات الاخرى خاصة فى جنوب المغرب وموريتانيا ضدهم , حيث لا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم , ولا تقبل شهادتهم ,؟

ما ميز هذه الفئة فى المجتمع التباوي هو الغناء والفن بالاضافة الى اعمال الحدادة والصناعات التقليدية الاخري , فهم من يصنع جميع الاسلحة من السكين الى السيف والرمح ويزينها بالجلود الحيوانية , فالانسان التباوي يأنف القيام بهذه الاعمال والتى يعتبرها وضيعة ولا تناسب كبريائه بينما يقوم بها الحدادي بكل تواضع ؟

السؤال الذى يطرح نفسه هل هؤلاء القوم هم فعلا من اليهود كما جاء فى بعض المراجع التاريخية بالمغرب العربي ؟واذا كانوا كذلك كيف انصهروا فى هذه المجتمعات وكيف تخلوا عن ديانتهم ؟

الباحث علي أنر باحث فى الثرات التباوى -نيوزلندا

في بيتنا مطلقة…؟

في بيتنا مطلقة...؟

كنت في الخامسة عشرة من عمري ، عندما كانت اختي المتزوجة ( شاتراه )....(اسم شاتراه بلغتنا التباوية هي للكناية عن الستر) والتى هى أم لطفلين تأتي دائما غاضبة إلى بيت العائلة هذه الحالة تسمى بلغتنا (تبراه كاداه )...وهى كناية عن زعل الزوجة من زوجها عندما تأتي لبيت ابيها و تشتكي من ظلم زوجها . كان ابي دائم القلق على أختى “شاتراه”.. ولا يدخر جهدا في الحديث معها ونصحها ، الا ان امي غالبا ما كانت تلتزم الصمت بوجود ابي، ولكنها تسر إليها الحديث دائما على انفراد وكأنها تتوجس خيفة من ان يسمعها احد ؟ و غالبا ما كانت أمي تنهرني عندما احاول ان استرق السمع خلسة بشقاوة الاطفال وهى تحدث أختي ؟ فهم عقلي الصغير حينها ان أمرا جلل سيقع لاختي ، وان نصائح ابى كانت اضعف من ان تجد الطريق إلى عقل اختي “شاتراه “ او تشوش على همسات وغمزات امي ورسائلها المبطنة لاختي، شعرت حينها أن الحديث النصح فى العلن غير حديث التحريض في السر ، وان النصح والإرشاد قد لا يجد طريقا الى القلب عندما يكون ذلك القلب عامرا بالكراهية, وقد فاض بغضا بحياة كلها مشاكل ؟

لم أنم مبكرا كالعادة تلك الليلة , وانتظرت حتى عاد أبي من أداء صلاة العشاء وساعدت امي في تقديم وجبة العشاء له, كانت نظرات ابي وكأنها توحي بالسؤال عن أختي " شاتراه "...(ما ان كانت رجعت الى بيتها ام لازالت بالبيت ؟)... وصدق ظني عندما سئل أبي عن اختي فقالت أمي انها بالداخل , فرأيت نظرات الانزعاج على وجه أبي حيث دفع بصفرة العشاء جانبا بقوة ونهض غاضبا وانطلق نحو الداخل , ثواني قليلة حتى سمعت صوته يجلجل فى أنحاء البيت معاتبا اختي "شاتراه"...على عدم حرصها على حياتها الزوجية , وعدم اهتمامها بمستقبل أطفالها , أثناء ذلك اتخذ الجميع الوضع الصامت فى احدى اركان الغرف المجاورة.

أمي هى الأخرى اتخذت الوضع الصامت ولكن بدت عليها علامات عدم الرضى ولكنها , لم تعلق على شيء في حضرة أبي ؟

لازلت فى غرفتي اراقب الوضع عن كثب وقد تركت باب غرفتي مشرعا , عن قصد لأسمع كل ما يدور,خرج أبي مسرعا نحو المربوعة " غرفة استقبال الضيوف ".... و نظراته توحي وكانه يبحث عن شىء ما…. لحظات قليلة حتى سمعت صوته بقوة وهو يتكلم مع أحد ما , وكعادتي حاولت ان استرق السمع حتى فهمت حديث أبي ,حيث فهمت أنه كان يكلم زوج اختي " شاتراه"...؟

وبعد إنهاء مكالمته , قدم بقوة نحو غرفة اختي" شاتراه"... وطلب منها ان تنهض ليوصلها الى بيتها , علامات عدم الرضى كانت ظاهره على امي واختي "شاتراه"... ولكن لا أحد منهما اعترض ؟ لم يمضي وقت طويل حتى اصطحب اختى و أطفالها وكانت غاضبة و رافقها الى بيتها؟

مضى أسبوع على الحادثة , وانا كلما دق جرس البيت اهرع لفتحه وانا اتخيل ان اختي شاتراه واطفالها بالباب, حتى جاء ذلك اليوم المشؤم عندما عدت من المدرسة , لاجد كل قريباتي وصديقات اختي " شاتراه " بالبيت حيث بدأ على الجميع علامات الفرح والابتهاج , وسألت إحداهن قبل ان اسأل امي , فقالت لي... " زغرتي كانك تعرفي ...اختك أطلقت"...وانطلقت نحو اختي ابحث عنها في ثنايا الغرف حتى اجدها محاطة بكومة من صاحباتها وصديقاتها , ونظرت اليها خلسة بنظرات شفقة واسف وعدم رضى ,قبل ان تبادلني هى بنظرات تبدو مليئة بفرحة , ولكني لم اصدقها؟

لم يتحمل قلبي الصغير هذا الموقف , فأسرعت لاحظن واضم اطفال اختى وانا ابكي ,في محاولة يائسة للمواساة بفقدهم لحياة اسرية مثالية؟

انطلق الجميع بالبيت بما فيهم أمي لاقامة وليمة بالمناسبة . بينما كان جرس البيت لا ينقطع عن النداء ,والضيوف من النسوة لا ينقطعن من الزيارة , وصوت اسطوانة الموسيقى هى الأخرى تعلو صوت الجميع , البعض يغنين والبعض يرقصن, والبعض يتهامزنا بالكلام , كنت أراقب الوضع عن قرب, وبنظرة الى الحضور لاحظت ان اغلب الحضور كان من العوانس اللاتي تأخرن في الزواج , أو من المطلقات القدامى حيث انضمت أختي " شاتراه"...الى ناديهن , او من تلك النسوة اللائي فقدن الأمل فى الزواج فاتخذنا الحجاب وسيلة صبر على ما حمله الزمن عليهن من مصائب الزمن , أما القلة المتبقية من النسوة الحضور فكانن من المتزوجات القدامى من أقاربنا واللاتي يعانين من حالة لامبالاة مزمنة فى كل ما يتعلق بأمور الزواج والطلاق؟

لحظات وقد شرفت الحظور " هاتيمي داصواه " ...اسم هاتيمي داصواه , اسم معروف وهي مغنية مشهورة تغني في أفراح الزواج والطلاق , ولها قدرة غريبة على إيجاد الكلمات المناسبة لأي مناسبة ؟ وبعد الانتهاء من وليمة الغداء توسطت " هاتيمي داصواه " دائرة نسائية من الحضور وبدأت غناء "الهميي".. "وغناء الهيمي هو غناء نسوي من تراث التبو يجمع مجموعة من النساء فى حلقة دائرية , وتقوم احداهن بغناء بكلمات ثمتل جمل قصيرة ويقمنا البقية بترديدها, وتقوم احداهن من حين الى اخر بالقفز وسطهن واصدار صوت غريب من اعماق حنجرتها لزمن لا يتجاوز الدقيقتين ثم تعود للصفوف " لتخرج اخرى لتقوم بنفس الدور؟" تم تطبيق هذا السيناريو في بيتنا فى غرفة أختى في دائرة قطرها لا يتجاوز المتران والجمع من حولها من النساء يرددن فى حماس منقطع النظير كل ما تقوله " هاتيمي داصواه ؟

اختي " شاتراه" كانت من اكثر المتحمسات للغناء وترديد العبارات المتواليه والتى فهمت من بعضها كلماتها مترجمة للعربية " ان الراجل اللي سيبك ...سيببه " ..وانت تستاهلي خير منه"...لا اعلم ان كانت اختى " شاتراه " وهي تردد هذه العبارات وراء المغنية " هاتيمي داصواه " مقتنعة بما تقول ام لا؟

الكل كان خارج وعيه , وكأن الشيطان كان يغويهم بالمزيد من الضلال, فالمشهد لا تستطيع الكلمات والجمل وصفه ,عبثا حاولت الفرار الى غرفتي لانال قسطا من الراحة , فصوت المسجل , وصوت " هاتيمي داصواه " وصوت الهيمي و القفز , كان اقوى من اي سكون قد يجلب الراحة...

قصة بقلم ...هرداه آدم